الإثنين, 09-مارس-2009
الميثاق نت -   عبدالله الصعفاني -
لم تتردد المحكمة الجنائية الدولية في إصدار مذكرة اعتقال في حق الرئيس السوداني عمر البشير وبصورة هي أقرب الى المهزلة منها للعدالة.. لكن المحكمة نفسها لا تجرؤ على محاكمة أحد من أقطاب الهمجية الصهيونية المتعاقبين في اصطياد المدنيين الفلسطينيين.
> ومع كل مهزلة يكون العرب هم الضحايا نعود الى الدهشة الأولى ولكن دونما عبرة أو اعتبار.. مجددين تأخرنا على الصعيد الوطني والأخوي حتى في فهم أن مجلس الأمن والهيئات التابعة وكذلك هيئات أخرى ترفع مظلة العدالة هي مجرد أشكال محكومة بمصالح القوى الكبيرة التي تصيغ‮ ‬القوانين‮ ‬وهي‮ ‬الوحيدة‮ ‬الأعلم‮ ‬بها‮ ‬والأحق‮ ‬بتفسيرها‮ ‬وتطبيقها‮ ‬حسب‮ ‬اللزوم‮ ‬وبطريقة‮ ‬حولت‮ ‬العالم‮ ‬الى‮ ‬فضاء‮ ‬واسع‮ ‬من‮ ‬الكراهية‮.. ‬ذات‮ ‬صباح‮ ‬عيد‮ ‬تعرض‮ ‬رئيس‮ ‬عربي‮ ‬للشنق‮..‬
واليوم يواجه رئيس آخر بمذكرة اعتقال والعرب عند ذات النقطة التائهة غير قادرين حتى على القراءة السليمة لأحوالهم عاجزين سياسياً واقتصادياً واعلامياً في الدفاع عن أنفسهم أو حتى التعبير عن أوجاعهم بالطريقة السليمة.
> والأكثر مرارة أننا جاهزون لتبرير ما يتعرض له كل بلد على حده.. غافلين عن أننا نعيش وضعاً عالمياً غير عادل يحذرنا من تبعات حكمة لا يهم أن هتف بها حيوان.. »وأُكلت يوم أُكل الثور الأبيض«.
> وحيث والشيء بالشيء يذكر فإنه حتى بعض القرود تحشو جروحها بنوع من الأوراق العطرية تحتوي على زيوت طيارة مطهرة للجروح.. قاتلة للجراثيم.. وهي أمثلة على كيف يكون التمسك بإرادة الحياة.. ليس بمؤتمرات الملاسنة.. وليس بالكيد للشقيق وليس بالتشفي وإنما بوحدة الموقف.‮. ‬اغتسالاً‮ ‬من‮ ‬عار‮ ‬الذل‮.‬
> واذا كانت الأنظمة العربية مطالبة بسرعة اجراء المصالحة مع جماهيرها والمصالحة فيما بينها فإنها ليست وحدها من يسيئ الى حقوق الانسان.. لكنه الارتهان.. ورعاب التمسك بالكرسي الذي يحول بينها وبين تسجيل المواقف الجماعية التي تؤكد لقوى الظلم والتكبر بأن اسطوانة حقوق‮ ‬الانسان‮ ‬ليست‮ ‬أكثر‮ ‬من‮ ‬شعارات‮ ‬وأنها‮ ‬لا‮ ‬تعبّر‮ ‬عن‮ ‬مبادئ‮ ‬أصيلة‮.‬
> جونتانامو.. وأبو غريب.. ومذابح الفلسطينيين. قانا واحد وقانا اثنين.. عناوين كبيرة على غياب المعيار.. ولكن لا وجود لأصوات موحدة.. مسموعة.. فإسرائيل أكبر من ينتهك حقوق الانسان مع ذلك يجري تصنيفها دولة ديمقراطية.
‮> ‬ولاتزال‮ ‬في‮ ‬الذاكرة‮ ‬الجمعية‮ ‬صورة‮ ‬المجندة‮ ‬الأمريكية‮ ‬سابرينا‮ ‬هارمان‮ ‬وهي‮ ‬تجر‮ ‬معتقلاً‮ ‬عراقياً‮ ‬مربوطاً‮ ‬بحبل‮ ‬جلدي‮ ‬يستخدم‮ ‬مع‮ ‬الكلاب‮.‬
ولاتزال‮ ‬الذاكرة‮ ‬تحتفظ‮ ‬بحكاية‮ ‬مهاجر‮ ‬هاييتي‮ ‬تعرض‮ ‬للضرب‮ ‬والتعذيب‮ ‬الوحشي‮ ‬من‮ ‬شرطة‮ »‬بروكلين‮« ‬في‮ ‬نيويورك‮ ‬التي‮ ‬أنهت‮ ‬المشهد‮ ‬بانتهاك‮ ‬عرضه‮ ‬بعصا‮ ‬من‮ ‬الخشب‮.‬
لكن لا الإرهاب الصهيوني ولا الاساءات الأمريكية لحقوق الانسان رفعت عن ظهور العرب عصا المهانة أو حمستهم للانتفاض على فرقتهم والحصيلة المزيد من الاذلال والمزيد من الانحدار في هاوية المعلوم.. ولا حول ولا قوة إلاّ بالله.
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 17-يونيو-2024 الساعة: 04:56 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-9404.htm