الميثاق نت -

الجمعة, 06-مارس-2009
عبدالله الدهمشي -
قد يخسر الصحفيون فرصتهم المتاحة لتفعيل وتطوير العمل النقابي في المؤتمر القادم، إذا هم اختزلوا المؤتمر، أعمالاً ونتائج، في انتخابات القيادة الجديدة للنقابة.
وستكون الخسارة فادحة إذا اختزلوا هذا الاختزال في تسييس التنافس الديمقراطي بين مرشحيهم لقيادة النقابة في الفترة القادمة، وخاضوا معركتهم الانتخابية من منطلقات حزبية تقسمهم بين الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة.
قد يخسر الصحفيون دورهم في الفترة القادمة واستقلاليته النقابية والمهنية، لذلك نقول: إن التحديات التي تواجه الصحفيين في المؤتمر القادم هي تلك التحديات المتصلة بجانبي النقابية والمهنية من العمل الصحفي وعامليه وأوضاعه الراهنة.
لا سبيل إلى تجنب الخسارة ومضاعفاتها في المؤتمر القادم إلا سبيل الحرص على تضمين الإطار النقابي للصحفيين حقيقته النقابية المتمثلة في كونه إطاراً مدنياً مستقلاً بذاته عن الأطر الأخرى السياسية والحزبية والنقابية، والنقابة ليست أكبر ولا أصغر من الأحزاب السياسية حتى تكون ملحقة بها في الدور والمهام لأنها تتساوى مع هذه الأحزاب من حيث هي مفردة تماثل المفردات الحزبية في تكوين الإطار الجامع لهما في مسمى المجتمع المدني.
دعوني أركز القول في بيان القصر من تحديد النقابية والمهنية لتحديات تواجه الصحفيين في المؤتمر القادم عبر النقاط الآتية:
- أولاً تتمثل التحديات النقابية في الاستقلالية التامة للنقابة عن الاغواء السياسي والاستحواذ الحزبي، فالنقابة ليست سلطة ولا معارضة، ولذلك ينبغي مواجهة النزعة الحزبية في معركة التنافس الديمقراطي على عضوية القيادة الجديدة، والحرص على معيارية الاستقلالية برفض القوائم الحزبية ورفض التنسيق على أساسها تكريساً للاستقلالية النقابية، كياناً ودوراً.
على أساس هذه الاستقلالية يأتي الدور النقابي محدداً بالمصلحة العامة للعمل الصحفي وعامليه، حيث حرية التعبير أولى مهام القيادة الجديدة في الفترة القادمة، وحيث حقوق الصحفيين على ذات الأولوية التي لاتقتصر مهمة النقابة في الدفاع عن الصحفيين وحقهم في الحرية والتعبير، بل تجعل المهمة في منع العدوان على حرية التعبير وحقوق الصحفيين بسيادة القانون وسلطاته.
ثانياً:أما التحديات المهنية فتتركز في الحق الإنساني للصحفي بالكرامة الآدمية معيشة ومهنة، وهذا يعني جعل قيمة الكلمة ومقام الصحافة، كريمين مادياً، مكرمين معنوياً وهذا حق إنساني أولاً، وحق مهني ثانياً، ذلك أن القيمة الكريمة للعمل الصحفي، مادياً ومعنوياً تحفظ للمهنة شرف العمل، وللعامل عزة الحر، وللكلمة أمانة المسئولية صدقاً وعدلاً.
إن ميثاق الشرف الصحفي، لا ولن، يكون ميثاقاً أو شرفاً للعمل الصحفي وعامليه ما لم يقم بنيانه على أسس الاستقلالية النقابية المتجسدة حصراً في الحريات وحقوقها المادية والمعنوية للمهنة وأهلها وأيضا، لا ولن يكون ميثاقاً أو شرفاً، ما لم يؤمن به أهله ويخلصوا في تعاونهم على العمل به ومن أجله أفراداً وكياناً.
دعوني أقترح عليكم أيها الزملاء، الاكتفاء بتحديات النقابية والمهنية المشار إليها سابقاً، لتكون مرتكز، الحوار حول المهام العاجلة والرئيسة في جدول أعمال المؤتمر القادم وفي نتائجه المرجوة، حتى نتمكن جميعاً من وضع ملامح برنامج عمل النقابة وقيادتها الجديدة في الفترة القادمة.
إن الخروج ببرنامج عمل يحدد المهام الموكلة إلى قيادة العمل النقابي، أهم من انتخاب قيادة مخلصة وكفؤة ، لأن البرنامج هو الأساس والمرجعية التي تتيح لأعضاء الجمعية العمومية في كل مؤتمر تقييم الأداء، ومحاسبة المسئولين عن تحقيق الأهداف المحددة في برنامج العمل ومهامه الخاصة والعامة.
إن العمل النقابي مسئولية كل أعضاء النقابة، وتقييم هذا العمل دورياً في المؤتمرات العامة، ينبغي أن يكون موضوعياً لا شخصياً، حيث الموضوعية في التقييم والتقويم فنحقق إذا وإذا فقط حدد المؤتمر العام مهام العمل النقابي والقيادة المنتخبة في فترة ما بعد المؤتمر، ليكون الفائزون بثقة أغلبية الأعضاء مسئولين عن العمل بالبرنامج والمهام النقابية ومساءلين عن النجاح أو الاخفاق في المؤتمر التالي.
لا نستطيع في نقابة الصحفيين تعزيز دور النقابة في المجتمع المدني وتطوير هذا الدور، ما لم نعتمد التقييم والتقويم أساساً للتخطيط والمراجعة، كما أننا لا نستطيع تقييم أداء غير مبرمج سلفاً، ولا محاسبة قيادة غير ملزمة بمهام وأهداف محددة لذلك لا نملك إزاء ما تقدمه قيادة النقابة من تقارير سوى الثناء على اجتهادها وجهدها، والعذر لما عجزت عنه أو أساءت فيه، فالمجتهد مأجور على الخطأ والصواب.

Albodeel.c@gmail,com

تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 17-يونيو-2024 الساعة: 07:44 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-9367.htm