الميثاق نت -

الإثنين, 02-مارس-2009
گلمة الميثاق -
اتفاق المؤتمر الشعبي العام مع احزاب المشترك مطلع الاسبوع الماضي لم يكن فقط من أجل الانتخابات، وإن كانت موضوعه المحوري، بل جاءت كاستجابة تعبر عن المسؤولية تجاه الوطن وأبنائه الذين تنفسوا الصعداء بهذا الاتفاق لتأجيل الاستحقاق الانتخابي لمدة عامين عبر التمديد لمجلس النواب الحالي والهدف إعطاء فسحة من الزمن للمراجعة وتصويب الأخطاء، واعتقدنا بأن الحسابات الضيقة لدى البعض قد تم تجاوزها لمصلحة اليمن ووحدة أبنائه الوطنية وخياره الديمقراطي من خلال الابتعاد عن التوتر السياسي والتفرغ للاصلاحات السياسية الديمقراطية والاقتصادية التنموية والاستثمارية، وتحدث تحولاً خلال هذه الفترة الزمنية يصب في مصلحة الديمقراطية بما هي وسيلة للنهوض والبناء الشامل لوطن 22 مايو العظيم، لكن على ما يبدو أن هناك من أزعجه هذا التوافق الوطني ولم يأتِ على هواه ولديه أجندته الخاصة التي بكل تأكيد تعكس أهواء مصلحته الشخصية الضيقة التي تقف على طرفي نقيض مع مصلحة الوطن والشعب مواصلاً اللعب بالنار غير مدرك أن مثل هذا السلوك السياسي القاصر سيؤدي الى إحراق من يمارسه، وهذا واضح في مساراته التي تجرى خارج سياقاتها السياسية والدستورية والقانونية.. المال والنفوذ تأثيرهما مؤقت ولا يمكن أن يكونا فوق الدستور والقانون والمصلحة الفردية لا ينبغي لها أن تعلو على المصلحة العليا للوطن وأمنه واستقراره وطموحات وتطلعات الفرد ان لم تنسجم مع تطلعات الشعب محكوم عليها بالفشل مسبقاً.
وانسياق قيادات لديها الخبرة والتجربة السياسية أمر غير مفهوم بالمطلق بعد أن توصلت عبر الحوار لهذا الاتفاق مستوعبة دعوة فخامة الاخ الرئيس الى استشعار مسؤولياتها الوطنية التي تقتضي منها أن تعمل لكل ما من شأنه إخماد نار الأزمات والفتن المفتعلة بدلاً من السير خلف من يمضي في تأجيجها كاشفة عن حالة من السلبية في حين أن تأجيل الانتخابات النيابية استجيب له تحت دعوة قيادات احزاب المشترك الا أن ذلك سيتيح فرصة أكبر للحوار والتوافق الديمقراطي حرصاً على المصلحة الوطنية التي توجب بذل الجهود بإتجاه تهيئة الأجواء والمناخات الملائمة‮ ‬لإصلاحات‮ ‬حقيقية‮ ‬تخدم‮ ‬المشروع‮ ‬الوطني‮ ‬الديمقراطي‮ ‬بأبعاده‮ ‬ودلالاته‮ ‬التنموية‮ ‬وعلى‮ ‬نحو‮ ‬يلبي‮ ‬متطلبات‮ ‬حاضر‮ ‬اليمن‮ ‬ومستقبل‮ ‬أبنائه‮.‬
إن اللعب بالنار ليس فعلاً سياسياً ناضجاً ومسؤولاً واستجابة من اعتقدنا ان الحكمة في وعيهم قد تغلبت على السير خلف النوازع المريضة للبعض وعليهم ألا يفقدوا تلك الحكمة مادام وأن الآفاق قد اتسعت فضاءاتها لإدارة الخلافات والتباينات عبر الحوار الجاد والبناء القائم على الثقة المتبادلة التي تتطلب من الجميع تجسيدها عملياً في الممارسة السياسية بعدم الرجوع الى الخلف والى ما كان عليه الوضع قبل اتفاق الاحزاب، لأن ذلك يعطي بالملموس عدم الجدية، وهنا تكمن خطورة من يلعب بالنار سياسياً.. إما تركه يمارس لعبته منفرداً ، فهذا شأنه‮ ‬وسوف‮ ‬يحترق‮ ‬بها‮ ‬وحده‮.. ‬أما‮ ‬الوطن‮ ‬والشعب‮ ‬قد‮ ‬تجاوزا‮ ‬الارتهان‮ ‬لفرد‮ ‬منذ‮ ‬زمن‮ ‬بعيد؟‮!‬
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 17-يونيو-2024 الساعة: 07:25 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-9308.htm