طه العامري -
أياً كانت حسابات البعض من العدوان الصهيوني لقطاع غزة فإن غزة التي تسطر أروع الملاحم البطولية دفاعاً عن قضية فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة والعادلة ودفاعاً عن شرف وكرامة الأمة العربية من محيطها الى خليجها.. نعم تسطر غزة بمقاومتها وصمودها الاسطوري الملفت والمثير أروع الملاحم في سفر الأمة وتتصدى لأعتى الجيوش التي قيل إنها لا تقهر لكن المقاومة في غزة قهرت هذا الجيش كما قهرته المقاومة اللبنانية بالأمس القريب.. السؤال لماذا هذا التخاذل والتردد العربي الرسمي في دعم واسناد المقاومة ومنحها الغطاء السياسي الكامل والوقوف الى جانبها ومؤازرتها بحيث تتمكن من الصمود وصناعة الانتصار الكافل بعودة الحق العربي، اذا ما ادركنا أن المقاومة بوجودها ودورها شكلت حصانة للنظام العربي ولجيوشه التي فشلت في استعادة حق مسلوب وأرض مغتصبة وحقوق مسلوبة لتأتي المقاومة لتسقط واجباً كانت الجيوش العربية هي حاملته وهي التي توجه اليها التهم والتساؤلات، وجاءت المقاومة لتسقط هذا الواجب من على كاهل الجيوش العربية النظامية وهو ما يفترض أن يحظى بتقدير واحترام النظم العربية وبالتالي دفعها لتبني دعم واسناد المقاومة وتعزيز صمودها في مواجهة عدو من العيب أن يوصف -بالنازي- لأن النازية كانت رحيمة مقارنة بما يرتكبه الصهاينة.. وبالمناسبة ثمة مقولة تنسب للزعيم الألماني أدولف هتلر تقول وبلسان هتلر: »لقد خلصت البشرية من نصف اليهود وتركت النصف الآخر ليعرف من خلالهم العالم لماذا تخلصت من النصف الأول«.!!
إن ما يحدث في غزة جريمة تفوق كل الجرائم التي ارتكبت عبر التاريخ فالجيش الذي لا يقهر قهرته المقاومة الباسلة والمؤمنة وبالتالي لم يجد هذا الجيش غير الاطفال والنساء والشيوخ والمدنيين العزل ليصب على رؤوسهم كل حمم النار والجحيم ظناً منه أن فعلته سوف تجعل المواطنين يثورون ضد المقاومة ويتخلون عنها وتلك استراتيجية يلجأ إليها العدو الصهيوني دوماً خاصة حين يفشل في استهداف عناصر المقاومة.. ومع كل جرائم العدو يظل السؤال عن صمت النظام العربي مثيراً خاصة بعد كل هذا الصمود للمقاومة والشعب العربي في قطاع غزة، وهذه الواقعة لا تدل على خيانة وتواطؤ النظام العربي، لأن كل هذه الصفات لا تعفي النظام العربي من دوره ومسئوليته ولايزال المطلوب من هذا النظام أن يكون معبراً وخادماً للشعوب ما لم فإن للشعوب قرارها في التخلص من رموز النظام العربي وما أسهل المهمة وخاصة في هذه المرحلة!!
إن نصرة المقاومة واجب قبل أن تصبح المقاومة حاضرة في كل حي وشارع ومدينة عربية بعد أن غدت المقاومة هي خيار.. خاصة وأن ملحمة غزة لن تمر هكذا بل أتبشر بتبعات كارثية على خلفية ملحمة غزة.. وهذا الاحتقان غير المسبوق في الوسط الجماهيري العربي له ما بعده من استحقاقات فانتظروا!!
ameritaha@gmail.com