السبت, 27-ديسمبر-2008
الميثاق نت -    كلمة الثورة -
على الرغم من اعتزازنا الكبير بالخطوات العظيمة والتحولات الكبيرة التي قطعها شعبنا على الصعيد الديمقراطي وحرية الرأي والتعبير، وكذا ما تم إنجازه على نطاق تكريس نهج التعددية السياسية وترسيخ مبدأ التداول السلمي للسلطة وتوسيع المشاركة الشعبية في صنع القرار نجد أن هذا التقدم والرقي الديمقراطي لم يسلم من محاولات الاستغلال من قبل قلة من العناصر المريضة التي أدمنت على التآمر والارتزاق.
ومثل هذه العناصر التي تجردت من كل القيم الوطنية وباعت نفسها للشيطان وإن كانت هي نفسها من ظلت تناصب الوطن العداء وتضمر له الحقد والضغينة في كل المراحل، وهي من تصدى لمخططاتها الدنيئة أبناء شعبنا الشرفاء وعملوا على إسقاط تلك المخططات وتلقين أصحابها الدروس تلو الدروس التي كان ينبغي أن يتعلموا منها الوطنية الحقة، إلا أن من اعتاد على التسول والكسب الحرام.. لا أمل في ضمير يردعه ولا قيم أخلاقية يمكن أن تنأى به عن ذلك المسلك المُزري فالطبع غلب التطبع!!
وكما هو دأب هذه العناصر الحاقدة في كل الحقب فها هي -اليوم- تظهر من جديد مستغلة مناخات الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير في الترويج لنفسها الكريه الذي تسعى من خلاله إلى إثارة نوازع البغضاء والكراهية بين أبناء الوطن الواحد وذلك عبر ترديد الدعوات المناطقية والعنصرية المسيئة للوحدة الوطنية والتي تستهدف في المقام الأول النيل من السلم الاجتماعي وزعزعة روابط التماسك الوطني.
ومثل هذا التطاول على ثوابتنا الوطنية هو أمر يستدعي من كافة أبناء اليمن الشرفاء مواجهته وردعه ولجمه، باعتبار أن التصدي لهذه الأبواق الناعقة التي تحاول العبث بقيمنا الوطنية بعمقها التاريخي والحضاري، هي مسؤوليتنا جميعاً أحزاباً ومنظمات، أفراداً وجمعيات، كما هي مسؤولية مؤسسات وأجهزة الدولة التي لا بد لها أن تعمل على تطبيق القوانين والأنظمة بحق كل من تسول له نفسه استغلال مناخات الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير في التحريض على الفتن والمشاريع الصغيرة وإقلاق السكينة العامة والإخلال بالضوابط التي تؤطر العلاقات بين مكونات المجتمع.
فمن لا يتحلى بالغيرة على ثوابته وسلامة وطنه، لا يمكن أن يكون مواطناً صالحاً يتمتع بروح الوطنية حيث وأن الوطنية ليست لباساً نرتديه متى نشاء.. ونخلعه متى ما نريد، بل إنها سلوك وارتباط حميم بالوطن يتعزز بالولاء المطلق له والتضحية من أجله والإيثار في إعلاء ثوابته.
وبوضوح تام ودون أي غمغمة أو غموض، فإنه ومهما كان انفتاحنا على الديمقراطية فلا يجوز بأي حال من الأحوال أن يصبح هذا الانفتاح مدخلاً لذوي الضمائر الميتة والنفوس المأزومة من أعداء الوطن لنفث سمومهم وممارسة ألاعيبهم الشيطانية والعبثية، فلا ديمقراطية من دون ضوابط أو معايير، ومن يدعون إلى السير في هذا الطريق معصوبي الأعين، ليمضي كلٍ على هواه.. لا يرغب في أن تزدهر الديمقراطية في بلادنا بقدر ما تعم الفوضى في هذا البلد ويصبح مرتعاً وساحة تتقاذفها الأمواج من كل جانب.
فمتى يعي أولئك الغوغاء أن أي أمر يمكن مناقشته وإخضاعه للحوار باستثناء المساس بالثوابت الوطنية، فتلك خطوط حمراء ولا مجال لأي مستهتر أو حاقد أو متآمر للعبث بها أو التطاول عليها أو المساس بها، وأن من يفكر الاقتراب منها بالسوء سيطاله غضب الشعب ونقمته بما يجعل منه عبرة لمن يعتبر.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 15-مايو-2024 الساعة: 04:38 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-8360.htm