الإثنين, 15-ديسمبر-2008
الميثاق نت -  حسن‮ ‬عبد‮ ‬الوارث -
يبدو أن التوفيق بين وجهتي النظر العربية والامريكية - أو حتى مجرد التقريب بينهما - تجاه مفهوم الإرهاب، بات مستحيلاً.. برغم أن عديداً من وجهات نظر الطرفين - تجاه عديد من قضايا العالم وشؤون المنطقة - قد امتزجت عبر السنين، حتى لم يعد المرء يستطيع أن يفرق فيها‮ ‬بين‮ ‬أبيض‮ ‬الخيط‮ ‬وأسوده‮!!‬
وقد بات واضحاً أن من ينتظر سلاماً من »اسرائيل« كمن ينتظر غنماً من الذئب أو كمن ينتظر تغريداً من الغراب.. كما بات أكثر وضوحاً أن الولايات المتحدة تتطابق مع »اسرائيل« في اعتبار دماء الضحية الفلسطينية هو الرصاص الذي يشكل إرهاباً ضد جيش الاحتلال، وهو الديناميت‮ ‬الذي‮ ‬يمثل‮ ‬عنفاً‮ ‬ضد‮ ‬أمن‮ ‬المستوطنات‮!!‬
وصارت الدبابة والطائرة والمدفعية الثقيلة توازي الحصاة والمقلاع في المفهوم الامريكي - »الاسرائيلي« المشترك تجاه الارهاب والعنف.. كما صار يستوي النصل والجرح.. القاتل والقتيل.. الجلاد والضحية.. المشنقة والعنق!!
إن‮ ‬عملية‮ ‬السلام‮ ‬قد‮ ‬أعلن‮ ‬بيان‮ ‬نعيها‮.. ‬وصدر‮ ‬تصريح‮ ‬دفنها‮ ‬قبل‮ ‬صدور‮ ‬شهادة‮ ‬ميلادها‮!!‬
ولم يعد أمام قادة الأمة العربية والاسلامية - اليوم - سوى تحد كبير جداً وخطير للغاية.. فإما استعادة الحق المغتصب والكرامة المهدورة لهذه الأمة، وإما الشتات سيكون مصيرنا الى أبد الآبدين.. فقد بلغ السيل الزبى، وصار الدم العربي ارخص من المياه الراكدة، والحق العربي‮ ‬أهون‮ ‬من‮ ‬الرمال‮ ‬المتحركة‮!‬
اليوم آن لزعماء هذه الأمة أن يقولوا - مجرد أن يقولوا - كلمتهم التي نأمل أن تكون منسوجة من معاناة أمتهم ومعجونة بمطالبها المشروعة وممهورة بالتضحيات الجسام التي اجترحها جميع شهداء الأمة وأبطالها وقواها الوطنية والقومية على مدى عقود عديدة من الزمان.. اليوم نأمل‮ ‬فقط‮.. ‬لا‮ ‬أكثر‮ ‬ولا‮ ‬أقل‮.. ‬فهل‮ ‬ثمة‮ ‬أمل‮ - ‬ولو‮ ‬واهن‮ - ‬في‮ ‬هؤلاء‮ ‬الزعماء؟‮!‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 16-مايو-2024 الساعة: 11:32 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-8279.htm