الجمعة, 01-أغسطس-2008
الميثاق نت -                    أ . عمر عبرين -



اتفق مع ما مذكرته قناة الجزيره الاخباريه في تغطيتها للمؤتمر الاقليمي حول تعزيز التعاون بين هيئات مكافحة الفساد ، الذي انعقد في الاردن بتاريخ 29/7/2008م ، في ان الفساد ظاهره عالميه ، وأكاد أجزم بذلك .

فليس من المعقول أن تكون الدول الاوربيه والغربيه بشكل عام ، على هذا المستوى من ( الفضيله ) ، والا تحققت نبوءة أفلاطون ( الخياليه ) ، وليس من المعقول ايضا أن يكون الفساد كظاهره وسلوك حكرا علينا نحن ( العرب والمسلمين ) ومن بينهم طبعا نحن اليمنيين .

واذا كان الامر كذلك ، فلماذا الغرب على هذا النحو من التقدم والتطور والاستقلاليه ، بينما نحن العرب في التصنيف المقابل لهم من التخلف والتدهور والتبعيه ؟ ولماذا الغرب قد وصل الى ماوصل اليه ، في حين مازلنا كعرب على مانحن عليه ، على الرغم من أنهم يعانوا مانعانيه ؟

فماهو اذا الفرق بين فسادنا وفسادهم ؟

وللاجابه على هذا التساؤل ، أعتقد ( والعلم عند الله ) أن أوروبا والدول المتقدمه ( حسب القول المتداول ) قد يساوم البعض فيها على دفع اكراميه او عموله من ارباح مناقصه أو مزايده خارج بلدانهم بغرض ارسائها على الشركات القائمين عليها ، ولكن من المستحيل مساومتهم على مواصفات ومقاييس بناء مدرسه أو مستشفى أو شق طريق أو خلافها من الخدمات والبنيه التحتيه التي تتطلبها أوطانهم .

وفي أوروبا والدول المتقدمه أيضا ، قد ( يتعشم ) ( القله النادره ) من موظفيها في الحصول على عمولة ، مقابل اختصار وقت انجاز معامله اداريه الى يوم بدلا من اسبوع ، ولكن لايساوم ( الغالبيه ) منهم في الحصول على ( أتاوة ) انجاز المعامله من عدمها .

وفي اوروبا والدول المتقدمه كذلك ، قد ( يرى ) احدهم من القائمين على المنافذ ( أحقيته ) في الحصول على اكرامية ، مقابل دخول بضائع تجاريه مرخصه قانونا ، بتعرفه جمركيه مخفضه ، ولكن من الصعوبه مساومته على ادخال ادويه ومواد غذائيه وغيرها من بضائع لاتصلح للاستهلاك الادمي .

ولعل القله ( المفترض ) وجودها في العالم الغربي المتقدم ، ورغم ماتتصف به ( مجازا ) من فساد ، تدرك بتصرفاتها تلك ، قيمة عدم المساومه على أشياء ، أقل مايقول فيها العقل والمنطق أنها ذات مردود عكسي عليهم وعلى ابناء جلدتهم على السواء دون (استثنائهم) ، كون تلك التصرفات الخارجه على الدين قبل العرف والقانون ، من شأنها أن تضر بمستوى الخدمه الصحيه المقدمه لهم ولأفراد عائلاتهم ، وتحد من مستوى التحصيل العلمي لأبنائهم ، وقد تتسب لهم ( لاقدر الله ) في حوادث الطرق ( الضيقه ) والتي من البديهي استخدامهم لها ، ناهيك عن أنها ( تخسف ) بالقيمه الاقتصاديه للعمله المحليه لبلدانهم ، فالعمليه برمتها ذات علاقه ارتباطيه عكسيه بحيث تقل القيمة الشرائيه لأي عمله ، بارتفاع نسبة الفساد ، الامر الذي من شأنه بالتأكيد ، أن يقلل من ( قيمتهم ) كأفراد ينتمون لذلك الوطن بين جيرانهم !!!!!
تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 12:56 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-7724.htm