الثلاثاء, 01-يوليو-2008
الميثاق نت -    أمين الوائلي -
قضت محكمة أمريكية ـ نهاية الأسبوع الماضي لا غير ـ بإدانة أحد الصحافيين بتهمة «الاستهزاء بالقضاء» وعدّت ذلك جريمة فجّة وانتهاكاً لحرمة وسيادة القانون والسلطات القضائية المحمية بالدستور الوطني، ومع نهاية الأسبوع الماضي أيضاً، قررت المحكمة العليا الأمريكية أن الدستور الأمريكي يكفل للفرد والمواطن حق الحصول على «سلاح شخصي» أو لا يجرّم هذا السلوك.
{.. الشاهد هو أن لا أحد من المنظمات والجهات والمؤسسات الإقليمية أو الدولية المعنية بالحقوق والحريات الشخصية والمدنية قد احتج لدى الحكومة الأمريكية على إدانة الصحافي، أو أن بياناً مشابهاً استنكر ذلك أو اعتبره انتهاكاً للحريات الصحفية، ولا جهة واحدة تحسّرت على وضع الحقوق والحريات في أمريكا كما يحدث مع دول أخرى أصغر وأقل من أمريكا حجماً ومكانة وحضوراً في العالم «الحر»!!.
{.. بالتأكيد نحن لا نروج أو نبرر لسلوكيات قضائية وعدلية بعينها ضد الصحافيين في أي بلد وأي مكان، ولكن المفارقة الكبيرة تفرض نفسها في هذا الشأن وخصوصاً إذا تعلق الأمر والتهمة بـ«إهانة القضاء» أو «الاستهزاء» به كما شهدنا حالة مشابهة وقريبة من هذه في اليمن مؤخراً، حيث قامت الدنيا ولم تقعد، وتوالت الاحتجاجات والبيانات المنددة من أكثر من جهة ومكان في الداخل والخارج، وسرعان ما ظهرت حالة مشابهة في أمريكا ولم يتحدث أو يستنكر أحد، وخرس أو صمت جميع أولئك الذين تباكوا على الحقوق والحريات في اليمن أو غيرها إزاء القضية نفسها والسبب عينه!.
{.. هل لأنها أمريكا، أم لأن المعايير والمقاييس تختلف باختلاف المكان والجغرافيا، أم لأنه يسهل تماماً معاتبة واتهام دولة كاليمن لاتزال تخط وتخطو أولى خطواتها في الممارسة الديمقراطية، فيما يجدون حرجاً أو صعوبة في تطبيق نفس المبدأ والمعايير ضد الدولة الأكبر والأقوى، مع كونها راعية الديمقراطية وحامية الحريات كما يقال دون كلل أو ملل، أم تراهم يجبنون عن ذلك؟!.
{.. الشاهد الآخر هو أن المحكمة العليا الأمريكية أقرّت حق المواطن الفرد الأمريكي في تملك السلاح تحت عنوان «السلاح الشخصي» بعد كل الذي أدوشنا به الأمريكيون عن تخلف بلداننا وشعوبنا وحكوماتنا بسبب انتشار «السلاح الشخصي» في كل بيت ومنزل!!.
{.. وكما هي العادة دائماً لن تجد أحداً يستهجن أو يستنكر التشريع الرسمي ومن أعلى جهة قضائية في أمريكا لامتلاك السلاح والإجازة بذلك، فإذا تعلق الأمر باليمن أو غيرها سوف يصحو النائمون ويتذكرون ألسنتهم وحداثيتهم بالتصويب علينا وحصرنا في زاوية التخلف مُطلقاً!!.
شكراً لأنكم تبتسمون
تمت طباعة الخبر في: السبت, 15-يونيو-2024 الساعة: 09:13 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-7370.htm