الميثاق نت -

الأحد, 04-مايو-2025
زعفران المهنا -
أم ياسين.. صوت الأم الذي اخترق جدران الصمت بكلمة وفعل "أنا مش هسكت"..
في قاعة المحكمة، وبين جدران طالما سمعت صرخات الحق والوجع، وقفت أم لا تحمل لقب "محامية"، ولا تحفظ نصوص القانون، لكنها كانت تحمل في قلبها قضية لا تسقط بالتقادم: قضية ابنها ياسين..
كانت ترتجف، لا خوفاً، بل من فرط الألم الذي تراكم في قلبها منذ اللحظة التي تكسرت فيها براءة طفلها داخل أسوار مدرسة كان يُفترَض أن تكون مأمناً؛لكنها لم تبكِ، لم تسمح للدموع بأن تسبق الكلمات.. كانت تعرف أن اليوم ليس للبكاء، بل للوقوف..
حين طلبت الكلمة، لم تكن تطلب شرف الحديث، بل كانت تطلب حقاً مؤجلاً، ومساحة للبوح بعد أن أغلقت في وجهها أبواب التحقيق مرات عِدة.. كانت تمثل كل أم سلب ابنها الأمان، ولم تجد من يسمع وجعها إلا نفسها..
وتحدثت بصوت لا هو مرتفع ولا خافت، بل صوت مشحون بالأمومة، مشبَّع بالصدق، ومغلَّف بالشجاعة.. تكلمت كما لا يستطيع المحامون أن يفعلوا، لأنها لم تكن تدافع عن قضية قانونية، بل عن كيان اسمه ياسين، عن حلم صغير حاولوا اغتصابه..
ما قالته تلك الأم في قاعة المحكمة لم يكن مجرد سرد للوقائع، بل كان محاكمة مجتمعية كاملة لكل من صمت، وسكت، وأدار وجهه.. كانت كلماتها تمزيقاً للصمت، ومواجهةً للمراوغين بالحقيقة، وصرخة أم رفضت أن يكون ابنها ضحية عابرة..
حكمت المحكمة بالسجن المؤبَّد على المتهم، لكن النصر الحقيقي لم يكن فقط في الورقة المختومة بالختم الأحمر، بل في أن أم ياسين علَّمت الجميع درساً في الإيمان والعدالة، وفي أن لا شيء أقوى من قلب أم تقاتل من أجل ابنها..
وفي هذه القصة، لا ننسى أن العدالة لم تكن لتُقام لولا أُمٌّ وقفت وقالت:
"أنا مش هسكت"..
في الختام.. نرفع القُبعات للقضاء المصري المحترم.
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 05-مايو-2025 الساعة: 04:24 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-67402.htm