الميثاق نت -

الثلاثاء, 25-يونيو-2024
حاوره/ نجيب شجاع الدين -
اعتبر الشيخ محمد هزاع القباطي -عضو اللجنة العامة- أن النجاحات الاخيرة للمبادرات المحلية وكذا التي من طرف واحد في إطلاق سراح أسرى وفتح الطرقات تبشّر بإمكانية توصُّل أبناء اليمن إلى حل شامل للأزمة دون أي تدخل خارجي..
وأشار إلى أن المبادرات حققت من التقدم في حلول الملف الإنساني والاقتصادي خلال أشهر ما عجزت عنه وساطات وجهود الأمم المتحدة طوال سنوات..
وأكد أن إرادة الشعب اليمني أقوى من كل الأسلحة العسكرية وجرائم القتل والتدمير، وأنهم لن يقبلوا الاستمرار في المعاناة والاقتتال إرضاءً لرغبات أطراف داخلية أو خارجية..
وأشاد القباطي بالمواقف الوطنية المشرفة للمؤتمر الشعبي العام؛ مؤكداً أن رؤيته لتحقيق السلام تُعد الأكثر شمولاً واستيعاباً لمتطلبات المرحلة، إذ يمكن التأسيس عليها لانطلاق أي عملية تسوية سياسية قادمة..
ورأى الشيخ محمد هزاع القباطي أن الأطراف اليمنية لا تتحمل مسؤولية تعثُّر "خارطة الطريق" التي كان أعلن عنها المبعوث الأممي غروندبرغ..
وأشار إلى أن هناك من يريد التفاوض مع صنعاء للتخلي عن القضية الفلسطينية كشرط لرعاية مفاوضات السلام..
إلى الحصيلة ..


بدايةً ما قراءتك للمشهد الراهن ؟

المشهد اليمني مليئ بالتعقيدات والصعوبات الكبيرة لأن قرار الحل والخروج من سلسلة الأزمات لم يعد بيد اليمنيين وحدهم..
لك أن ترى أن محاولات التوصل إلى حل سلمي رغم كثرة الاجتماعات والمفاوضات التي تمت طوال تسع سنوات كانت تصطدم بالفشل عند التنفيذ ليس بسبب عدم جدية أو صدق نوايا الأطراف اليمنية وإنما لأن هذه الاتفاقات والتفاهمات تتعارض مع ما يريده قادة العدوان والحصار على بلادنا.. فهؤلاء هم الذين يعيقون خيارات الحل السلمي في اليمن وهم من يفرض على أطراف الصراع الموالين لهم التنصل عن التزاماتهم السابقة حتى في أبسط بنود الملف الإنساني..
أضف إلى المخططات التآمرية لبعض دول الجوار أجندة دول الغرب والدول الكبرى والتي كانت وراء أزمة العام 2011م تحت ما يسمى الربيع العربي كما أنها دعمت الحرب على بلادنا منذ مارس 2015م..
ومنذ اليوم الأول لم تخفِ أهدافها إذ أنها تريد للأوضاع ان تستقر ولكن على النحو الذي يحقق أطماعها في نهب الثروات واستغلال وتسخير الموقع الاستراتيجي لليمن وفق مصالحها الاستراتيجية اقتصاديا وعسكرياً..


هل هذا يعني أن فرص الحل باتت ضئيلة أكثر من ذي قبل ؟

على العكس تماماً، لقد أثبت اليمنيون أن ارادتهم أقوى من كل الأسلحة العسكرية وجرائم القتل والتدمير وأنهم لن يقبلوا الاستمرار في المعاناة والاقتتال إرضاء لرغبات أطراف داخلية أو خارجية..
هناك العديد من الشواهد التي تؤكد على ذلك بدليل نجاح المبادرات المحلية وكذا التي تتم من طرف واحد في إطلاق سراح أسرى وفتح للطرقات والتي تجري وسط زخم وتفاعل كبيرين..
لقد حققت هذه المبادرات من التقدم في حلول الملف الإنساني والاقتصادي خلال أشهر ما عجزت عنه وساطات وجهود الأمم المتحدة طوال سنوات..
وبالتالي يمكن القول إن اليمنيين مثلما سطروا أروع بطولات الصمود فإنهم قادرون على إيجاد مخرج للمشكلات الماثلة يتناسب مع إرادتهم الحرة وبما عُرف عنهم من وصف بالإيمان والحكمة..


هل تتوقع أن تقود هذه المبادرات في حال استمرارها إلى حل شامل للأزمة اليمنية؟

أعتقد أنها خطوة مهمة من شأنها تخفيف معاناة المواطنين كما أنها ستسهم في بناء الثقة بين الأطراف اليمنية وتشجعهم على الانخراط في حوار يناقش كافة القضايا العالقة بعيداً عن أي تدخل خارجي..


برأيك ما الشروط الواجب توافرها لتحقيق السلام في اليمن؟

أعتقد أن المؤتمر الشعبي العام برئاسة الشيخ صادق بن أمين أبو راس كان موفقاً بالتأكيد منذ وقت مبكر على أن الحوار بين اليمنيين هو السبيل الوحيد لحل كافة مشاكلهم وخلافاتهم..
وبلا شك فإن رؤية المؤتمر التي لطالما دعا إليها الشيخ صادق بن أمين أبو راس من حيث الاستعداد لدعم أي جهود تؤدي إلى إحلال السلام العادل والشامل الذي يضمن الحفاظ على وحدة وسيادة واستقلال اليمن وإخراج القوات الاجنبية.. تُعد الأكثر شمولاً واستيعاباً لمتطلبات المرحلة، كما أنها تشكل امتداداً للمواقف الوطنية المشرفة لتنظيمنا الرائد ويمكن التأسيس عليها لانطلاق أي عملية تسوية سياسية قادمة..
وفي رأيي أنه ينبغي على الأطراف قبل البدء بأي عملية حوار الاتفاق على ضرورة وقف العدوان والحصار والاقتتال فيما بينهم وخروج الغزاة الجدد من كل الأراضي اليمنية ذلك أن بقاءهم يعني بقاء 70% من نقاط الأزمة دون حل؛ والأدهى أن وجودهم يزيد في كل يوم الوضع تعقيداً ليس على مستوى اليمن فحسب بل وعلى مستوى المنطقة..


كان المؤتمر رحَّب بإعلان المبعوث الأممي توصُّل الأطراف اليمنية لخارطة طريق لإحلال السلام لكن على ما يبدو أنها تعثرت ؟

لقد كان المؤتمر واضحاً إزاء هذه المسألة من حيث إبداء مساندته للخطوات القائمة على أساس رؤيته السابقة، إضافة إلى دعوته لمشاركة كل القوى السياسية في الحوار..
أعتقد أن ما تضمَّنه إعلان المبعوث غروندبرغ في ديسمبر الماضي شكل فرصة جيدة وبارقة أمل قوية خاصة أن بيانه اقترن مع توضيح حول تلقّيه التزامات وضمانات من الأطراف اليمنية باستئناف العملية السياسية..
والواقع أن ما حصل بعد ذلك لا يمكن تحميل أي طرف داخلي مسئوليته لأنه مع استمرار العدوان الهمجي الإسرائيلي على قطاع غزة وممارسته أبشع جرائم الإبادة الجماعية وبروز موقف اليمن الذي غيَّر قواعد اللعبة.. كل ذلك أدى إلى تغيُّر الموقف الخارجي وتبدُّل حسابات وتحركات الأمم المتحدة من أولويات الحل في اليمن إلى محاولة التفاوض مع صنعاء للتخلي عن القضية الفلسطينية كشرط لرعاية محاورات السلام..


برأيك ما أبرز التحديات التي تواجه المؤتمر خلال الفترة الراهنة وكيف يمكن التغلب عليها ؟

التحديات التي يواجهها تنظيمنا هي ذاتها التي يمر بها يمننا الغالي بشكل عام، ذلك أن المؤتمر وُجد من أجل خدمة الوطن وتحقيق المصالح الوطنية العليا وصونها والدفاع عنها..
إن أي مخططات تآمرية تحاك ضد بلادنا لاشك انها تستهدف كل ما فيه من مؤسسات وقوى سياسية ووطنية، الأمر الذي يستدعي من الجميع استشعار مسؤولياتهم والعمل على كل ما من شأنه مواصلة تقوية الصف الوطني..
وإجابةً عن سؤالك لقد تعرض المؤتمر خلال السنوات الأخيرة للعديد من المؤامرات والأزمات الخطيرة ومحاولات القضاء عليه، إلا أنه بفضل الله ثم تماسك أعضائه وبفضل رصيد التجارب السياسية والوطنية لقيادته ممثلة بالشيخ صادق بن أمين أبو راس تمكن من احتوائها ومازال رغم قسوة الظروف التي يمر بها تنظيمنا والوطن عموماً جراء الحرب والحصار ..
يمكن القول بأن الشيخ صادق بن أمين أبو راس كان عند مستوى التحديات التي شاءت الأقدار أن يتحمل مسؤولية مواجهتها والتعامل بحنكة واقتدار لإنقاذ المؤتمر في أصعب مرحلة مر بها في تاريخه إضافة إلى إفشال محاولات تمزيق الحزب..
لاشك أن الجهود الملموسة التي يواصل المؤتمر بقيادة ابوراس بذلها على المستوى الوطني والتنظيمي تجعل كل أعضاء تنظيمنا الرائد يشعرون بالاطمئنان في الحفاظ على وحدة المؤتمر وثبات مواقفه الوطنية وثقتهم بالقدرة على استعادة نشاطه التنظيمي أكثر وأكثر في قادم الأيام بإذن الله.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 07-نوفمبر-2024 الساعة: 01:45 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-66253.htm