الميثاق نت -

الإثنين, 06-مايو-2024
دكتور/ صلاح حسان -
يُعد الـ7 من اكتوبر 2023م حدثاً تاريخياً مزلزلاً قاده أبطال المقاومة الفلسطينية في غزة البطولة والإرادة والشجاعة.. التاريخ الذي سيظل عالقاً في ذاكرة قيادات العدو المحتل ولا يمكن لهم نسيانه..

مناضلون حقيقيون سطَّروا أروع الأعمال البطولية على دفتر فلسطين، لتبقى الحكاية التي يقرأها الأطفال والشباب، ويعلمون ماذا يعني الوطن وماذا يعني الاحتلال؟

إنها المقاومة الفلسطينية الحرة التي كشفت الغطاء الوهمي للجيش الذي لا يُقهر وأظهرت هشاشته وضعفه وهوانه، كما أثبتت أنها قادرة لوحدها على تحرير فلسطين من النهر إلى البحر..

أدركوا أن هناك مخططاً يستهدف أرضهم.. يستهدف تهجيرهم وتصفية قضيتهم، وهو ما يعني إنهاء الحديث عن فلسطين كدولة، لا بحدود 1967م كما نصت الاتفاقيات الدولية ولا قبلها ولا بعدها، فسارعوا للتخطيط لهذه العملية البطولية ليُفقِدوا العدو المحتل بصره وبصيرته..

لقد أصابوا الكيان الصهيوني بمقتل، وهذا ما أدركته الإدارتان الأمريكية والبريطانية وحلفاؤهما الغربيون الذين سارعوا إلى إرسال أسلحتهم وبوارجهم لحماية قادة العدو وكيانهم المحتل، واعطائهم الضوء الأخضر لاجتياح غزة وقتل أطفالها ونسائها وشبابها وشيوخها وتدمير كل ما فيها..

منذ أكثر من 200 يوم وقادة هذا الكيان المحتل يرتكبون جرائم وإبادة متعمدة بحق الشعب الفلسطيني في غزة.. كشفوا عن بشاعتهم وحقارتهم ونذالتهم، وكل ذلك وسط تواطؤ أمريكي بريطاني غربي حقير..

ورغم القوة العسكرية الهائلة التي دخل بها العدو الصهيوني غزة والمدعومة بالطيران الذي لم يترك حياً أو شارعاً في القطاع إلا وقصفه وارتكب فيه جرائم ومجازر يندى لها جبين الإنسانية - إلا أنه لم يتمكن من تحقيق أي شيء من أهدافه التي اعلن قادته عنها، بل على العكس من ذلك تكبدوا خسائر كبيرة في الأفراد والآليات من قبل رجال الرجال في المقاومة الفلسطينية الثورية الحرة الشريفة، عجز معها المحتل عن العودة إلى الخلف أو الخروج من المستنقع الذي أدخل نفسه فيه..

إنها إرادة الله التي أرادت لهذا الكيان الدخول إلى غزة لتتلقى قواته من رجال المقاومة الأشداء الذين يدافعون عن أرضهم ووطنهم ما لم تضع له حساباً، ولم تتوقعه في تاريخها الذي قارب على انتهاء صلاحيته بإذن الله..

أكثر من ستة أشهر والعدو المحتل - بدعم أمريكي بريطاني قذر - لم يستطع تحقيق أي شيء.. بل على العكس من ذلك اسهم عبر جرائمه ومجازره البشعة بكشف حقيقته للمجتمعات الغربية التي خرجت في مظاهرات غاضبة داعمة ومساندة لغزة ومطالبة بوقف الحرب ومحاكمة قادة الكيان المحتل بصفتهم مجرمي حرب ومنتهكي للقانون الدولي، وآخر هذه الاحتجاجات الغربية الغاضبة حراك الجامعات في الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية ضد إسرائيل، ودعماً لقطاع غزة ورفضاً للحرب المستمرة منذ أكثر من 200 يوم..

إنها فلسطين الحقيقة الباقية التي نرى أبطالها اليوم يسطّرون أروع الملاحم في غزة، ويلقنون قادة العدو وجنودهم الدروس القاسية التي لم ولن ينسوها.
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 17-يونيو-2024 الساعة: 04:24 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-65965.htm