سعيد مسعود عوض الجريري* - خاضت اليمن مراحل من الحرب الطاحنة وواجهت كل المتغيرات العربية والإقليمية والدولية ودفعت ثمن تلك المراحل التي عصفت بالوطن ما يقارب عشر سنوات مضت من الصراعات الداخلية والخارجية وتقلباتها المختلفة والمتعددة بمعطياتها ونتائجها العكسية والمؤلمة تجاه الوطن وما خلفته هذه الحرب الظالمة على اليمن وشعبه العظيم الذي واجه تلك الصراعات والحروب من الداخل والخارج من مؤامرات اقليمية ودولية لتنفيذ المخططات الرامية للوصول باليمن والمنطقة العربية الى الخنوع والتركيع للسياسات والمؤامرات والمخططات نحو التطبيع مع الكيان الاسرائيلي الذي بات وشيكاً.
وفي حرب غزة فشل العدو وأُنهكت قواته العسكرية التي واجهت مقاومة شرسة من حركة حماس لطرد قوات الاحتلال الاسرائيلي من قطاع غزة والمدن والقرى الفلسطينية الأخرى، وظل اليمن متعاظماً في مواقفه عبر التاريخ بالوقوف مع القضية الفلسطينية التي شهدت تخاذل كل الدول العربية والعالمية في حرب الإبادة والقتل الجماعي للمدنيين العزل من قصف الطيران للمنازل المدنية للمواطنين الفلسطينيين، وظلت اليمن على مواقفها ثابتة ضربت بها أروع المواقف الأصيلة..
ما يحصل اليوم في غزة من دعم للقضية الفلسطينية في نضالها حتى تحرر فلسطين من اليهود واستعادة الدولة الفلسطينية على ترابها الوطني وعاصمتها القدس الشريف، تعد اليمن من اروع الدول العربية والإسلامية مثالاً في الموقف والدعم والمساندة في ظروف صعبة يمر بها الوطن من حرب ظالمة فتكت به منذ ما يقارب تسع سنوات.. وتبقى اليمن من اقوى الدول فقد خاضت الحروب عبر التاريخ الاسلامي في حرب الاوس والخزرج وحرب البسوس والفتوحات الإسلامية كانت اليمن من الدول المتصدرة التي تصنع البطولات والانتصارات في الماضي والحاضر وللمستقبل الزاخر القادم نحو التحرر من الاستعمار الجديد بمسمياته المتعددة، ومن التدخل في شؤون اليمن الداخلية للوصول الى نتائج المخططات الرامية لتدميره ارضا وانسانا ومسح تاريخه وجغرافيته في هذه المؤامرات الإقليمية والدولية لتقسيمه الى دويلات صغيرة ضعيفة متعددة تركيزا على موقعه الاستراتيجي العالمي وثرواته النفطية وموارده الطبيعية المتجددة وتمزيق تاريخ اليمن من الخارطة العربية والعالمية من اجل ابقاء وانشغال اليمن بعدة دول متناحرة داخليا والاستحواذ على ثرواته التي يتصارع عليها العالم والمحيط العربي لكن اليمن فاجأت العالم بقوة شعبها العظيم الذي واجه العنف والحصار والحرب بكافه اشكاله ولايزال صامداً امام تلك المراحل الصعبة من الحرب التي المراد فيها تمزيق النسيج الاجتماعي اليمني وتدمير مقدراته الوطنية.. رغم ذلك يبقى الوطن زاخراً بالرجال في مواجهة كل التحديات التي عصفت باليمن والمنطقة العربية التي باتت تتجه نحو الاستسلام والتطبيع بمشروع الشرق الاوسط الجديد الذي اثبت وجوده.. لكن اليمن شوكة في حلقوم العدوان الامريكي والبريطاني والاسرائيلي الذي سينهزم من بوابة اليمن لتحرير الشعوب والمنطقة العربية كونها تمتلك ارادة وطنية وعربية وقومية عبر التاريخ تظل اليمن المفصلية في هذه الحرب في مواقفها وتحررها من اي غزو يجبرها على الرضوخ والاستسلام للاحتلال الجديد في تقنياته ومسمياته المتعددة للوصول للهدف الذي تم التخطيط له ولكن تم افشاله من اليمن السعيد الذي يزخر بشعب مقاوم ومقاتل لأي غزو للوطن سيظل نبراساً وشامخاً امام أي عدوان ..
❊ عضو اللجنة الدائمة الرئيسية
رئيس فرع المؤتمر بمحافظة أرخبيل سقطرى |