الميثاق نت -

الإثنين, 28-أغسطس-2023
د‮/ ‬حميد‮ ‬حسين‮ ‬غوبر‮ ❊‬ -
تحل علينا الذكرى الـ 41 ليوم 24 أغسطس عام 1982م يوم اعلان ميلاد التنظيم السياسي اليمني المؤتمر الشعبي العام , ففي هذه الذكرى وفي هذا اليوم تعد بحق وحقيقة يوم وضع بذرة إعلان التعددية السياسية والخطوة الأولى للعمل السياسي والاعتراف بالتيارات السياسية والتي كانت تعمل في البلاد في ذاك الوقت بصورة خفية كون التعددية السياسية محرمة في حقبة ما بعد ثورة 26 سبتمبر 1962م الخالدة ، فقد مثل إعلان هذا التنظيم السياسي صياغة فكرية موحدة لأطياف الشعب اليمني وقواه السياسية بمختلف توجاتها الفكرية من يسارية وقومية ودينية .
كانت القوى السياسية التي كانت تعمل في الخفاء وخاصة القومية والدينية في فترة ما قبل إعلان تأسيس المؤتمر الشعبي العام في صراع ونزاع فيما بينها في الشمال تارة نزاع عسكري بين قادة الجيش وبدعم قبلي وتارة أخرى في صورة انقلابات سواء سلمية او دموية ، وحتى كان الصراع‮ ‬بين‮ ‬شطري‮ ‬اليمن‮ ‬وآخرها‮ ‬الجبهة‮ ‬الوطنية‮ ‬التي‮ ‬قامت‮ ‬بأعمال‮ ‬العنف‮ ‬في‮ ‬المناطق‮ ‬الوسطى‮ .‬
لم يكن إعلان تأسيس المؤتمر في 24 أغسطس انكاراً للقوى السياسية وإنما كان بالعكس اعترافاً بها ومشاركتها وجمعها في تنظيم واحد سمي بالمؤتمر الشعبي العام ، فأثناء تكون التنظيم السياسي وصياغة اطاره الفكري والمتمثل في الميثاق الوطني شاركت جميع القوى السياسية بمختلف اتجاهاتها في تكوين هذا التنظيم وكتابة ميثاقه الوطني، والذي يعتبر أهم وثيقة سياسية صاغها ابناء الشعب اليمني في القرن العشرين ، فقد احتوت مضامين هذه الوثيقة على جوانب الحياة الفكرية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية والحضارة والتنموية وبناء الانسان. ، ورغم مشاركة كل الوان الطيف السياسي في صياغة هذا الوثيقة السياسية الا انها كانت وثيقة يمنية بحتة من ثقافة وارث وحضارة اليمن ومن وحي ديننا الاسلامي الحنيف ولم تأخذ من ثقافة و قناعات وآراء وأفكار القوى السياسية العالمية والاقليمية في ذلك الوقت ، فهو تنظيم‮ ‬وطني‮ ‬بحت‮ ‬في‮ ‬الفكر‮ ‬والمنهج‮ ‬ِ
لو تفحصنا ما هي النتائج الايجابية والتي كانت ملموسة في ذاك الوقت والتي ظهرت بعد إعلان التنظيم المؤتمري نجد ان من أهمها، امتصاص جميع القوى السياسية ومشاركتهم وادراجهم تحت مظلة التنظيم الجديد، ومشاركتهم في تكوين هذا التنظيم وأيضاً مشاركتهم في صياغة وثيقته الرسمية‮ ‬والمتمثلة‮ ‬بالميثاق‮ ‬الوطني‮ ‬وكذلك‮ ‬من‮ ‬أهم‮ ‬النتائج‮ ‬توقف‮ ‬الصراع‮ ‬فيما‮ ‬بين‮ ‬التيارات‮ ‬السياسية‮ ‬على‮ ‬السلطة،‮ ‬وكذلك‮ ‬توقف‮ ‬الصراع‮ ‬بين‮ ‬شطري‮ ‬اليمن‮ ‬في‮ ‬ذات‮ ‬الوقت‮ .‬
ويجب ان نذكر ان بعد اعلان تأسيس التنظيم السياسي الذي جمع كل الوان الطيف السياسي أدى إلى استقرار اليمن وازدهارها اقتصادياً وتنموياً واجتماعياً وبداء الحكومات المتعاقبة في تسريع خطوات البناء والتطور في مشريع البنية التحتية والتي تكون في غاية الاهمية للمواطن مثل‮ ‬بناء‮ ‬المدارس‮ ‬والمستشفيات‮ ‬وشق‮ ‬الطرقات‮ ‬وإنشاء‮ ‬المطارات‮ ‬والموانئ‮ ‬وتقديم‮ ‬خدمات‮ ‬الامن‮ ‬والدفاع‮ ‬و‮ ‬التعليم‮ ‬والصحة‮ ‬والاتصالات‮ ‬والكهرباء‮ ‬وغيرها‮ .‬
ان جمع جميع الفرقاء السياسيين في تنظيم المؤتمر الشعبي العام قبل الوحدة جعل من ثقافة التنظيم القبول بالآخر من اطياف القوى السياسية المختلفة والعمل معها داخل نطاق جغرافية الجمهورية اليمنية ولكن بشرط الحفاظ على الثوابت الوطنية والمتمثلة بالنظام الجمهوري والدستور‮ ‬والوحدة‮ ‬والتعددية‮ ‬السياسية‮ ‬وإزالة‮ ‬جميع‮ ‬الطبقات‮ ‬والامتيازات‮ ‬بين‮ ‬افراد‮ ‬المجتمع‮ ‬اليمني،‮ ‬لأنه‮ ‬التنظيم‮ ‬الذي‮ ‬جمع‮ ‬تحت‮ ‬جناحيه‮ ‬كل‮ ‬الوان‮ ‬الطيف‮ ‬السياسي‮ .‬
فهو تنظيم السلام والتنمية والاستقرار والازدهار والقبول بالآخر وهو التنظيم الذي قام وتأسس على قاعدة الحوار بين جميع فئات المجتمع اليمني. وهو تنظيم الوسطية والاعتدال، التنظيم الذي حقق المنجزات التي كانت احلام وطموحات أبناء الشعب اليمني في تحقيق الوحدة وإعلان التعددية السياسية واستخراج النفط وبناء الكادر البشري وانشاء البنية التحتية ، التنظيم الذي ضحى من أجل اليمن وتنازل عن السلطة لكي لا تدخل اليمن في النفق المظلم في الحرب الاهلية التي نعيشها اليوم، التنظيم الذي انتهج صندوق الاقتراع والبرامج الانتخابية الذي حاز على ثقة المواطن اليمني للعمل السياسي كوسيلة وطريقة للحكم ، وهو التنظيم الذي تمتع المواطن اليمني بالأمن والامان والتنمية اثناء فترة حكمه وهو التنظيم الذي دخل بيت كل يمني من المهرة حتى ميدي ومن صعدة حتى عدن .
وفي الاخير لابد من ذكر مؤسسي التنظيم الوطني في ثمانينيات القرن الماضي والذين يعدون ممن صنعوا تاريخاً مجيداً بتأسيس هذا التنظيم وسيظل حياً جيلاً بعد جيل، فالزعيم علي عبدالله صالح رحمة الله عليه كان قائد فريق العمل الذي ظلوا يفكرون ويتحاورون ويتبادلون الآراء حتى أعلنوا هذا التنظيم الرائع وكان الرئيس الحالي للمؤتمر الشعبي العام الشيخ المناضل / صادق بن امين ابو راس من القيادات الاساسية والرئيسية والمهمة والتي ساهمت مع رفقائهم في العمل السياسي وتكوين وتأسيس وإعلام المؤتمر الشعبي العام ، وفي هذا الوقت وبعد الاحداث المؤلمة التي مرت بها بلادنا ما زال الشيخ ابو راس معنا في التنظيم قائداً ومعلماً.. ومتحملاً القيادة في هذا الوقت الذي لا يرضاه لك العدو قبل الصديق ، فنشكر رئيس المؤتمر لقيادته للمؤتمر في هذا الوقت و قد ابقاه الله سبحانه وتعالى من حادث دار الرئاسة شهيداً حياً متحملاً أوجاعه واوسمته التي منحها للوطن من جسده، من أجل قيادة التنظيم في هذا الوقت العصيب الذي لا يخطر على أي انسان سواءً أكان عاقلاً او مجنوناً، فالمؤتمر الشعبي العام تنظيم بذرة التعددية السياسية وتنظيم الاستقرار والتنمية الاقتصادية.

‮❊ ‬عضو‮ ‬اللجنة‮ ‬الدائمة‮ ‬الرئيسية‮ ‬
عضو‮ ‬الهيئة‮ ‬العلمية‮ ‬لمعهد‮ ‬الميثاق‮ ‬الوطني
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 01-نوفمبر-2024 الساعة: 12:11 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-64711.htm