د.عبدالخالق طواف - حملت كلمة رئيس المؤتمر الشهيد الحي الشيخ صادق بن أمين أبو راس معاني كثيرة تعب الكثيرون في تفسيرها وبيان ابعادها ولكن الكل أجمع أنها كلمات صادقة من القلب تحركها الاوجاع التي يشعر بها أي يمني وطني غيور يرى بلده تتعرض للعدوان وتنكر الأصدقاء وفي ذات الوقت ينخرها الفساد وغياب العدالة واضمحلال فلسفة الدولة الحديثة من داخلها.
وضع يده على الجرح الذي لا يستطيع احد انكاره من فساد وغياب العدالة وحكومة فاشلة لم تقدم ما يأمله المواطن منها ولا علاقة لها بالتحالف الخجول مع المؤتمر لان من يدير ويدبر ما يحصل من فساد هم أناس من وراء الستار يعبثون ويعملون على تقويض كل الانجازات التي تحققت لليمن إبان حكم المؤتمر.
تعرض المؤتمر ورئيسه في الفترة الماضية لحملات تشويه وتخوين ممن هم بلا هوية ولا حياء ولكن الحقيقة لا يمكن المزايدة عليها فها هي الأصوات الوطنية تتعالى وتنذر بعظائم الأمور ان لم تتوقف الممارسات السلبية وتترك للعلماء والمتخصصين قيادة دفة الحكومة والاقتصاد ففي الفترة الماضية اتضح كل شيء..
البحث عن الولاءات الضيقة أوصل الحكومة إلى شلل تام أصبحت معه غير قادرة على العمل بجد في سبيل البناء وترميم الضرر وجبر العلاقات فقد تحولت الحكومة من الطرح الواقعي المسؤول والشفافية إلى اجتماعات البدرومات واقتصرت التعيينات على مناطق وأسر محدودة.
بلاد مثل اليمن ذات حضارات قديمة وعريقة صنعت وجه التاريخ لا يمكن ادارتها بهذه العقلية الضيقة والقديمة. الملاحظ ان رئيس المؤتمر لم يعد وحيدا في هذا الاتجاه فيبدو أنه قد توصل إلى تفاهم مع سيد الأنصار حول تشخيص الاختلالات والبدء في تصويب المسار وهذا يعطي لكلام أبو راس أهمية أكبر فليس مجرد تنفيس وبوح بما لم يتعود أحد البوح به وانما يبدو أن الفترة القادمة ستشهد انفراجة تزيح أولئك الذين اغتصبوا الدولة معتبرين انهم معينين من الله وليس لأحد غيرهم من حق سوى التأييد والصراخ والتخوين والتكفير
كلمة صادق أمين أبو راس تحمل في طياتها توجها سياسيا جديدا قد يجمع الأنصار والمؤتمر في تحالف سياسي فعال لأول مرة يجرف كل أدوات الفساد التي استشرت في الفترة الماضية وتحولت الى أدوات جباية ونهب منظم لموارد المواطنين وانكار لكل واجب مطلوب من الحكومة مثل الرواتب والميزانيات التشغيلية لأجهزة الدولة وتقديم الخدمات العامة.
اذا افقنا بعد فترة قصيرة على إصلاحات حقيقية فقد حصل المأمول الذي ينتظره كل مواطن وان استمر الوضع بلا اي انفراجة فدول العدوان وبدعم من الفساد وآله ستصل إلى تحقيق مراميها وعندئذ سيكون الكل خاسراً.
صوت الحق عبر عنه رئيس المؤتمر وعلى كل من يقف مع الحق ان يؤيده ويدعمه والله الموفق
|