د/ فتحي احمد السقاف ❊ - لقد كانت اليمن ومازالت محط أنظار كثير من الدول الطامعة، وبرغم مرور اربعين عاماً على تأسيس المؤتمر الشعبي العام في 24 أغسطس 1982م يظل المؤتمر الشعبي العام قائماً بجميع مكوناته السياسية وقوياً بجميع قواه الوطنية وشريكاً اساسياً في الدفاع عن اليمن واليمنيين ضد قوى الشر والعدوان الهمجي الغاشم, ويظل الميثاق الوطني من أعظم البرامج السياسية اليمنية التي انتجتها القوى الوطنية على الاطلاق, والتي جاءت من أعماق سبر اليمن واليمنيين وعبرت عن روح ووجدان الشعب اليمني وتطلعاته نحو الاستقرار السياسي والتنمية والتطور والتطلع الى المستقبل، هذا الحزب الرائد ممثل بتكوينه السياسي الرائد المؤتمر الشعبي العام كنتيجة حتمية وطنية وصمام امان لخطورة ما تمر به المرحلة ولعدم ترك الساحة خالية من فكر وطني ووجود بيت شغل الفراغ السياسي اليمني ونستطيع القول بأن الميثاق الوطني افضل عمل سياسي جادت به الحركة الوطنية اليمنية في تاريخ اليمن المعاصر لما يحتويه من تطور سياسي واقتصادي وثقافي واجتماعي شارك في صياغته كل اليمنيين ونجم عنه انشاء المؤتمر الشعبي العام, وهذه الوثيقة الوطنية تمثل امتداداً طبيعياً لأهداف ثورتي 26 سبتمبر 14 أكتوبر في صياغة وطنيه لكل القوى والاتجاهات والمشارب السياسية والاجتماعية والدينية والفكرية، وبعد حوار استمر قرابة عامين ومن ثم تم الاستبيان الشعبي الواسع على هذه الوثيقة الوطنية، تم اقرار الميثاق الوطني بصيغته النهائية واخرج الى الواقع والى النور في وثيقة وطنية تنم عن الحكمة والجدارة والمسئولية الوطنية والتاريخية، وتم اقراره في المؤتمر العام الأول للمؤتمر الشعبي العام المنعقد في العاصمة صنعاء بتاريخ 24 أغسطس 1982م والذي شارك في أعماله أكثر من الف مندوب مثلوا اليمن بكل قواهم السياسية ومختلف توجهاتهم الفكرية كحصيلة فكرية وبرنامج عمل سياسي وطني لمواجهة التحديات والصراعات السياسية والتصدي للمؤامرات التي تحاك وتتعرض لها بلادنا وشعبنا الحبيب, وتكمن عظمة (الميثاق الوطني) في أنه لم يكن حصيلة جهد فردي أو نخبة اجتماعية، وإنما كان نتاج جهود جماعية مضنية يستمد روافده ومضامينه من تاريخ وتراث شعبنا وواقعه ومصالحه وطموحاته، متطلع الى أسباب الحضارة والتطور والتنمية المدنية، وعقد اجتماعي بين مختلف الفئات الاجتماعية والقوى السياسية لبناء اليمن الجديد يمن الوحدة والمستقبل المزدهر لتلبية ظروفنا الواقعية، واحتياجاتنا الوطنية، وما يمليه من منطق لتحقيق اهداف الثورة والجمهورية, ومازال الميثاق الوطني حتى اللحظة يشكل ضمانة اساسية للحيلولة دون الارتهان الفكري وصمام أمان ضد الاستلاب السياسي الخارجي، ومثلما كان المؤتمر الشعبي العام في السابق هو الشريك الرائد والأساسي في إعادة توحيد الوطن بنفس الوتيرة هو الشريك الاساسي في الدفاع عن اليمن واليمنيين ضد قوى العدوان والتحالف تتويجاً لكل المكاسب الوطنية التي تحققت لشعبنا والحفاظ على وحدته الوطنية أرضاً وحكماً، وحرصاً على ارتفاع علم الدولة اليمنية الواحدة خفاقاً على كل ربوع اليمن وحتى بعد تعرضه للانقسام بفعل العدوان الهمجي الغاشم وبرغم أقصاء قياداته من العمل الوطني ومن الحكومة حتى اليوم، ومع ذلك ظل المؤتمر قائماً وقوياً، وشريكاً أساسياً مع أنصار الله في الدفاع عن اليمن ارضاً وإنساناً برغم المضايقات الاعلامية والهرطقات الكلامية ضد رموزه الوطنية والشريفة إلا انه مازال وسيظل شامخاً كعيبان ونقم وشمسان.. انه المؤتمر الشعبي العام بذكراه العطرة وسمعته السياسية الرائدة والتنمية المباركة والجديرة بالذكر, ومع صلافة قوى العدوان ممثلة بالسعودية والامارات واطماعهما في وسط حماية أمريكية بريطانية وتطلعاتهم الى حرمان اليمن واليمنيين من خيرات اليمن ومن الثروات الهائلة البشرية والزراعية والنفطية والغازية والمعدنية التي تحتضنها، فضلا عن موقع اليمن الجغرافي الاستراتيجي، الذي جعله في مرمى أطماع الدول العظمى الذين يأملون تحقيق أطماعهم القديمة والجديدة.. ولكن سيظل المؤتمر الشعبي العام بكل قواه الوطنية ومع الشرفاء واقفاً ضد اي قوى غاشمة.
وبالله التوفيق والسداد
❊ رئيس المركز الوطني للرقابة وتعزيز الشفافية والنزاهة
|