أحمد الزبيري - زيارة بايدن لكيان العدو الإسرائيلي كانت مقررة مسبقاً حسب ما درج عليه الرؤساء الأمريكيون، أما الزيارة للحجاز فقد فرضتها متغيرات لم تكن في الحسبان خاصةً وان الرئيس الناعس حسب تعبير ترمب أو العجوز بايدن كان أحد وعوده الانتخابية انه سيجعل النظام السعودي منبوذاً وظل يمارس ابتزازه بجريمة القتل البشع لجمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول.. ولكن كما هو ظاهر فقد رد كيان العدو الإسرائيلي الجميل لمحمد بن سلمان لتحقيق هذه الزيارة والأهم مترتبات حرب أمريكا والأطلسي مع روسيا في أوكرانيا وارتباطها بأزمات الطاقة التي اجتاحت أوروبا وأمريكا وتأثر بها العالم كله بسبب العقوبات التي اتخذتها دول حلف الناتو ضد روسيا ليرد بوتين النتائج إلى هذا التحالف.
لهذا يمكن اعتزال كل الضجيج الإعلامي الذي سبق وصاحب هذه الزيارة في هدفين أولهما رفع انتاج النفط والغاز من السعودية ودول الخليج في محاولة لإنقاذ حلفائها الأوروبيين من تأثيرات مقاطعة النفط الروسي واحتمال رد روسيا على العقوبات بقطع غازها الرخيص على أوروبا .. أما الثاني فهو تأمين كيان العدو الإسرائيلي الذي رغم ما قامت به أمريكا من أجله في عهد ترامب وأكمله الصهيوني بايدن بتقديم -كما قال- دعم لإسرائيل لم يسبق أن قدمه رئيس أمريكي قبله إضافة إلى السعي لتأمين هذا الكيان بدمجه بالمنطقة ليكون الوكيل الحصري لأمريكا عبر الانتقال بما يسمى التطبيع إلى مستوى جديد من التحالف المعلن وليس السري، وفي هذا السياق تأتي الرحلة المباشرة من مطار بن غوريون إلى مطار عبدالعزيز في جدّة، واختيار جدّة ليس بريئاً اذا ما اخذنا بالاعتبار قُربها من أقدس مقدسات المسلمين (مكة المكرمة والمدينة المنورة)، وهذا له دلالاته التي كشف عنها رئيس حكومة تصريف الأعمال بالكيان الغاصب يائيرلبيد عندما أشار الى ان رحلة بايدن من الأرض المقدسة إلى الحجاز واذا اخذنا كلمة الحجاز بالمعني الشامل اتضح الغاية.
بالنسبة لليمن تحدث بايدن على الهدنة قبل زيارته في مقال لإحدى الصحف الأمريكية انه فرض هذه الهدنه وهذا بحد ذاته اعتراف بأن الحرب العدوانية الإجرامية القذرة التي يتعرض لها الشعب اليمني للعام الثامن على التوالي هي حرب أمريكية -صهيونية، وما السعودية والإمارات إلا أدوات تنفيذية.
عموماً.. الهدفان لزيارة بايدن هما الأساس أما التحالف الإقليمي بقيادة كيان العدو الإسرائيلي والملف النووي الإيراني تفاصيل، والحديث عن اليمن والهدنة هو من باب ذر الرماد في عيون الرأي العام للظهور كحمامة سلام وكل هذا بالنسبة لهذه الزيارة تفاصيل وتحصيل حاصل ، ويبقى الأهم ان أمريكا تعود إلى الشرق الأوسط علَّها تستعيد بعض هيبتها بعد انسحابها من أفغانستان.. وسنرى في الأيام القادمة حقيقة هذه الزيارة بكل أبعادها، ونتصور ان اخفاقاتها أكبر من نجاحها في ظل المتغيرات الإقليمية والتحولات الدولية التي جميعها تؤكد ان هذه الإمبراطورية الشريرة قد دخلت مرحلة الشيخوخة، وما هذا الرئيس الأمريكي إلا تجسيد لها.
|