أحمد أحمد علي الجابر الاكهومي❊ - يطل علينا العيد الـ 32 لقيام الجمهورية اليمنية وإعلان الوحدة اليمنية المباركة، وفي حضوره تسمو كافة الإنجازات والتحولات التي كانت نتاج 32 عاما من العطاء والإنجاز، تمكن خلالها شعبنا من تجاوز موروثات التشطير وإفرازاته المؤلمة، ودفع مسار النهضة في وطن الـ22 من مايو نحو كل ما يعمق ويرسخ جذور الوحدة ويعزز قيمها العظيمة .. قيم المحبة والأخوة والأمن والاستقرار والحياة الكريمة .. وتأكيد البناء المؤسسي لدولة النظام والقانون من خلال السلطات السياسية والتشريعية والتنفيذية والقضائية .. وتعزيز المسار الديمقراطي باعتباره أحد الإنجازات البارزة للوحدة اليمنية .. وهو مايجسد اليوم بحرية الرأي والتعبير لكل مواطن، في ظل التعددية السياسية
والحزبية والثوابت الوطنية المكفولة دستورياً وقانونياً (كم كنت اتمنى ان افتتح مقالي بهذا - لكن شاءت الاقدار ان تحافظ الوحدة على نفسها في الوطن الممزق والمقسم بالتقسيم الحربي القتالي ليس بالتقسيم التشطيري ونحن نواجه عدواناً غاشماً على وطننا) - لكن سيحتفل ابناء شعبنا اليمني يوم الأحد الموافق 22 مايو 2022 مـ بالعيد الوطني الثاني والثلاثون للجمهورية اليمنية ..
وهو اليوم الذي انتصرت فيه الارادة الوطنية اليمنية بقيادة زعيم اليمن الوحدوي وشهيدها الزعيم علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية السابق من خلال اعادة تحقيق الوحدة، وهو انجاز اقرب ما يكون الى الاعجاز التاريخي اذا ما قورن بتحقيق أغلى أهداف الثورة اليمنية الخالدة »سبتمبر واكتوبر« في ظروف اقليمية ودولية استثنائية اتسمت حينها بالتعقيد والتحولات الجذرية بمسار التاريخ المعاصر الذي شهد انهيار امبراطوريات وتفكك دول..
وكلما زاد هذا الانجاز التاريخي الذي حققه اليمنيون ابتعاداً عن لحظة انطلاقه توغلاً في سفر التاريخ، كلما تجلت عظمته واهميته وابعاده الوطنية والاقليمية والقومية ، لأنه انجاز غير مسبوق في تاريخ اليمن الحديث ينمو ويتفاعل ويكبر كل عام . ولا نعتقد نحن اليمنيين ابداً أن يوماً آخر في حياة كل ابناء الشعب اليمني يمكن أن يصبح بالنسبة لهم بأهمية هذا اليوم وذلك لما له من أبعاد داخلية وابعاد اقليمية ودولية ..
نعلم ويعلمون أن الخذلان لا مكان له بيننا وأن التحديات والعواصف تمنحنا وإياها فرصاً متجددة لإثبات الذات والتفوق على المشاعر الداكنة وتجاوز مناطق الخوف والقلق والريبة وهي المناطق التي يحاول البعض ممن يناصبونها العداء أو ينصبون أنفسهم أوصياء عليها وعلينا أن يحبسونا فيها ويستعبدونا لأنفسهم وللخوف منهم .. والخوف عليها..
لن يكون أكثر مما قد كان أو أكثر مما قد حاولوا واحتالوا لن تظل الأبوية الزائفة التي يمارسونها ضد الوحدة وعلى الوطن بأسره هي من تحدد مصائرنا وتصنع مصائبنا وتكبلنا والوطن بالمصائد والمصاعب ..
لا آباء على الوحدة ولا أوصياء، الشعب وحده مالك هذا الإنجاز وحارسه وضامن بقائه واستمرارية حقه في السير معه وبه إلى الغد، والمستقبل ..
في العيد الوطني الثاني والثلاثين للجمهورية اليمنية يليق بالكافة من الفرقاء واللاعبين الحزبيين والسياسيين وذيولهم وغيرهم من الأفراد والكيانات والجماعات المصلحية وسواها أن يكفوا عن التلويح بالحرب ضد الوطن واستخدام سلاح النكوص عن الوحدة كلما عنَّ لأحدهم ذلك أو كلما أراد صاحب رأي وموقف أياً كان ومهما يكن أن يفرض رأيه وحساباته وقناعاته على الجميع وإلآ كشر أنيابه في وجوهنا وهددنا بالانفصال وحل عُرى الوحدة وكأن الوحدة مشروع تجاري مسجل باسم أشخاص معدودين وليس قدر الشعب وحق الأمة !.
التسلط وتجاوز الحق الأصيل للشعب والجماهير في الوحدة لا يعبر إلآ عن سوء فهم وعدم دراية بالتاريخ ومنطقه كما أنه يشي بقصور فاحش ومخل في تقدير المزاج الشعبي والجماهيري ومراعاته في ذلك، من مصلحة وخير هؤلاء وأولئك في المعترك السياسي والحزبي والمحتفين بشعارات النضال والإصلاح والتغيير العودة إلى المربع الأول واستعادة الكفاءة اللائقة في المناورة السياسية لكن ليس بالوطن والوحدة..
لماذا يعجز الديمقراطيون - أو هكذا يسمون أنفسهم- عن ممارسة الديمقراطية وحق الاختلاف والتباين والحرية في إطار من السلامة المنهجية والمشروعية الديمقراطية والسياسية؟.
بل لماذا تظل الوحدة الوطنية ورقة بيد الأفراد والكيانات يلوحون بها ويلعبون ويتلاعبون للتعبير عن حنق داكن أو عدم رضى أو حنين مكتوم أو مجرد تمسك بفرقعات البطولة التي لم تعد إلآ تعبيراً بليغاً وموجزاً عن البطالة وربما اليأس؟!.
الوطن يسع الجميع والديمقراطية ضمانة عيشنا الوطني وضمانة حق الفرقاء في الحرية والاختلاف والتعبير عنهما والسلوك بموجبهما على قاعدة الثابت الدستوري وتعقل القانون ومصلحة الجماعة الأم ..
وأيضاً, قبل ذلك وبعده, الوحدة وجدت لتبقى بل ولعلي أقول عن قناعة لا يشوبها شك أن الوحدة اليمنية لم تكن في يوم من الأيام أو مرحلة من المراحل أقوى وأبقى مما هي عليه اليوم.. ولن يرضي كلام كهذا آخرين ألفوا واستحلوا إثارة الغبار والضجيج وتخويف الناس وإرهاب المجتمع بالإشارة إلى الوحدة التي لا يزالون منذ كانوا وكانت الوحدة يرونها في خطر وعلى مسافة خطوتين لا أكثر من الكارثة!!.
إننا بحاجة اليوم إلى التفكير بحجم الوطن الذي شمخ بوحدته وسما بين الأمم، وليس الارتهان إلى الأنانيات الضيقة، أو البحث غير المشروع عن المصالح الذاتية وتقزيم الوطن إن شعبنا اليمني هو القوة التي ستحمي الوحدة .. والذي يحظى اليوم بأوسع حرب إقليمي ودولي لخياراته في الوحدة والديمقراطية والتنمية، وفي الأمن والاستقرار ..
لمايو العظيم تخفق القلوب في الصدور وللوحدة في عيدها الميمون نجدد العهد ونخلد الوفاء ونقول للجميع كما قال الشهيد علي عنتر الشعب لن يكون إلا مع الوحدة ويحترم القيادة التي توحده ..
فتحية في عيد الوحدة الـ 32 لأولئك المناضلين الافذاذ من ابناء الوطن الذين رسموا معالم الطريق لبناء يمن موحد شامخ وقوي ومتطور ينعم ابناؤه بالحرية والعزة والتقدم ..
المجد والخلود لشهداء الثورة اليمنية الابرار صناع الاستقلال والنظام الجمهوي والوحدة والنهج الديمقراطي .. والخزي والعار للعملاء وخونة الاوطان ومشعلي نيران الفتن من حثالات الماضي البائد..
❊ عضو اللجنة الدائمة
مسؤول شباب المؤتمر بمحافظة عمران
|