د. عبدالعزيز محمد الشعيبي - عندما بدأ العدوان على اليمن منذ سبع سنوات كان المتوقع ان الشعب اليمني سيعلن استسلامه لقوى العدوان وسيرضخ لشروطه وكان سيحكم عليه بالتشرد المذل في الخيام وفي العراء لينال ما ناله الشعب السوري البطل، وكان الاعتقاد ان الأيام الاولى من العدوان كفيلة بأن يتنازل الشعب اليمني عن كل مقومات بقائه وان يضعها بين يدي العدوان ويصبح رهينة يتلاعب بها كيفما شاء ، وعندما وجد العدوان الغاشم على اليمن صلابةه اليمنيين وتمسكهم بعزتهم وكبريائهم لم يكن منه الا ان بالغ في العدوان ليشمل كل مناحي الحياة فلم يستثن ارضاً ولا سماء ولا بحراً ولا براً ولا حجراً ولا بشراً ولا تراباً ولا شجرا إلا ومسه ذلك العدوان، بشكل أوحى لكل انسان، ان ذلك العدوان قد تجرد من أي شكل من اشكال الانسانية ،بل ان الهجمات المسعورة من قصف الطيران وصواريخ البارجات بتلك الكثافة التي فاقت في عددها وتأثيرها تأثير كل الحروب بما فيها الحربان العالميتان الأولى والثانية كل ذلك لانهم وجدوا بطولة واصراراً وارادة لا تلين في الشعب اليمني وهذا ما زاد في غيظهم وتماديهم في الاستخدام المفرط للقوة الغاشمة بما في ذلك القوة المحرمة دولياً والاسلحة البيولوجية ، وقد تجاوز العدوان كل القيم والاعراف والمواثيق الدولية والانسانية في حرب لم يعرف لها التاريخ مثيلاً ، استخدم هذا العدوان كل الوسائل غير النبيلة في حرب ظالمة على شعب بأكمله بحجة ما اسموة_ عودة الشرعية_ وتارة اخرى يقولون بأن الحرب هي لمواجهة ايران في اليمن ،وقد عبر العدوان عن تلك الوحشية بحقد وجبن لا يُضاهى ، على مستوى الكرة الأرضية ،اذ ان من يمتلك القوة الحقيقية لابد ان تكون الى جانب هذه القوة اخلاق الرجال إنما في حالة وجود قوة مادية غاشمة بيد الضعيف فإنها تستخدم كنوع من استعراض للقوه ،دون ان يكون هناك هدف محدد من استخدام هذه القوة، ذلك في إطار المواجهة العادية فما بالك ان كانت المواجهه مع شعب عريق وبلد اصيل كاليمن يمتد في جذوره الى آلاف السنين وليس فقط هذا الامتداد التاريخي بل انه اصل الحضارة والانسانية، والمواجهة معه بالقوة المادية لا يمكن ان تؤتي أُكلها لان دول العدوان لاتصل في تفكيرها ولا في سلوكها الى العمق التاريخي لهذا الشعب الاصيل، ولو ان دول العدوان استخدمت اسلوباً حضارياً مع الشعب اليمني في التقريب بين وجهات النظر ربما انها كانت قد وصلت إلى حل للمشكلة ، إلا أنها استعرضت عضلاتها بدلاً من ذلك ظناً منها ان تصيب اليمنيين بالرعب أمام هالة القوة التي جاءوا بها وبعد سبع سنوات عجاف من الحرب الظالمة على الشعب اليمني وجدنا ان السحر قد انقلب على الساحر وبدأ الشعب اليمني يلقن المعتدين دروسا لن ينسوها في الحرب والقتال والشجاعة والمواجهة، وتحولت اليمن في مناطق المواجهة إلى جبهة واحدة امام ذلك المعتدي المتغطرس والذي لم يفقه في حياته الا لغة المال والسلوك المشين ،وكلما راهن على جبهة من الجبهات تحولت الى سهم قاتل ارتد إلى نحره بشكل أفقده صوابه وصواب ادواته.. ولمن لم يفقه قراءة التاريخ عليه ان يراجع قراءته بتمعن لان الذي قام بالعدوان لم ولن يكون مع حق الشعب اليمني بل ان اليمن عانت كثيراً من علاقاته الصراعية، ولا يمكن لذلك الذي اضمر الحقد والشر لليمن واليمنيين ان يكون معهم في أي يوم من الايام.
|