الميثاق نت -

الثلاثاء, 24-أغسطس-2021
الفريق‮ ‬الركن‮ / ‬جلال‮ ‬علي‮ ‬الرويشان‮ *‬ -
ما‮ ‬معنى‮ ‬أن‮ ‬يحتفل‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ ‬بالذكرى‮ ‬التاسعة‮ ‬والثلاثين‮ ‬لتأسيسه؟
ما يقرب من أربعين عاماً .. هي خلاصة الحكمة .. هي مجموع تجارب الحياة .. قال تعالى : (حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَربَعِينَ سَنَة قَالَ رَبِّ أَوزِعنِي أَن أَشكُرَ نِعمَتَكَ الَّتِي أَنعَمتَ عَلَيَّ ) صدق الله العظيم .
وأين‮ ‬ملامح‮ ‬تلك‮ ‬الحكمة؟‮ ‬
وأين‮ ‬خلاصة‮ ‬تلك‮ ‬التجارب؟‮ ‬
لنبدأ‮ ‬منذ‮ ‬التأسيس‮ .. ‬
عمل المؤتمر الشعبي العام ، على تطوير هيكله التنظيمي ، وتكويناته التنظيمية ، بما يكفل له التجدد ومواكبة التطورات الوطنية والسياسية .. حيث تم إقرار النظام الأساسي للمؤتمر الشعبي العام وتكويناته في 24 أغسطس 1982م .. ثم استمر التعديل والتطوير خلال الأعوام 1984 ، 1986 ، 1988 .. وبعد الوحدة تمت مراجعة وتعديل النظام الداخلي خلال الأعوام 1995 ، 1997 ، 1999 ، 2001 ، 2002 .. وفي 2 مايو 2019 ، انعقدت الدورة الاعتيادية للجنة الدائمة بحضور 813 ، من أصل 1200 ، هم قوام اللجنة الدائمة الرئيسية ، وأكدت على تمسكها برئاسة الشيخ‮ ‬صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبو‮ ‬راس‮ ‬وقيادة‮ ‬المؤتمر‮ ‬في‮ ‬صنعاء‮ .‬
يعتمد المؤتمر الشعبي العام في توجهاته وسياساته العامة ، على مجموعة من الأسس والثوابت والأهداف ، التي لا تتغيَّر بتغيُّر الظروف ، ولا تتأثَّر بمسار الأحداث ، وليست مجالاً للمساومة ، ولا تقبل القسمة على اثنين ، وهي معايير مُتفق عليها بين جميع الشرفاء من أبناء الوطن .. ويُجمع عليها من الأشخاص والأحزاب والمكونات ، كل من يحمل في قلبه الإيمان والحكمة والوطن .. فالمصلحة الوطنية العليا بالنسبة للمؤتمر ، تتقدم على أي مصالح حزبية ضيقة .. والدفاع عن سيادة الوطن واستقلاله ، مبدأ لا - ولن - يحيد عنه المؤتمر الشعبي العام .. والموقف المبدئي ضد العدوان ، موقفٌ لا يمكن التراجع منه ، ولا التخلي عنه ، مهما استمر هذا العدوان ، ومهما تمادى في غيِّه وطغيانه .. وفي نفس المسار ، يرفض المؤتمر الشعبي العام ، أي ممارسات تمس أمن واستقلال ووحدة الوطن .
وفوق هذا وذاك ، يجد المؤتمر الشعبي العام نفسه - بقياداته وقواعده وجماهيره وأنصاره - في موقف الحق ، وهو يشارك القوى الوطنية الثائرة والحرة ، وفي مقدمتها الإخوة أنصار الله ، هذا الشرف العظيم المتمثل في سبع سنوات من الصمود والثبات ومواجهة العدوان .
لقد أدركت قيادة المؤتمر الشعبي ، ومنذ الوهلة الأولى للعدوان على بلادنا ، عام 2015 ، أن الوطن يتعرض لأكبر مؤامرة ، وأبشع عدوان في تاريخه الحديث والمعاصر ، وأن اللحظة فارقة في حياة الأوطان والشعوب ، وأن المجال ليس مجال الخلاف والجَدَل والصراع السياسي الذي قد يشغل اليمنيين عن واجبهم المقدس ، في وجوب التصدي للعدوان ومقاومته .. وأدرك المؤتمر الشعبي العام ، بوجوب ألاَّ ينشغل الجميع بعيداً عن الاهتمام بالتصدي للعدوان ، وأنه يجب ألاَّ تُستهلك الجهود والامكانات وراء انشغالات ثانوية وهامشية .
تلك هي الأسس والثوابت والأهداف ، التي ترسم تحركات المؤتمر ، وتُحدد أهدافه .. وهي من أشرف وأسمى مجالات التنافس والعمل المشترك ، ولن يجد العدوان ، وكل من يُفكِّر في احتلال اليمن ، أو الانتقاص من سيادته واستقلاله ، لن يجدوا المؤتمر الشعبي العام ، إلاَّ حيث يكرهون‮ .‬
وإن المؤتمر الشعبي العام وقيادته وجماهيره ، ينطلقون في هذا المسار ، ويُسجِّلون هذا الموقف ، انطلاقاً من وطنيتهم ويمنيتهم وواجبهم الديني والوطني ، ومسؤولياتهم في الدفاع عن الأرض والعرض ، حتى ينتهي هذا العدوان الغاشم ، ويُرفع الحصار الجائر ، وتتوقف التدخلات الإقليمية‮ ‬والدولية‮ ‬التي‮ ‬تستهدف‮ ‬سيادة‮ ‬اليمن‮ ‬واستقلاله‮ . ‬
ويقف المؤتمر الشعبي العام ، احتراماً وإجلالاً ، لكل يمني حر ، رفض هذا العدوان ، واستمر في التصدي له ومقاومته ، وفي مقدمة هؤلاء الأحرار ، رجال الرجال من منتسبي الجيش والأمن واللجان الشعبية .
ويعمل المؤتمر الشعبي العام - وسيبقى - على دعم هذا الصمود ، وتعزيزه في جميع مؤسسات العمل المشترك مع الأطراف الصامدة والمقاومة للعدوان ، وفي المقدمة أنصار الله ، والقيادة الثورية والسياسية للبلاد .
ما كان - ولن يكون - لمن بلغ أشده ، وبلغ أربعين سنة ، أن يقف إلا في موقف الوطن .. وما كان - ولن يكون - لمن بلغ أشده ، وبلغ أربعين سنة ، أن يخون الوطن ، أو يساوم على حسابه .. وسيكتب التاريخ ، وستقرأ الأجيال اليمنية القادمة ، من الذي وقف مع الوطن ، ومن الذي وقف‮ ‬ضده‮ .. ‬
المجد‮ ‬والخلود‮ ‬للشهداء‮ ‬الأبرار‮ ‬
والشفاء‮ ‬للجرحى‮ ‬
والخلاص‮ ‬للأسرى‮ ‬
والنصر‮ ‬لليمن‮ - ‬بإذن‮ ‬الله‮ ‬تعالى‮ ‬
‮(‬وَاللَّهُ‮ ‬غَالِبٌ‮ ‬عَلَى‮ ‬أَمْرِهِ‮ ‬وَلَكِنَّ‮ ‬أَكْثَرَ‮ ‬النَّاسِ‮ ‬لَا‮ ‬يَعْلَمُونَ‮)‬
‮*‬نائب‮ ‬رئيس‮ ‬الوزراء‮ ‬لشئون‮ ‬الأمن‮ ‬والدفاع
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 24-مايو-2024 الساعة: 04:04 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-61046.htm