الميثاق نت -

الإثنين, 16-أغسطس-2021
د‮. ‬طه‮ ‬حسين‮ ‬الهمداني -
أكتب هنا بوجع وحزن بعد أن أبلغتُ من أحد الاصدقاء الاعزاء بوفاة الاستاذ الدكتور يحيى محمد المطهر في الاردن الشقيق جراء معاناته من المرض، والدكتور يحيى استاذ الادارة العامة بقسم العلوم السياسية بجامعة صنعاء وكان رئيسا لقسم العلوم السياسية ، ومؤسس برنامج دعم الادارة العامة الذي خصص لتأهيل القيادات الادارية وتخرج منه عديد من القيادات ورؤساء المؤسسات ومديري العموم في مختلف الوزارات والمؤسسات وقد أُسس بالتعاون مع وزارة الخدمة المدنية وجامعة صنعاء وبدعم هولندي وحقق نجاحات كبيرة، حيث تعاقب على رئاسته نخبة من الاساتذة‮ ‬الاجلاء‮ ‬الذين‮ ‬ساهموا‮ ‬في‮ ‬تطوير‮ ‬الادارة‮ ‬العامة‮ ‬لليمن‮. ‬
وللأسف‮ ‬حينما‮ ‬اندلعت‮ ‬الحرب‮ ‬هاجر‮ ‬الكثير‮ ‬منهم‮ ‬الي‮ ‬مختلف‮ ‬اصقاع‮ ‬العالم‮ ‬وتوفي‮ ‬منهم‮ ‬الكثير‮ ‬والاحصاءات‮ ‬مخيفة‮ ‬عن‮ ‬هجرة‮ ‬ووفاة‮ ‬العديد‮ ‬من‮ ‬كوادر‮ ‬كلية‮ ‬التجارة‮ .‬
البيانات‮ ‬تقول‮ ‬إن‮ ‬ما‮ ‬يزيد‮ ‬عن‮ ‬ستين‮ ‬استاذاً‮ ‬قرروا‮ ‬الرحيل‮ ‬والبحث‮ ‬عن‮ ‬فرصة‮ ‬عمل‮ ‬في‮ ‬الجامعات‮ ‬العربية‮ ‬والاجنبية‮. ‬
وبقي‮ ‬الدكتور‮ ‬يحيى‮ ‬رغم‮ ‬مرضه‮ ‬بالقلب‮ ‬يكافح‮ ‬ويناضل‮ ‬مستمراً‮ ‬بالعمل‮ ‬وتدريس‮ ‬طلابه‮. ‬
وأذكر عندما تواصلت معه منذ شهر لم تغيره السنين والأوضاع، فقد ظل ودوداً ومبتسماً يحب كل الناس ويسأل عن اصحابه وزملائه وطلابه، يأمل في غد افضل ، متفائل بمستقبل اليمن رغم الجراحات والآلام التي خيمت على كافة الأوضاع جراء هذه الحرب العبثية التي لم يستفد منها‮ ‬سوى‮ ‬تجار‮ ‬الحروب‮ ‬ويعاني‮ ‬منها‮ ‬اليمنيون‮ ‬من‮ ‬الفقر‮ ‬والجوع‮.‬
رحمة‮ ‬الله‮ ‬عليك‮ ‬استاذ‮ ‬يحيى‮ ‬مطهر‮ ‬وادخلك‮ ‬فسيح‮ ‬جناته‮ ‬والهم‮ ‬اهلك‮ ‬ومحبيك‮ ‬وطلابك‮ ‬الصبر‮ ‬والسلوان‮.‬
وجزاك‮ ‬الله‮ ‬خيرا‮ ‬استاذنا‮ ‬القدير‮ ‬لما‮ ‬قدمته‮ ‬لجامعتك‮ ‬وطلابك‮ ‬من‮ ‬علم‮ ‬وقدوة‮ ‬حسنة‮ ‬وسلوكا‮ ‬واخلاقا‮ ‬حميدة‮. ‬فأمثالك‮ ‬كانوا‮ ‬شمعة‮ ‬مضيئة‮ ‬في‮ ‬ظل‮ ‬ظلام‮ ‬دامس‮ .‬
ستظل‮ ‬في‮ ‬قلوبنا‮ ‬جميعا‮ ‬وذكراك‮ ‬العطرة‮ ‬وايجابيتك‮ ‬وحماسك‮ ‬وحبك‮ ‬للآخر‮ ‬ولتقديم‮ ‬العطاء‮ .‬
لم تكن محسوبا على فصيل سياسي ولم تكن متطرفاً ومغالياً في الرأي ولم تكن مناطقياً ولا عنصريا أو طائفياً، فأنت تربية أسرة عريقة، التي كان على راسها والدك العالم العظيم الذي عمل في كثير من مواقع الدولة وكان نموذجا في الأخلاق والعطاء والطيبة والتسامح والوطنية وجريئا‮ ‬في‮ ‬قول‮ ‬الحق‮ ‬وحاكماً‮ ‬عادلاً‮ ‬ونيابياً‮ ‬صادقاً‮.‬
لقد كنت حقاً فقيدنا الغالي ابن اليمن البار فإسهاماتك كبيرة في تطوير الادارة العامة باليمن وتلاميذك في مختلف المؤسسات ومواقع العمل يشهدون بذلك، ولا شك أنهم سيكونون الشعلة التي لن تنطفئ في الوطنية والعمل لبناء دولة النظام والقانون وبناء الدولة الحديثة دولة المواطنة‮ ‬والمساواة‮ ‬ومأسستها‮ ‬وفق‮ ‬معايير‮ ‬الحكم‮ ‬الرشيد‮.‬
لروحك‮ ‬الرحمة‮ ‬والسلام‮ ‬ولقيمك‮ ‬وتاريخك‮ ‬الوطني‮ ‬والعلمي‮ ‬الخلود‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 24-مايو-2024 الساعة: 10:53 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-61004.htm