الميثاق نت -

الثلاثاء, 13-يوليو-2021
‮ ‬أ‮/ ‬خيرية‮ ‬علي‮ ‬الرداعي‮ ‬ -
في مثل هذه الأيام المباركة وقبل مايقارب 98 عاماً نستذكر معاً الجريمة الشنعاء بكل تفاصيلها المؤلمة بحق الحجاج اليمنيين العزل إلى بيت الله الحرام وكانت بمثابة أولى شرارات عدوان آل سعود على أهل اليمن العظيم ، ذكرها المؤرخون بأنها وقعت في يوم الأحد 17 ذي القعدة الحرام سنة 1341هـ الموافق 1/7/1923م خرج مايقارب من 300 حاج من اليمن مابين رجال ونساء وأطفال إلى بيت الله الحرام فرحين مهللين موحدين وما أن وصلوا بعد رحلة شاقة إلى وادي تنومة من بني شهر ووادي سدوان الأعلى والأسفل في منطقة عسير( اليمانية الأصل) إذا الموت بانتظارهم ، توقف الحجاج للاستراحة ولأداء صلاة الظهر في جماعة وبينما هم في صلاتهم أمنون إذا برصاص جنود آل سعود الأخوان التكفيريين المتطرفين تنال من أجسادهم النحيلة وتزهق أرواحهم الطاهرة ، وترديهم جثثاً هامدة ، والتهمة أنهم مشركون، وهم أعلم الناس أن الإيمان يمانٍ ، لكن ضغائن قلوبهم أعمت بصيرتهم ، فلم تفرق بنادقهم بين شيخ أو امرأة أوطفل ، ولم يكتفوا بذلك بل سولت لهم أنفسهم التنكيل بجثثهم فنزلوا اليهم بالسيوف يقطعون رؤوسهم ويبقرون بطونهم ويسلبون متاعهم واموالهم فقد سرقوا مايقارب 400,000 ألف ريال ماريا تريزا ، واستطاع مايقارب من100 حاج الفرار والعودة إلى اليمن.. كانت هذه الحادثة بمساعدة بريطانيا لتمكن آل سعود من السيطرة على اليمن بالإضافة إلى إشاعة الفتنة بين الملك عبدالعزيز والامام يحيى بن حميد الدين، وبعد أن علم ملك اليمن بالحادثة كان عليه أن يختار إما القتال أو التحكيم فاختار ان يًحكم الملك عبدالعزيز آل سعود على مذبحة الحجاج ، فما كان من الملك السعودي إلا إن أنكر صلته بجنود الأخوان التكفيريين مدعياً أنهم عصبة من القبائل قطاع الطرق ولا صلة له بهم واكتفى بالاعتذار وبالتعويض المالي ، وقبل الامام اعتذارهم.. وتقول بعض الشواهد التاريخية أن هذه الخطوة قوبلت بغضب من قبل علماء ومثقفي اليمن، توقف الحجيج اليمنيون لسنوات عدة عن زيارة بيت الله الحرام ، حتى أدت هذه الحادثة إلى حرب سنة 1934 وماتلاها من اتفاقيات وانتهت باتفاقية الطائف ودخلت اليمن تحت وصايا آل سعود ودخل الوهابيون اليمن ، مأساة عمرها أكثر من 100 عام ، وأطماع آل سعود في السيطرة على اليمن لم تتوقف، لم يهنأ اليمن بالاستقلالية التامة ، حتى ظهرت أحقاد آل سعود جار السوء في ماتُسمى بعاصفةً الحزم في 25 مارس 2015م مستعينة هذه المرة بـ 19 دولة ضد أهل اليُمن والايمان ، وما أشبه اليوم بالأمس ، فقد قتلت صواريخهم الناس وهم نيام آمنون في بيوتهم ودمرت البنية التحتية واستنزفت مقدرات الوطن طيلة سبع سنوات من الدمار في اليمن أمام أعين ومرأى العالم الصامت عن نصرة الشعب اليمني المظلوم تحت حجج واهية.. لقد كشفت الحرب على اليمن حقيقة مُدَّعي حماية حقوق الإنسان وأممهم المتحدة ضد الشعب اليمني العظيم ، لكن قضية اليمن هي قضية انتهاك لحقوق الإنسان ولكرامته وأنها لن تسقط بالتقادم وستظل اليمن عصية على كل من سولت له نفسه إيداءها ..ولا نامت أعين آل سعود الجبناء ومن والاهم، وقد وثقت العديد من القصائد تلك الحادثة واخترنا هذه القصيدة العصماء التي خطها أحد الشعراء والتي تظهرمدى الحزن الذي أصاب أهل اليمن إثر حادثة حجاج بيت الله الحرام في وادي تنومة في عسير سنة 1923م جاء فيها:
ألا‮ ‬قم‮ ‬يارسولي‮ ‬وشل‮ ‬خطي
طلوع‮ ‬الفجر‮ ‬وأعزم‮ ‬في‮ ‬البحينا
ألا‮ ‬ياملقني‮ ‬وأهتف‮ ‬وخبّر
بهذا‮ ‬العيب‮ ‬ذي‮ ‬قد‮ ‬حل‮ ‬فينا
ألا‮ ‬ياملقني‮ ‬مالك‮ ‬تهجس
وخلق‮ ‬الله‮ ‬قد‮ ‬هم‮ ‬راقدينا
على‮ ‬الحجاج‮ ‬ذي‮ ‬ساروا‮ ‬شهادة
وفي‮ ‬ساق‮ ‬الغراب‮ ‬حن‮ ‬الحنينا
عدو‮ ‬الله‮ ‬جاهم‮ ‬بالتهايت
وهم‮ ‬في‮ ‬وسط‮ ‬وادي‮ ‬طارحينا
وقام‮ ‬بالعيب‮ ‬والخيانة
على‮ ‬الحجاج‮ ‬ذي‮ ‬هم‮ ‬آمنينا
وياغبني‮ ‬على‮ ‬شيبة‮ ‬وشبان
وهم‮ ‬في‮ ‬وسط‮ ‬الهياج‮ ‬مجتدلينا
ولا‮ ‬شيء‮ ‬به‮ ‬كفن‮ ‬أو‮ ‬قبر‮ ‬مفتوح
والأملاك‮ ‬في‮ ‬السماء‮ ‬متفكرينا
على‮ ‬ماقام‮ ‬عدو‮ ‬الله‮ ‬بفعله
عمل‮ ‬يغضب‮ ‬إله‮ ‬العالمينا
وطيرأخضر‮ ‬بصوته‮ ‬هويلالي
ملاك‮ ‬من‮ ‬عند‮ ‬رب‮ ‬العالمينا
حمام‮ ‬مكة‮ ‬تقول‮ ‬ياحزن‮ ‬قلبي
ويادمع‮ ‬اهملي‮ ‬مثل‮ ‬الزنينا
على‮ ‬الحجاج‮ ‬ذي‮ ‬ساروا‮ ‬شهادة
وفي‮ ‬ساق‮ ‬الغراب‮ ‬حن‮ ‬الحنينا
وزمزم‮ ‬والحرم‮ ‬والركن‮ ‬الأدعم
من‮ ‬الفعلة‮ ‬بقى‮ ‬مكروب‮ ‬حزينا
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 10:26 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-60874.htm