الميثاق نت -

الثلاثاء, 29-يونيو-2021
نجيب‮ ‬شجاع‮ ‬الدين -
سبع‮ ‬سنوات‮ ‬من‮ ‬الحرب‮ ‬والدمار‮ ‬تجعلك‮ ‬تدرك‮ ‬اننا‮ ‬شعب‮ ‬يجيد‮ ‬الموت‮ ‬وملائم‮ ‬له‮ ‬ولا‮ ‬يجيد‮ ‬التواصل‮ ‬والاتصال‮ ‬الا‮ ‬مع‮ ‬خالقه‮ ‬بالدعاء‮ ‬والاستغفار‮ .‬
أما‮ ‬فيما‮ ‬بينه‮ ‬البين‮ ‬فإننا‮ ‬لاننصت‮ ‬للآخر‮ ‬إلا‮ ‬عند‮ ‬الضرورة‮ ‬القصوى‮ ..‬دائماً‮ ‬بالطبع‮ ‬للضرورة‮ ‬احكام‮.‬
على صفحات كتاب الوجه " فيسبوك" اظننا الوحيدين تبدو وتيرة التواصل الاجتماعي أشبه بعجوز هرمة ترثي الراحلين من ابنائها واحفادها .. وكأن هذا الواقع الافتراضي الذي يفترض ان يعبر عن حياة الفرد وُجد لليمنيين فقط كي يحصوا انفاسهم واحزانهم في كل يوم..
سواء‮ ‬صديقاً‮ ‬او‮ ‬قريباً‮ ‬مات‮ ‬بالامس‮ ‬واليوم‮ ‬ذكراه‮ ‬الاولى‮ ‬وغداً‮ ‬الثانية‮ ‬وبعد‮ ‬غد‮ ‬ما‮ ‬يزال‮ ‬في‮ ‬علم‮ ‬الغيب‮.‬
المهم‮ ‬كن‮ ‬واثقاً‮ ‬بأن‮ ‬موجات‮ ‬الالهام‮ ‬السماوي‮ ‬ستأتيك‮ ‬فجأة‮ ‬ببوست‮ ‬ينكد‮ ‬على‮ ‬الآخرين،‮ ‬والأهم‮ ‬كن‮ ‬واثقاً‮ ‬انه‮ ‬لم‮ ‬يعد‮ ‬لديك‮ ‬اصدقاء‮ ‬سعداء‮ ‬واقعياً‮ ‬ولا‮ ‬حتى‮ ‬افتراضياً‮.‬
المفارقة‮ ‬في‮ ‬صالات‮ ‬العزاء‮ ‬الحقيقية‮ ‬ولا‮ ‬أدري‮ ‬لماذا‮.. ‬يجلب‮ ‬اي‮ ‬حديث‮ ‬عرضي‮ ‬رغبة‮ ‬عارمة‮ ‬في‮ ‬الضحك‮ ‬كما‮ ‬لوكنت‮ ‬تسأل‮ ‬عن‮ ‬آخر‮ ‬نكتة‮ ‬من‮ ‬زاوية‮ ‬القول‮ : ‬عظم‮ ‬الله‮ ‬اجركم‮ ..!!‬
وهكذا‮ ‬نادراً‮ ‬ما‮ ‬تصادف‮ ‬منشوراً‮ ‬لصديق‮ ‬يكتب‮ ‬عن‮ ‬شيء‮ ‬يبعث‮ ‬على‮ ‬السرور‮ ‬لكنه‮ - ‬في‮ ‬اليوم‮ ‬التالي‮ ‬على‮ ‬أسوأ‮ ‬تقدير‮ - ‬سرعان‮ ‬ما‮ ‬يعود‮ ‬للتعبير‮ ‬عن‮ ‬حالته‮ ‬الراهنة‮ ‬بمرارة‮ " ‬سامحوني‮ .. ‬دعواتكم‮ .. ‬عزوني‮ ..‬تعازينا‮ " !‬
ربما‮ ‬لو‮ ‬ان‮ ‬العزيز‮ ‬مارك‮ ‬فكر‮ ‬في‮ ‬اجراء‮ ‬دراسة‮ ‬احصائية‮ ‬لتوجهات‮ ‬مستخدمي‮ ‬موقعه‮ ‬الازرق‮ ‬لاكتشف‮ ‬ان‮ ‬اليمني‮ ‬اكثر‮ ‬من‮ ‬يضغط‮ ‬على‮ ‬علامة‮ " ‬يشعر‮ ‬بالحزن‮..‬الاندهاش،‮ ‬الغضب‮.. ‬وكاره‮ ‬لعيشته‮ ".‬
الاخيرة‮ ‬قد‮ ‬تضطر‮ ‬ادارة‮ ‬فيس‮ ‬بوك‮ ‬لوضعها‮ ‬في‮ ‬التحديثات‮ ‬المقبلة‮ ‬تبرئة‮ ‬لذمة‮ ‬سهولة‮ ‬الاستخدام‮ ‬والتفاعل‮.‬
احياناً‮ ‬اجدني‮ ‬من‮ ‬محبي‮ ‬رياضة‮ ‬كرة‮ ‬القدم‮ ‬مثل‮ ‬اغلب‮ ‬ابناء‮ ‬الشعب‮ ‬يعشقها‮ ‬ويحفظ‮ ‬قواعدها‮ ‬رغم‮ ‬انه‮ ‬لم‮ ‬يمارس‮ ‬اي‮ ‬نوع‮ ‬من‮ ‬الرياضات‮ ‬البدنية‮ ‬باستثناء‮ ‬حالة‮ ‬واحدة‮ ‬عند‮ ‬الحراف‮.‬
طبعاً‮ ‬للضرورة‮ ‬احكام‮ !! ‬وذريعة‮ ‬مقبولة‮ ‬فالعودة‮ ‬للمنزل‮ ‬سيراً‮ ‬وبلا‮ ‬باص‮ ‬احد‮ ‬اسرار‮ ‬التمتع‮ ‬بالصحة‮ ‬وفائدة‮ ‬عظيمة‮ ‬للجسم‮ ‬والعقل‮.‬
‮ ‬المهم‮ ‬انه‮ ‬حين‮ ‬تشاهد‮ ‬منتخبنا‮ ‬الوطني‮ ‬للقدم‮ ‬يلعب‮ ‬بكل‮ ‬صبيانية‮ ‬لكي‮ ‬يُهزم‮ ‬تدرك‮ ‬انه‮ ‬وصل‮ ‬مرحلة‮ ‬حرجة‮ ‬من‮ ‬اللاأداء‮ ‬والغباء‮ ‬الفني‮.‬
في‮ ‬اعتقادي‮ ‬انه‮ ‬حتى‮ ‬الضغوط‮ ‬الدولية‮ ‬والوساطة‮ ‬العمانية‮ ‬تقف‮ ‬عاجزة‮ ‬عن‮ ‬ان‮ ‬تضمن‮ ‬للمنتخب‮ ‬تحقيق‮ ‬هدف‮ ‬واحد‮ ‬إلا‮ ‬اذا‮ ‬كان‮ ‬عن‮ ‬طريق‮ ‬الخطأ‮ ‬وفي‮ ‬مرمانا‮ ..‬
طبعاً‮ ‬للضرورة‮ ‬احكام‮ ‬ومفاجآت‮ ‬لكنه‮ ‬مايزال‮ ‬يخسر‮ !!‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 25-أبريل-2024 الساعة: 07:01 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-60830.htm