الميثاق نت -

الثلاثاء, 29-يونيو-2021
‮ ‬د‮ . ‬وهيبة‮ ‬غالب‮ ‬فارع‮ ‬ -
من‮ ‬السهل‮ ‬إشعال‮ ‬الحرائق‮ ‬ولكن‮ ‬من‮ ‬الصعب‮ ‬إطفاؤها،‮ ‬وهذا‮ ‬هو‮ ‬حال‮ ‬الحرب‮ ‬في‮ ‬اليمن‮.‬
هل‮ ‬تنجح‮ ‬مبادرة‮ ‬وقف‮ ‬حرب‮ ‬من‮ ‬طرف‮ ‬واحد‮ ‬؟‮!‬
في ظل عبثية الحرب التي فرضت على اليمنيين منذ اكثر من ست سنوات لا يخفي اليمنيون رغبتهم بوقفها والتحلل من اعبائها، لكنهم يريدون فهم ما جدوى اطلاق مبادرة من طرف واحد ودون وقف العلميات العسكرية ودون معالجة اوضاع اليمنيين تحت وطأة الحرب والجوع والحصار؟
فالتحالف الذي يقاتل على الارض باليمنيين المتنازعين فيما بينهم او بمرتزقة يجلبهم من الخارج، لا يخسر سوى السلاح مستخدماً ايادي الغير لتنفيذ خططه مثل التدمير الممنهج جواً بخبرات خارجية تطال كل قدرات اليمن الاقتصادية والاجتماعية والتاريخية، وقتل وإخفاء آلاف الشباب‮ ‬اليمني‮ ‬في‮ ‬السجون‮ ‬السرية‮ ‬بيد‮ ‬اتباعه‮ ‬من‮ ‬الميليشيات‮ ‬المحلية‮ ‬التي‮ ‬قام‮ ‬بتسليحها،‮ ‬وتأليب‮ ‬الفرقاء‮ ‬ضد‮ ‬بعضهم‮ ‬في‮ ‬مواجهات‮ ‬لا‮ ‬تتوقف‮ ‬كي‮ ‬يشغلهم‮ ‬عن‮ ‬وقف‮ ‬طموحاته‮ ‬ويضمن‮ ‬مزيداً‮ ‬من‮ ‬الثأرات‮ ‬في‮ ‬اليمن‮. ‬
وبهذا الاسلوب تم تدمير جيل كامل في حرب تتوسع داخليا يوما بعد آخر، لتمكينه من السيطرة على اهم المواقع الجغرافية الآمنة، وشفط ثروات النفط والغاز بطرق غير مشروعة، وغلق مناطق الثروات المعدنية تحت مبرر مناطق عسكرية محظورة كي يقوم باستخراج الثروات وشحنها بحراً الى الدول المجاورة دون ان يعترضه احد، وأغلاق مناطق الصيد الساحلية وتجريف الثروة البحرية وتهجير الصيادين من مناطق الصيد الى سواحل وسجون دول القرن الافريقي المجاورة، حتى الالياف الضوئية البحرية لم تسلم من الاعتداء واعادة تشغيل الاتصالات لليمنيين بثمن مجحف انطلاقا‮ ‬من‮ ‬دول‮ ‬الجوار‮ ‬كي‮ ‬تسهل‮ ‬السيطرة‮ ‬على‮ ‬كل‮ ‬وسائل‮ ‬التواصل‮ ‬بين‮ ‬اليمن‮ ‬والخارج‮ ..‬
وعلى الرغم مما يعانيه اليمنيون من ويلات الحرب والنهب المنظم لثرواتهم والقتل المتواصل لابنائهم ، ينتظر الجميع السلام بشوق، حفاظاً على ما تبقى من ارواح واعراض واموال وانسان، ويتطلعون الى مسارات جديدة تؤمّن لهم السلام القائم على العدل الذي لا يقود الى حرب جديدة ، ويتدارسون محاولات تحقيق السلام من طرف واحد دون موافقة بقية الاطراف، ويبحثون عمَّن سيقف معهم لاحلال السلام العادل لبلادهم وللمنطقة وهم تحت حصار لا يناصرهم فيه احد سوى بعض المتعاطفين الذين لا يملكون قراراً امام تنمر الكثيرين من المستفيدين من استمرار الحرب‮ ‬الذين‮ ‬ليس‮ ‬في‮ ‬مصلحتهم‮ ‬التأسيس‮ ‬لسلام‮ ‬دائم‮ ‬ومنصف‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬ولا‮ ‬ايقاف‮ ‬الحرب‮.!‬
ومع كل ما تركته هذه المبادرة من لغط، فإن المتصفح لبنودها وتوقيتها سيجدها مبادرة تفتقر لرؤية متكاملة لكيفية معالجة الآثار المترتبة على حرب لا تزال مستمرة، وخالية من اي ضمانات مستقبلية لتحقيق استقرار دائم، ولا تمنح اليمنيين فرصة المشاركة في وضعها أو الدفاع عن‮ ‬قضيتهم‮ ‬فيها،‮ ‬ولا‮ ‬تضمن‮ ‬الغاء‮ ‬الهيمنة‮ ‬الخارجية‮ ‬من‮ ‬دول‮ ‬الجوار‮ ‬التي‮ ‬تتحكم‮ ‬بالارض‮ ‬والانسان‮!‬
فمع اطالة عمر الحرب وما ترتب عليها من مآسٍ انسانية واجتماعية من تجويع وتفقير ممنهج للانسان اليمني فإن اولويات اليمنيين المهملة في هذه المبادرة هي : معالجة آثارها الكارثية على مجتمعهم واتاحة الفرصة لجميع الاطراف للمشاركة في وضع آلية تضمن للجميع خروجاً آمناً‮ ‬من‮ ‬هذه‮ ‬الحرب‮ ‬ووقف‮ ‬تكوين‮ ‬وتسليح‮ ‬الميليشيات‮ ‬وضبط‮ ‬انتشار‮ ‬السلاح‮ ‬الثقيل‮ ‬في‮ ‬اوساط‮ ‬القرى‮ ‬والمدن‮ ‬بيد‮ ‬معارضين‮ ‬ومؤيدين‮ ‬بشكل‮ ‬مخيف‮.‬
ولكن في حال فرض اية مبادرة لوقف اطلاق النار ودون ضوابط، فقد يتم التنصل عن جرائم الحرب، ويتم الاتجاه نحو سلام شكلي يترك المواطن تحت رحمة هذا السلاح المنفلت، وبذلك لا يمكن ان تتحقق أبسط مبادئ العدالة والانصاف للضحايا، ولن يكون هناك اهمية لاعلان مبادرات سلام غير‮ ‬واقعية‮ ‬ان‮ ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬الغرض‮ ‬الحقيقي‮ ‬منها‮ ‬هو‮ ‬تحقيق‮ ‬سلام‮ ‬دائم‮ ‬وعادل‮ ‬بضمانات‮ ‬دولية‮ ‬تنهي‮ ‬المشكلة‮ ‬من‮ ‬جذورها‮ ‬وفقاً‮ ‬لقوانين‮ ‬الحرب‮ ‬والسلام‮.‬

كيف‮ ‬نطوي‮ ‬ست‮ ‬سنوات‮ ‬حرب‮ ‬عبثية؟
والمؤسف انه وبعد ست سنوات عجاف من الحرب والدمار والقتل، يبرز من يتبنى إخراجاً مسرحياً لنهاية هذه المغامرة العسكرية بالتسليم بان ما حدث كان امراً عابراً، ويكفي في نظره ان من أشعل الحرب قد ابدى رغبته في إنهائها، معتقداً ان الرغبة وحدها كافية لان تكون محل تفاوض‮ ‬وترضية،‮ ‬لكن‮ ‬من‮ ‬الواضح‮ ‬أن‮ ‬تجارب‮ ‬العالم‮ ‬في‮ ‬مواجهة‮ ‬مثل‮ ‬هذه‮ ‬الكوارث‮ ‬تؤكد‮ ‬ان‮ ‬كل‮ ‬مبادرة‮ ‬سلام‮ ‬لا‮ ‬تعالج‮ ‬ما‮ ‬احدثته‮ ‬من‮ ‬دمار‮ ‬وبضمانات‮ ‬يدعمها‮ ‬رأى‮ ‬عالمي‮ ‬واقليمي‮ ‬ضاغط‮ ‬يكون‮ ‬مصيرها‮ ‬الفشل‮.‬
ففي البداية تورط صانع قرار الحرب في اشعالها ومن ثم قام بتوريط مجلس الامن في الموافقة عليها دون حساب لكلفتها ولا لنتائجها، وتمكن من تمرير القرار بإمكاناته المهولة من داخل اروقة الامم المتحدة دون ذكر الغرض الحقيقي من الحرب، واليوم يتأكد للعالم ان طبيعة الرغبة‮ ‬المفاجئة‮ ‬بإطفائها‮ ‬على‮ ‬هذه‮ ‬العجالة،‮ ‬ليست‮ ‬سوى‮ ‬محاولة‮ ‬لتصوير‮ ‬الكارثة‮ ‬وكأنها‮ ‬ليست‮ ‬الا‮ ‬مشكلة‮ ‬عابرة‮ ‬سببها‮ ‬اليمنيون‮ ‬انفسهم‮ ‬،‮ ‬حتى‮ ‬يتم‮ ‬التغاضي‮ ‬عن‮ ‬الدمار‮ ‬الهائل‮ ‬والهروب‮ ‬من‮ ‬استحقاقاته‮.!‬
وقد وضعت المصالح المشتركة الجميع كدعاة حرب في نظر العالم وفي نظر القانون الانساني الدولي، حرب اجبرت اليمنيين على دفع الغالي والنفيس من ارواح واموال وممتلكات، وبالتالي لم يعد بمقدور احد ان يدافع عن مرتكبيها، ولا التغاضي عن كل من تسبب فيها من اللاعبين الاساسيين، كالدول المشاركة بالدعم اللوجيستي وتوفير السلاح والتي حصلت على رخصة دائمة لانعاش اقتصادياتها على حساب المأساة اليمنية ببيع السلاح الذي يقتل الشعب اليمني وتزييف الحقائق امام العالم حرصا على مكتسباتها المالية، ومثل الامم المتحدة التي انضمت الى شبكة مصالح‮ ‬التحالف‮ ‬واسهمت‮ ‬بمواقفها‮ ‬المتخاذلة‮ ‬في‮ ‬خذلان‮ ‬اليمنيين‮ ‬وتجاهل‮ ‬ما‮ ‬يدور‮ ‬فيها‮ ‬من‮ ‬انتهاكات‮ ‬واسعة‮ ‬لحقوق‮ ‬الانسان‮ ‬من‮ ‬تجويع‮ ‬وحصار‮ ‬لهم‮ ‬،‮ ‬ومن‮ ‬جامعة‮ ‬عربية‮ ‬أرادت‮ ‬ان‮ ‬تدعي‮ ‬النوم‮ ‬فلا‮ ‬ترى‮ ‬ولا‮ ‬تسمع‮ !!.‬
ولعل اكثر ما يخشاه المراقبون ان تجيّر مثل هذه المبادرة لصالح طرف واحد او تستخدم كحجة لخلق واقع جديد لطرف قد استفاد من الحرب في غفلة من الزمن ولم يتبق للعالم سوى مباركته، في ظل زخم إعلامي واسع لتزييف الحقائق، مما قد يدفع باليمنيين نحو المزيد من التنازلات خصوصا مع وجود شرعية عاجزة وفاسدة ومقيدة ، او يدفع بهم نحو المزيد من التطرف لخوض مزيد من الحرب التي سوف تستنزف ما تبقى من قدرات وامكانات للشعب اليمني، وقد يشجع ذلك بعض اطراف الحرب على استغلال رغبة الشعب اليمني بالسلام وتجييره بناء على مصالحها هي وليس بناء على‮ ‬على‮ ‬مصالح‮ ‬اليمن،‮ ‬خصوصا‮ ‬مع‮ ‬وجود‮ ‬مبعوثين‮ ‬صديقين‮ ‬للتحالف‮ ‬لا‮ ‬يهمهما‮ ‬سوى‮ ‬ما‮ ‬سيحصلان‮ ‬عليه‮ ‬مقابل‮ ‬اتمام‮ ‬هذه‮ ‬الصفقة‮..‬

السلام‮ ‬مطلوب‮ ‬إذا‮ ‬وُجدت‮ ‬مصلحة‮ ‬اليمن‮.‬
اذاكان الجميع يعترف بأن لا جدوى ولا مصلحة من استمرار هذه الحرب، فإن من غير المجدي ايضا ايقافها بمبادرة غير عادلة ولا توافقية من اي طرف، حتى لا تٌقطع الطريق على المجتمع الدولي بإطلاق مبادرة سلام حقيقية تكون محل قبول من جميع الاطراف وتستطيع أن تسهم في وقف شامل‮ ‬للحرب‮ ‬ومعالجة‮ ‬آثارها‮ ‬الانسانية‮ ‬انطلاقا‮ ‬من‮ ‬مباديء‮ ‬القانون‮ ‬الدولي‮ ‬والمسؤلية‮ ‬القانونية‮ ‬والاخلاقية‮ ‬التي‮ ‬ٌتلزم‮ ‬جميع‮ ‬اطراف‮ ‬الحرب‮ ‬احترام‮ ‬حق‮ ‬اليمنيين‮ ‬في‮ ‬الحياة‮ ‬الكريمة،‮.‬
من هنا: فقد اصبح من الضروري إيقاف حرب اليمن بقرار دولي بناء على طلب أممي يصدره مجلس الامن الذي منح شرعية إطلاق هذه الحرب، وقد يكون هذا هو المخرج الحقيقي الذي يمكن أن يقترحه المجتمع الدولي لليمن ويدعو التحالف اليه والذي يمنح اليمنيين فرصة صياغة المقترح والتوافق عليه، ويرافق ذلك الدعوة للمصالحة الوطنية وتحقيق العدالة الانتقالية بين اليمنيين بضمانات دولية كافية تمنع نزيف الدم مستقبلاً، وأن تحتكم بنود اي مبادرة الى القانون الدولي الانساني لمحاسبة المتورطين في الجرائم المرتكبة ضد الانسانية، سواء صدرت عن يمنيين او‮ ‬عن‮ ‬غيرهم،‮ ‬وان‮ ‬تدفع‮ ‬التعويضات‮ ‬للمتضررين‮ ‬عن‮ ‬المعاناة‮ ‬الناتجة‮ ‬عن‮ ‬هذه‮ ‬الحرب‮.‬
كما أصبح من الضروري التقاط جميع مبادرات منظمات المجتمع المدني والمفكرين والاطراف السياسية اليمنية لإحلال السلام في اليمن بدون استثناء واعتبارها من المرتكزات الرئيسية لاي سلام قادم، وان يتم استخلاص مبادرة واقعية شاملة تلبي طموح الجميع بحيث تكون سندا لأي مبادرة دولية يتفق عليها المجتمع الدولي لتقريب وجهات النظر واتمام المصالحة الوطنية وهي النقطة الاهم في اي مبادرة وطنية او دولية قادمة لليمن، إذ من الصعب قبول مبادرة لا تتفق عليها جميع الاطراف ولا تعبر عن طموحات الشعب اليمني وتتجاهل بعض أطراف النزاع. ولا يمكن ان‮ ‬تحظى‮ ‬اي‮ ‬مبادرة‮ ‬بالاجماع‮ ‬مالم‮ ‬تقدم‮ ‬حلولا‮ ‬جذرية‮ ‬لسلام‮ ‬دائم‮ ‬بين‮ ‬كل‮ ‬مكونات‮ ‬المجتمع‮ ‬اليمني‮ ‬وازالة‮ ‬التباين‮ ‬بين‮ ‬دول‮ ‬الجوار‮ ‬وبين‮ ‬اليمن‮ ‬الذي‮ ‬وسعت‮ ‬هذه‮ ‬الحرب‮ ‬رقعته‮.‬
وأي مبادرة لا تحمل في طياتها طريق سلام واضحاً يبدأ بوقف الحرب ورفع الحصار وإزالة اسم اليمن من قرار مجلس الامن تحت البند السابع، وانسحاب كافة القوى العسكرية الاجنبية من كافة الاراضي اليمنية، ويطالب السعودية بدفع التعويضات الناتجة عما احدثته حربها على اليمن من‮ ‬دمار‮ ‬في‮ ‬كل‮ ‬مناحي‮ ‬الحياة‮ ‬لن‮ ‬تكون‮ ‬مقبولة‮ ‬لاي‮ ‬طرف‮ ‬يمني‮ ‬حتى‮ ‬اولئك‮ ‬الذين‮ ‬دخل‮ ‬التحالف‮ ‬باسمهم‮ ‬لليمن‮.‬


هل‮ ‬على‮ ‬اليمنيين‮ ‬انتظار‮ ‬الحلول‮ ‬من‮ ‬الآخرين؟
ينبغي لجميع "القوى المتصارعة داخلياً" ان تتهيأ لايقاف الحرب وان تتجه نحو المصالحة دون استقواء أي منها بالخارج، وبدون فرض الارادات على بعضها البعض بعد كل هذا الدمار، لان ذلك سيكون انصافاً للباطل الذي قامت عليه هذه الحرب، واعترافاً بعدم استحقاق هذا الشعب للسلام، وعليهم ان يقدموا الوطن على انفسهم، فلا يوجد من هو أحق بالحكم الا من يختاره الشعب بإرادته، ولا يوجد "نظام حكم الا بالتوافق" بناء على ثوابت وطنية تضمن العدالة الاجتماعية وتلغي المناطقية والعنصرية والطائفية وتُبقي على الوحدة الوطنية او ما تبقى منها، وقبل هذا وذاك لابد ان يتفق الجميع على شكل الدولة بدون وصاية من احد، فاليمن بلد توافقي وهذا ديدنها من قبل ظهور التعددية السياسية والديمقراطيات، وعلى ابنائها ان يسارعوا للالتقاء كي تتوقف الاملاءات الخارجية المفروضة، وان يسحبوا تفويضهم للآخرين بالتدخل في شؤونهم، وان يستمعوا الى الشارع اليمني جيداً فقد ضاق بهم جميعاً، فلو كانت هناك قوى حقيقية هدفها خدمة اليمن لما تجرأ احد ان يٌقدم على جريمة حرب ست سنوات دمرت البلاد والعباد، ولا استسهل احد الخيانة الوطنية بلا خوف او خجل بالوقوف ضد بلاده ووحدتها وأمنها وسلامة اراضيها‮ ‬تحت‮ ‬اي‮ ‬مبرر‮ ‬كان‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 06:28 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-60829.htm