الميثاق نت -

الأربعاء, 16-يونيو-2021
الميثاق نت - نادية صالح: -
«الأسر المنتجة» هي تلك الأسر التي تسعى إلى توفير جزء من احتياجاتها الخاصة من خلال الاعتماد على المهارات التي تملكها، وتقوم بإنتاج وبيع ما تصنعه من المنزل، بهدف زيادة دخلها ورفع مستوى معيشتها، بعيداً عن استجداء الصدقات، أو انتظار وظيفة قد لا تأتي.. وتعد مشروعات‮ ‬الأسر‮ ‬المنتجة‮ ‬من‮ ‬المشروعات‮ ‬المهمة‮ ‬التي‮ ‬تلقى‮ ‬ترحيباً‮ ‬حكومياً‮ ‬وشعبياً،‮ ‬وتتنوع‮ ‬المشروعات‮ ‬طبقاً‮ ‬لمهارة‮ ‬الأسر‮.‬
ويلعب قطاع الأسر المنتجة والمشاريع من المنزل دوراً كبيراً في المساهمة في عملية توازن التنمية، وخفض الهجرة من القرى إلى المدن، خاصةً بالنظر إلى انخفاض رأس المال اللازم لممارسة هذا النشاط، وانخفاض تكلفة الخامات اللازمة للتصنيع، وانخفاض تكلفة الفرصة الوظيفية لكونها‮ ‬تعتمد‮ ‬أساساً‮ ‬على‮ ‬الأيدي‮ ‬العاملة‮ ‬أكثر‮ ‬من‮ ‬اعتمادها‮ ‬على‮ ‬رأس‮ ‬المال‮. ‬
وخلال الأعوام الستة الماضية، وجراء الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه اليمن نتيجة العدوان والحصار الجائر الذي تفرضه الدول المعتدية منذ مارس 2015، تنامى نشاط الأسر المنتجة في الجمهورية بشكل لافت، وبات واحداً من دعائم الاقتصاد الوطني الذي يعمل على رفع بعض من المعاناة‮ ‬التي‮ ‬يواجهها‮ ‬اليمنيون‮ .‬
وللوقوف على على أهمية الدور الاقتصادي للأسر المنتجة، وكذلك التعرف على منتجاتهم، استطلعت »الميثاق« عدداً من الأسر المنتجة الذين تحدثوا عن رغبتهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي بالمقام الأول، وفي هذا الصدد تقول ام احمد السلطان (موظفة حكومية)، بعد أن تم وقف صرف المرتبات وتزامناً مع ارتفاع تكاليف الحياة المعيشية جراء استمرار العدوان والحصار، فكرت في مشروع صغير استطيع من خلاله إعالة أسرتي، واهتديت إلى فكرة جميلة تمثلت في طريقة تركيب العطور وصناعة البخور في المنزل.
وتضيف : قمت بعمل مشروع خاص، فالمشاريع الخاصة أفضل بكثير من أن أشتغل تحت إمرة شخص محدد أو مؤسسة معينة، أو شركة.. إلخ. فأدير نفسي بنفسي، وقد بدأت مشروعي هذا قبل 5 سنوات وأنا أشتغل على تركيب العطور وطبخات البخور في البيت.
واشارت ام احمد إلى أن ما دفعها لهذا المشروع هو رغبتها في تغطية الاحتياجات اليومية للأسرة وخلق اكتفاء ذاتي من خلال هذا العمل الحر، وقالت: ما يشعرنا بالسعادة هو تغير نظرة المجتمع للمنتج المحلي، فنحن نستطيع أن نصل لجودة المنتج الخارجي وننافسه متى ما وجدنا الدعم‮ ‬والتشجيع‮.‬

قهر‮ ‬الظروف‮ ‬الاقتصادية
لا تقتصر مشاريع الأسر المنتجة على صناعة الحلويات والأطعمة فقط، لكن مجالها يتسع لأكثر من ذلك، حيث يشمل غزل ونسج الصوف، الرسم على القماش، النحت على الخشب، نقوش الحناء، صناعة الإكسسوارات المنزلية والحقائب الجلدية، كما تفعل أم خلدون، التي قالت ان فكرة صنع الحقائب‮ ‬ساعدتها‮ ‬كثيراً‮ ‬في‮ ‬التغلبِ‮ ‬على‮ ‬الظروف‮ ‬الاقتصادية‮ ‬الصعبة‮ ‬التي‮ ‬تعاني‮ ‬منها،‮ ‬بالنظر‮ ‬إلى‮ ‬كونها‮ ‬مطلقة‮ ‬وتعيل‮ ‬5‮ ‬أطفال‮.‬
اما اسماء المطري فتصنع مشغولاتها من الإكسسوارات، التي تمتهنها كهواية منذ الصغر، مما جعلها تتفنن في صنعها.. وتضيف أسماء: أن هدفها من هذا العمل هو التغلب على الظروف الاقتصادية التي تعانيها، "والحمد لله الإقبال كبير جداً على إكسسواراتي من قبل النساء، فالجودة‮ ‬هي‮ ‬أساس‮ ‬النجاح‮ ‬الذي‮ ‬أحققه‮" .‬
من جابنها تقول أم حنين (ربة بيت): إنها تقوم بإعداد حلويات في المنزل بمساعدةِ بناتها، وتعرضها في السوقِ، وتضيف : "مع الأوضاع الاقتصادية الصعبة حولت عمل الحلويات من هواية إلى حرفةٍ تساعدني في تأمين احتياجات عائلتي في هذه الظروف الصعبة، فأنا أعيل بناتي بعد وفاة‮ ‬زوجي‮".‬
ولعل مايميز ام حنين وتبهر به من يأتون لشراء حلوياتها، فكل يوم بمذاقٍ مختلف، فهي ومن خلال بناتها المتعلمات تأتي بوصفات عدة عبر الإنترنت وتطبقها قبل أن تبدأ في إنتاجها وبيعها كمنتج، وبهذا تجدها تواكب كل جديد في عالم الحلويات والمعجنات.
للأسرة اليمنية حكايات كفاح يومية مع العوز الذي أنتجته الحرب والعدوان والحصار، ولها قصص نجاح ونجاة من عواقبه الوخيمة، ففي حين يوصف "العفاف" بأنه زينة الفقر فإن "العجز" مفتاحه، ولذلك تكافح هذه الأسر بقوة واستبسال لكي ترفض الاستسلام لهذا الواقع المرير، وعدم البقاء في نفس النقطة وانتظار الدعم والسلام الذي طال انتظاره، ولهذا اهتدت لعديد من الطرق التي تُساعد ولو بالحد الأدني في تلبية متطلبات الحياة، عملاً بالمقولة »من رحم المعاناة يولد النجاح والأمل«.

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 19-أبريل-2024 الساعة: 02:06 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-60758.htm