الميثاق نت -

الإثنين, 24-مايو-2021
يحيى‮ ‬العراسي -
كان حلم اعادة الوحدة اليمنية ازلياً وكامناً في ضمير ووجدان جماهير الشعب اليمني من اقصاه الى اقصاه وبذل من اجل ذلك كفاحاً مرير من قبل احرار وشرفاء اليمن ومناضليه وتضحيات جسيمة على مختلف المستويات والمحاور والمناحي خصوصا بعد قيام الثورة اليمنية السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من اكتوبر والتحرر من النظام الكهنوتي البائد في الشمال والاستعمار البريطاني في الجنوب وبروز اهداف الثورة التي من بينها النضال من اجل اعادة تحقيق الوحدة اليمنية وجمع لحمة الشعب وتحقيق التطورات النهضوية واللحاق بركب الحداثة والبناء على مختلف المستويات والمجالات والاتجاه نحو الآفاق الواسعة من التقدم والتحرر والانتاج والعمل المشترك بين قيادات الشطرين الشمالي والجنوبي والتي استهلت في عام 1972 المضي بين رئيسي وزراء الشطرين محسن احمد العيني وعلي ناصر محمد تلى ذلك لقاء الرئيسين القاضي المجاهد المرحوم عبدالرحمن الارياني والشهيد المرحوم سالم ربيع علي في العاصمة الليبية طرابلس، وهو اللقاء الوحدوي الذي حدد فيه بعض الاتجاهات والمسميات والتأكيد على ان اعادة تحقيق الوحدة اليمنية هي الى جانب الاستحقاق الطبيعي والوطني ستكون عاملاً لتكريس‮ ‬الامن‮ ‬والاستقرار‮ ‬في‮ ‬منطقة‮ ‬الجزيرة‮ ‬والخليج‮ ‬وتحقيق‮ ‬هدف‮ ‬غالٍ‮ ‬واماني‮ ‬اليمنيين‮ ‬جميعاً‮ ‬والأمة‮ ‬العربية‮ ‬كلها‮. ‬
وعلى‮ ‬خلفية‮ ‬قرابة‮ ‬عقدين‮ ‬من‮ ‬الزمن‮ ‬جرت‮ ‬في‮ ‬النهر‮ ‬مياه‮ ‬كثيرة‮ ‬مصحوبة‮ ‬بمتغيرات‮ ‬محلية‮ ‬واقليمية‮ ‬ودولية‮ ‬وفقاً‮ ‬لمجريات‮ ‬الاحداث‮ ‬وتفاعلات‮ ‬الحرب‮ ‬البارده‮ ‬وتأثيرات‮ ‬الاتجاهات‮ ‬السياسية‮ ‬والايديولوجية‮ ‬هنا‮ ‬وهناك‮ .‬
وبعد تذبذب الكتل وسقوط الاحلاف وانتهاء الحرب الباردة وتزايد الوعي الوطني والسياسي وبروز افكار جديده وتنظيمات واحزاب تتخذ النهج الوطني الوحدوي طريقا ترتكز عليه كل فعالياتها مع ما رافق ذلك من تلاشي الضغوط والمؤثرات الخارجية إقليمياً ودولياً ومعطيات ومسارات سياسيه بأبعاد مختلفة وفقاً للمعطيات الجديدة خصوصاً بعد تحطيم سور برلين وبروز برسترويكا الرئيس جورباتشوف والتي ادت فيما أدت اليه من الخلل الكبير في التوازن الدولي واسقطت الاقطاب والتحالفات وهوت بعد ذلك التكتلات شرقاً وغرباً ما ادى الى توحيد ألمانيا وسرعة التحرك في ملفات الوحدة اليمنية التي كان دستورها جاهزاً منذ مطلع الثمانينيات من قبل اللجنة الدستورية الخاصة من كلا الشطرين مع تحرك ملفات كثيرة ومتعدده كانت مطوية في الادراج واستلهام اللحظه المناسبة في الاجواء الاقليمية والدولية والتوقيع على دستور الجمهورية اليمنية في الثلاثين من نوفمبر عام 1989 بين قيادتي الشطرين الرئيس علي عبدالله صالح والرئيس على سالم البيض في اجواء بهيجة بعثت الآمال واضاءى السبل نحو يمن جديد ومستقبل زاهر يسهم فيه وطن اثنين وعشرين مايو بتكريس الامن والاستقرار والبناء والتطور الجديد‮ ‬على‮ ‬اسس‮ ‬من‮ ‬الحداثة‮ ‬والتطوير‮ ‬وتعزيز‮ ‬النظام‮ ‬والقانون‮ ‬والمواطنة‮ ‬المتساوية‮ ‬والممارسة‮ ‬الديمقراطية‮ ‬التعددية‮ ‬وصيانة‮ ‬حقوق‮ ‬الانسان‮ ‬بكل‮ ‬صورها‮..‬
وللأسف الشديد تأتي هذه المناسبة الوطنية العظيمة اليوم ونحن في اسوأ حال حتى من قبل الثاني والعشرين من مايو عام 1990م بفعل المؤثرات والعمالات التي تسلل بها الجار وبعض المحيط وكل الذين لا يريدون للشعب اليمني الامن والاستقرار والوحدة.
ولكننا نؤكد هنا ان جذوه الوحدة اليمنية ستظل راسخة الجذور في اعماق اعماق التاريخ وضمير ووجدان الشعب اليمني بكل قواه رغم حقد الحاقدين وكيد الكائدين.. سيظل علم الجمهورية اليمنية خفاقاً ومنيعاً الى أبد الأبدين .
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 17-مايو-2024 الساعة: 07:21 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-60657.htm