الميثاق نت -

الإثنين, 24-مايو-2021
د‮. ‬محمد‮ ‬النظاري -
كلما‮ ‬حلت‮ ‬علينا‮ ‬ذكرى‮ ‬الوحدة‮ ‬اليمنية‮ ‬المباركة‮ ‬22‮ ‬مايو‮ ‬1990م؛‮ ‬كلما‮ ‬استعاد‮ ‬المؤتمريون‮ ‬ومعهم‮ ‬أبناء‮ ‬وطننا‮ ‬الحبيب‮ ‬اللحظات‮ ‬التي‮ ‬ستبقى‮ ‬خالدة‮ ‬في‮ ‬أذهان‮ ‬من‮ ‬عاش‮ ‬الحدث‮ (‬وقتها‮) ‬وتخلدها‮ ‬صفحات‮ ‬التأريخ‮ ‬المعاصر‮.‬
فالوحدة اليمنية تحققت في زمن سياسي يتشظى فيه العالم ممثلاً بالاتحاد السوفييتي كقوة عظمى، ناهيك عن الملفات الساخنة في مناطق مختلفة من العالم؛ وهذا ما جعل الوحدة بين شطري اليمن (الشمال والجنوب) مرحَّباً بها من كل دول العالم، باعتباره حدثا مهما يعزز الاستقرار‮ ‬في‮ ‬المنطقة‮.‬
مثّل يوم الثاني والعشرين من مايو 1990م تتويجاً لمباحثات ولقاءات متعددة جرت بين الرؤساء المتعاقبين على الشطرين، حتى تحققت على يدي الزعيم الراحل علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية العربية اليمنية رئيس المؤتمر الشعبي العام، وعلي سالم البيض الأمين العام للحزب الاشتراكي‮ ‬الحاكم‮ ‬لجمهورية‮ ‬اليمن‮ ‬الديمقراطية‮ ‬الشعبية‮.‬
لقد‮ ‬توج‮ ‬الرجلان‮ ‬نضالاً‮ ‬كبيراً‮ ‬قاده‮ ‬الشرفاء‮ ‬من‮ ‬أبناء‮ ‬الوطن‮ ‬لعقود‮ ‬سبقت‮ ‬بغية‮ ‬إعادة‮ ‬تحقيق‮ ‬الوحدة‮ ‬المباركة‮.‬
ونحن نحتفل بالذكرى الـ31 لهذا المنجز اليمني والعربي والإسلامي والعالمي، ينبغي النظر إليها باعتزاز وفخر، وأن نكون منصفين والا تؤثر المواقف الشخصية أو الحزبية من هذا الطرف أو ذلك، للحكم بفشل التجربة.
فاليوم تعيش البلاد وضعاً مؤسفاً بعد 6 سنوات من العدوان وجلب تدخل الخارج في الشأن الداخلي، وأي حكم سلبي على الوحدة في هذه الظروف؛ ما هو إلا هروب من الواقع ورمي فشل كل الأطراف على الوحدة.
في‮ ‬ظل‮ ‬ما‮ ‬نعيشه‮ ‬لم‮ ‬يعد‮ ‬يجمعنا‮ ‬من‮ ‬كل‮ ‬المحافظات‮ ‬إلا‮ ‬مسمى‮ ‬الجمهورية‮ ‬اليمنية‮ ‬وعلمها‮ ‬الموحد‮ ‬ونشيدها‮ ‬الوطني،‮ ‬بعد‮ ‬أن‮ ‬أصبح‮ ‬لنا‮ ‬من‮ ‬كل‮ ‬شيء‮ ‬إثنان،‮ ‬إلا‮ ‬هذه‮ ‬الرموز‮ ‬الخالدة‮. ‬
اليمني‮ ‬في‮ ‬المهرة‮ ‬وسقطرى‮ ‬مثله‮ ‬مثل‮ ‬أخيه‮ ‬في‮ ‬حرض‮ ‬وصعدة،‮ ‬ينشدون‮ ‬السلام‮ ‬ودولة‮ ‬النظام‮ ‬والقانون‮ ‬ورفض‮ ‬العدوان‮ ‬وخروج‮ ‬أي‮ ‬قوات‮ ‬أجنبية‮ ‬من‮ ‬تراب‮ ‬الوطن‮ ‬الطاهر،‮ ‬وعدم‮ ‬تدخل‮ ‬أي‮ ‬دولة‮ ‬خارجية‮ ‬في‮ ‬القرار‮ ‬الوطني‮.‬
كنا‮ ‬نأمل‮ ‬أن‮ ‬تأتي‮ ‬الذكرى‮ ‬الـ31‮ ‬للوحدة‮ ‬ونحن‮ ‬احسن‮ ‬حالاً‮ ‬من‮ ‬السابق،‮ ‬ولكن‮ ‬الأوضاع‮ ‬سيئة‮ ‬وتتطلب‮ ‬من‮ ‬الجميع‮ ‬توحيد‮ ‬الصف‮ ‬الوطني‮ ‬ونبذ‮ ‬الخلافات‮ ‬والاحتكام‮ ‬للمحددات‮ ‬الوطنية‮ ‬التي‮ ‬تحترم‮ ‬قانون‮ ‬وسيادة‮ ‬البلاد‮.‬
عاشت‮ ‬الجمهورية‮ ‬اليمنية‮ ‬بلاداً‮ ‬يستظل‮ ‬تحت‮ ‬رايتها‮ ‬جميع‮ ‬اليمنيين‮ ‬لا‮ ‬فرق‮ ‬بين‮ ‬أي‮ ‬منهم‮ ‬إلا‮ ‬بما‮ ‬يقدمه‮ ‬لوطنه‮ ‬من‮ ‬خدمات‮ ‬تعيده‮ ‬للعب‮ ‬الدور‮ ‬المهم‮ ‬الذي‮ ‬ينبغي‮ ‬لعبه‮ ‬كدولة‮ ‬وشعب‮ ‬لهما‮ ‬تاريخ‮ ‬مجيد‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 17-مايو-2024 الساعة: 10:41 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-60633.htm