الإثنين, 12-أبريل-2021
الميثاق نت: -
ماذا‮ ‬يحدث‮ ‬في‮ ‬الدول‮ ‬المحترمة‮ ‬والمتقدمة‮ ‬إذا‮ ‬اختلفت‮ ‬مع‮ ‬آراء‮ ‬أو‮ ‬مواقف‮ ‬أي‮ ‬سياسي‮ ‬أو‮ ‬إعلامي‮ ‬أو‮ ‬شخصية‮ ‬عامة؟

الرد‮ ‬المباشر‮ ‬هو‮ ‬أن‮ ‬ترد‮ ‬على‮ ‬ما‮ ‬قال‮ ‬بالحجة‮ ‬المضادة‮!‬

أما‮ ‬في‮ ‬بلاد‮ ‬الحكمة‮ ‬والايمان‮ ‬فإن‮ ‬خلافك‮ ‬مع‮ ‬رأي‮ ‬فلان‮ ‬يعني‮ ‬أن‮ ‬تقوم‮ ‬بتدمير‮ ‬صورة‮ ‬فلان‮ ‬المعنوية‮ ‬وتحقر‮ ‬منه‮ ‬حتى‮ ‬تجعله‮ ‬موضع‮ ‬ازدراء‮ ‬بين‮ ‬أفراد‮ ‬المجتمع‮!‬

الفكرة‮ ‬في‮ ‬العالم‮ ‬المتقدم‮ ‬يُرد‮ ‬عليها‮ ‬بفكرة‮ ‬مضادة‮ ‬دون‮ ‬التعرض‮ ‬الشخصي‮ ‬لصاحبها؛‮ ‬لأن‮ ‬ذلك‮ ‬يعتبر‮ ‬عملاً‮ ‬غير‮ ‬أخلاقي،‮ ‬وغير‮ ‬ديمقراطي،‮ ‬كما‮ ‬أن‮ ‬القانون‮ ‬يجرمه‮ ‬ويحرمه‮.‬

في‮ ‬يمننا‮ ‬الحبيب‮ ‬اذبح‮ ‬خصمك‮ ‬السياسي‮ ‬دون‮ ‬أن‮ ‬تذكر‮ ‬اسم‮ ‬الله‮ ‬واجعله‮ ‬عبرة‮ ‬لمن‮ ‬لا‮ ‬يعتبر،‮ ‬وشوّه‮ ‬سمعته‮ ‬ونزاهته‮ ‬وشرفه‮ ‬وعرضه‮ ‬وبيته‮ ‬وأسرته‮ ‬ودينه‮ ‬وأي‮ ‬شيء‮ ‬يجعله‮ ‬غير‮ ‬محترم‮ ‬في‮ ‬أعين‮ ‬المجتمع‮.‬

وفي يمننا الحبيب وبالذات فى السنوات الست الأخيرة هناك رغبة نفسية مرضية لدى الرأي العام فى تصديق أي شيء وكل شيء سيئ عن أي شخصية عامة، وبالمقابل هناك رغبة عارمة في رفض تصديق أن هناك مسئولاً ما أو شخصية ما تخشى الله وتعمل بنزاهة وتقف ضد الفساد وتسعى فقط لخدمة‮ ‬الناس‮.‬

إذاً‮ ‬نحن‮ ‬في‮ ‬حالة‮ ‬سعي‮ ‬دائم‮ ‬لاغتيال‮ ‬خصومنا‮ ‬السياسيين‮ ‬فى‮ ‬ظل‮ ‬مناخ‮ ‬يقبل‮ ‬دون‮ ‬نقاش‮ ‬تشويه‮ ‬صورتهم،‮ ‬وبفعل‮ ‬أي‮ ‬شيء‮ ‬لكي‮ ‬يصدق‮ ‬أنهم‮ ‬شياطين‮ ‬وليسوا‮ ‬ملائكة‮ ‬على‮ ‬الأرض‮.‬

هذا‮ ‬الشعور‮ ‬العدمي،‮ ‬وهذه‮ ‬الحالة‮ ‬التدميرية‮ ‬التي‮ ‬تسيطر‮ ‬على‮ ‬الرأي‮ ‬العام‮ ‬اليمني‮ ‬لا‮ ‬يمكن‮ ‬أن‮ ‬تدفع‮ ‬بأي‮ ‬مجتمع‮ ‬إلى‮ ‬أي‮ ‬تقدم‮ ‬حقيقي‮.‬

هناك،‮ ‬فى‮ ‬كل‮ ‬زمان‮ ‬ومكان‮ ‬شخصيات‮ ‬فاسدة،‮ ‬وبالمقابل‮ ‬هناك‮ ‬أيضاً‮ ‬شخصيات‮ ‬صالحة‮.‬

هناك‮ ‬من‮ ‬يعشق‮ ‬الوطن‮ ‬وهناك‮ ‬من‮ ‬يبيعه،‮ ‬وهناك‮ ‬من‮ ‬يعمل‮ ‬بكل‮ ‬كفاءة‮ ‬ونزاهة‮ ‬وإخلاص،‮ ‬وهناك‮ ‬من‮ ‬يرى‮ ‬المنصب‮ ‬وسيلة‮ ‬انتهازية‮ ‬للفساد‮ ‬والاستبداد‮ ‬وممارسة‮ ‬كل‮ ‬أنواع‮ ‬الشرور‮.‬

يبقى‮ ‬السؤال‮: ‬كيف‮ ‬يمكن‮ ‬أن‮ ‬تكون‮ ‬هناك‮ ‬مرجعية‮ ‬لمعرفة‮ ‬الصالح‮ ‬من‮ ‬الطالح‮ ‬والمخلص‮ ‬من‮ ‬الخائن،‮ ‬والنزيه‮ ‬من‮ ‬الفاسد‮ ‬والمجتهد‮ ‬من‮ ‬الكسول‮ ‬والإيجابى‮ ‬من‮ ‬السلبي؟

العالم‮ ‬المتحضر‮ ‬عرف‮ ‬الإجابة‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬مبدأ‮ ‬أن‮ ‬كل‮ ‬شيء‮ ‬قابل‮ ‬للمناقشة‮ ‬وكل‮ ‬إنسان‮ ‬قابل‮ ‬للمساءلة‮ ‬شريطة‮ ‬أن‮ ‬يكون‮ ‬الخلاف‮ ‬على‮ ‬الرأي‮ ‬وليس‮ ‬الشخص‮.‬

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 06:31 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-60396.htm