الميثاق نت -

الإثنين, 12-أبريل-2021
رصد‮ / ‬صفوان‮ ‬القرشي‮ ‬ -
عاد فيروس كورونا إلى واجهة الاحداث من جديد .. عاد يتصدر الأخبار بشكل يومي ومخيف، وبين التهويل من خطورة هذا الفيروس والتهاون في التعامل معه يعيش اليمنيون هذا الواقع في ظل افراط في الخوف لدرجة تجعل صاحبها في حالة نفسية وقلق قاتل واستهتار غير مبرر يكون سبباً في كارثة ونقل الفيروس إلى العديد من الاشخاص، وتبقى الجهات الصحية هي محور الحدث، وتعاطيها مع هذا الفيروس هو السبيل للحد من انتشاره.. ومما ساهم في عدم ارتداء الكمامات انتشار اخبار عن تلوثها ووجود دودة صغيرة تدخل إلى الرئة وتدمرها وتكون سبباً في الوفاة وليس كورونا ..وقبل هذا كانت الصحة العالمية قد اعلنت أواخر مارس الماضي أن الفيروس غير معدٍ ولا ينتقل من الشخص المصاب إلى الشخص السليم دون تقديم أي توضيحات عن سبب الاصابات المتزايدة بهذا الفيروس وكيفية انتقاله.
منذ مطلع مارس الماضي والحديث عن تفشي الفيروس المتحور في اليمن يتصدر اخبار وسائل التواصل الاجتماعي وقد أكد هذا الخبر وزير الصحة في حكومة الإنقاذ الدكتور طه المتوكل الذي اصدر تعميماً ملزماً للمستشفيات العامة والخاصة الاستعداد لمواجهة فيروس كورونا ونص التعميم على تجهيز غرف واستقبال جميع المرضى المصابين بالحميات بما في ذلك المشتبه اصابتهم بكورونا مع التأكيد على وجود عدد من الاصابات طالت رئيس الوزراء وعدداً من الوزراء.. وقد بلغ عدد الاصابات المعلن عنها اكثر من 4 آلاف حالة، فيما عدد الوفيات 950 وفاة .. وفي المقابل‮ ‬فقد‮ ‬سجلت‮ ‬عدن‮ ‬وتعز‮ ‬ارقاماً‮ ‬غير‮ ‬مسبوقة‮ ‬في‮ ‬عدد‮ ‬الوفيات‮ ‬والاصابات‮ ‬مع‮ ‬تدهور‮ ‬واضح‮ ‬في‮ ‬الخدمات‮ ‬الصحية‮ ‬وتجاهل‮ ‬السلطات‮ ‬المحلية‮ ‬لهذه‮ ‬الكارثة‮.‬

‮ ‬تعز‮ ‬المدينة‮ ‬الموبوءة‮ ‬
ضرب كورونا المدينة بشكل غير مسبوق، وخلال الاسبوعين الماضيين تجاوز عدد الوفيات حاجز الـ100، حيث أكدت مصادر صحية في مستشفى الجمهوري ومركز العزل -الجمعة قبل الماضي- نفاد الأسرة داخل مركز العزل ومما فاقم من حجم الكارثة وزاد من عدد الوفيات انعدام اسطوانات الاكسجين من مستشفيات تعز.. وبحسب المصدر الطبي فقد بلغ عدد الوفيات في الجمهوري فقط أكثر من 11 وفاة من صباح الجمعة حتى السادسة مساء.. فيما بلغ عدد من تم دفنهم في مقبرة السعيد بعصيفرة 30 حالة مما اضطر القائمين على المقبرة الى الاستعانة بالشيولات لحفر القبور التي شهدت‮ ‬ارتفاعاً‮ ‬في‮ ‬اسعارها‮ ‬بشكل‮ ‬كبير‮ ‬حيث‮ ‬وصل‮ ‬سعر‮ ‬القبر‮ ‬إلى‮ ‬300‮ ‬الف‮ ‬ريال‮ ..‬
وأكد المصدر الطبي أن الوفيات أكتر من العدد الرسمي المعلن لأن أغلب الحالات لا تصل إلى المستشفيات واغلبهم يفضلون العزل المنزلي وشراء اسطوانات اكسجين إلى المنازل وقد تجاوز سعرها 200 الف ريال ..وعن سبب هذا الوضع الصحي المتدهور قال الدكتور عادل الشيباني: الاهمال‮ ‬طال‮ ‬جميع‮ ‬المرافق‮ ‬الصحية‮ ‬كما‮ ‬أن‮ ‬المخصصات‮ ‬يتم‮ ‬استخدامها‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬مافيا‮ ‬لا‮ ‬تهمها‮ ‬حياة‮ ‬المواطنين‮ ..‬
مستشفى الثورة كان قد اصدر بياناً اعلن فيه توقفه عن العمل لنفاد الديزل والاكسجين فيما يتم تأجير مولدات المستشفى للحارات المجاورة لجيوب نافذين.. ولم تقم السلطة المحلية بأي إجراء لإنقاذ أبناء تعز وبرروا ذلك بأنهم عزلوا أنفسهم للهروب من المسؤولية بالإضافة إلى غياب كامل للنظافة والقمامة تتكدس في جميع الشوارع ..والأهم من ذلك لم تستجب السلطة المحلية لمطالبنا بإعلان حالة الطوارئ واكتفت بإغلاق الجامعة فيما الاسواق والشوارع مكتظة كما رفضت إلزام المساجد بالتباعد الاجتماعي كما رفضت اغلاقاً مؤقتاً للمدينة.

المنظمات‮ ‬الدولية‮ ‬ترفض‮ ‬مساعدة‮ ‬تعز‮ ‬
وعن سبب تقاعس منظمة الصحة العالمية والمنِظمات الأخرى عن تقديم مساعدة للقطاع الصحي بتعز، قال الشيباني: هذا مرده لرفض مكتب الصحة وإدارة المستشفيات اخلاء عهد تطالب بها المنظمات تصل إلى 197 مليون ريال كانت قدمتها كمساعدات لمواجهة كورونا العام الماضي وربطت المنظمات‮ ‬تدخلها‮ ‬بهذه‮ ‬الاخلاءات‮.‬

أسطوانات‮ ‬أكسجين‮ ‬لتعز
وفي ظل الوضع المأساوي الذي تعيشه مدينة تعز وجه محافظ تعز الاستاذ/ سليم مغلس بسرعة دعم مستشفى الثورة داخل المدينة بعدد 200 اسطوانة اكسجين كعملية اسعافية للمواطنين بتعز بعد أن كان قد وجه بالسماح بمرور 150 اسطوانة غاز مقدمة من بيت هائل سعيد أنعم ..وفي نفس الاتجاه سارعت السلطة المحلية بدعم تعز بعدد 100 اسطوانة اكسجين وكمية من المستلزمات الأخرى لمواجهة هذا الفيروس ..مدير مديرية المخا السابق كان قد كشف عن سحب مصنع للأكسجين قدم لتعز من قبل علي محسن الاحمر الذي طلب اعادته إلى مارب وبموافقة السلطة المحلية بمدينة تعز‮ .. ‬وقال‮ ‬ناشطون‮ ‬إن‮ ‬سلطات‮ ‬تعز‮ ‬مشغولة‮ ‬بنهب‮ ‬الموظفين‮ ‬والتجار‮ ‬عن‮ ‬أي‮ ‬شيء‮ ‬آخر‮.‬

عدن‮ ‬ِِِ‮.. ‬وفيات‮ ‬كورونا‮ ‬مفتعلة‮ ‬
وفي عدن التي تشهد تزايداً في اعداد الوفيات والاصابات بكورونا وغيرها من الحميات والتي بلغت 70 حالة وفاة خلال اسبوع فقط فجرت الدكتورة زهى السعدي -مسؤولة مركز العزل بالبريقة ومديرة العزل السابقة في المستشفى الجمهوري -مفاجأة مدوية حين أعلنت منذ أسبوعين، من خلال‮ ‬فيديو‮ ‬قصير‮ ‬لها‮ ‬وهي‮ ‬تتحدث‮ ‬عما‮ ‬اسمته‮ ‬فضيحة‮ ‬كبرى‮ ‬تتم‮ ‬داخل‮ ‬مركز‮ ‬عزل‮ ‬الجمهوري،‮ ‬مدعية‮ ‬أن‮ ‬عمليات‮ ‬فساد‮ ‬كبيرة‮ ‬تتم‮ ‬بداخله‮.‬
وقالت: إنها تلقت تعليمات منذ بداية دخولها للمركز بضرورة تهويل الوضع وتمييت المصابين وإهمالهم من اجل الحصول على دعم وأموال كبيرة من المنظمات الصحية الدولية- حد قولها، بينما يتداول ناشطون انباء ان حديث الدكتورة زهى جاء ردة فعل بعد تكليف مدير جديد للمركز الاربعاء‮ ‬الماضي‮ .‬
هذا وبلغت عدد الاصابات المؤكدة حتى يوم الجمعة 4556 اصابة، فيما بلغ عدد الوفيات 920 حالة وفاة . وقالت منظمة أوكسفام للإغاثة إن أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد (كوفيد ـ 19) ارتفع بزيادة نطاقها 22 ضعفاً مع انتشار الموجة الجديدة من الجائحة.
وأضافت‮ ‬في‮ ‬بيان‮ ‬لها‮: "‬تشير‮ ‬أرقام‮ ‬كوفيد‮-‬19‮ ‬الأخيرة‮ ‬إلى‮ ‬ارتفاع‮ ‬حاد‮ ‬في‮ ‬عدد‮ ‬الأشخاص‮ ‬الذين‮ ‬يتم‮ ‬ادخالهم‮ ‬إلى‮ ‬مرافق‮ ‬الرعاية‮ ‬الصحية‮ ‬الذين‮ ‬يعانون‮ ‬من‮ ‬أعراض‮ ‬حادة‮".‬
وتابعت: "نظرًا لأن اختبارات كوفيد-19 يتم إجراؤها فقط للأشخاص المقبولين في مرافق الرعاية الصحية فإن معدل الإيجابية يشير إلى أن العديد من اليمنيين يعانون من كوفيد-19 في المنزل، ولا يمكنهم الوصول أو تحمل تكلفة العلاج المنقذ للحياة".
يُذكر‮ ‬أنه‮ ‬حتى‮ ‬الآن‮ ‬لم‮ ‬يتم‮ ‬تطعيم‮ ‬أي‮ ‬شخص‮ ‬في‮ ‬اليمن،‮ ‬رغم‮ ‬أن‮ ‬البلاد‮ ‬تتوقع‮ ‬تلقي‮ ‬اللقاحات‮ ‬قريبا‮. ‬
ونقلت المنظمة في بيانها عن مدير مكتبها في اليمن" محسن صديقي" القول: "كثير من الناس لا يذهبون إلى المستشفى عندما تظهر عليهم الأعراض حتى عندما يكون العلاج متاحًا، لا يستطيع الكثيرون تحمل الفواتير الطبية".
ويضيف‮: "‬مع‮ ‬القليل‮ ‬من‮ ‬الاختبارات،‮ ‬لا‮ ‬يمكننا‮ ‬تحديد‮ ‬الحجم‮ ‬الحقيقي‮ ‬للمشكلة،‮ ‬لكننا‮ ‬نعلم‮ ‬أن‮ ‬كوفيد‮-‬19‮ ‬يتسارع‮ ‬بسرعة‮".‬
وتوقعت المنظمة في بيانها أن البلاد قد تشهد مع وصول موسم الأمطار - المتوقع في مايو - تهديدًا متجددًا من الكوليرا، التي ستندمج مع كوفيد-19 لتطغى على النظام الصحي الذي تضرر بالفعل بسبب الحرب والانهيار الاقتصادي.
وبحسب‮ ‬بيان‮ ‬المنظمة‮ ‬فإن‮ ‬البلد‮ ‬الذي‮ ‬يبلغ‮ ‬عدد‮ ‬سكانه‮ ‬30‮ ‬مليون‮ ‬نسمة‮ ‬لايوجد‮ ‬فيه‮ ‬سوى700‮ ‬سرير‮ ‬لوحدات‮ ‬العناية‮ ‬المركزة‮ ‬و500‮ ‬جهاز‮ ‬تهوية‮.‬
وكانت‮ ‬منظمة‮ ‬أطباء‮ ‬بلا‮ ‬حدود‮ ‬قد‮ ‬قالت‮ ‬في‮ ‬وقت‮ ‬سابق‮: ‬إن‮ "‬الموجة‮ ‬الثانية‮ ‬لتفشي‮ ‬كورونا‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬تجاوزت‮ ‬قدرة‮ ‬المرافق‮ ‬الطبية‮".‬

لقاحات‮ ‬غير‮ ‬مأمونة‮ ‬
حذرت‮ ‬وكالة‮ ‬الأدوية‮ ‬الأوروبية‮ ‬من‮ ‬ان‮ ‬لقاح‮ ‬استرازينيكا‮ ‬له‮ ‬صلة‮ ‬بحالة‮ ‬جلطات‮ ‬دماغية‮ ‬أودت‮ ‬بحياة‮ ‬عدد‮ ‬ممن‮ ‬تعاطوه‮ ‬مؤخراً‮.‬
وبحسب وكالة فرانس برس فإن مسئولين في الوكالة في أوروبا توصلوا إلى نتيجة مفادها خطورة اللقاح وتسببه بجلطات دماغية .. ووصلت أول شحنة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا الى عدن وهي عبارة عن 360 ألف جرعة من هذا اللقاح.
وقالت‮ ‬منظمة‮ ‬الأمم‮ ‬المتحدة‮ ‬للطفولة‮ "‬يونيسيف‮" ‬في‮ ‬بيان‮ ‬على‮ ‬موقعها‮: ‬إن‮ ‬اللقاحات‮ ‬وصلت‮ ‬إلى‮ ‬مدينة‮ ‬عدن‮ ‬وهي‮ "‬الدفعة‮ ‬الأولى‮ ‬من‮ ‬1‭,‬9‮ ‬مليون‮ ‬جرعة‮ ‬سيحصل‮ ‬عليها‮ ‬اليمن‮ ‬مبدئياً‮ ‬خلال‮ ‬العام‮ ‬2021‮".‬

تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 23-أبريل-2024 الساعة: 06:36 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-60392.htm