الميثاق نت: -
أصبح واضحاً أن أي حدث فوضوي أو انقلابي تشهده أي دولة عربية يكون وراءه انظمة خليجية وفي مقدمتها النظامان السعودي والإماراتي .. إضافة إلى النظام التركي والكيان الصهيوني المحتل.
نعم هكذا وببساطة يمكن تقييم تلك الأحداث وخاصة بعد النظر لصاحب المصلحة الحقيقية من تدمير البلدان العربية كما هو حاصل في العراق وسوريا وليبيا واليمن.
الأنظمة التي ذكرناها تمثل أدوات لتنفيذ الأجندة الغربية وصاحب المصلحة الحقيقية من إثارة الفوضى في الأردن هو الكيان الصهيوني الغاصب الذي لن يهدأ له بال إلا باقامة ما يسميها دولته على كامل الأرض الفلسطينية اضافة لاجتزائه اراضي من سوريا والأردن وتهجير الفلسطينيين إلى الأردن ليكون موطنهم الدائم.!!
الاحتلال الإسرائيلي يسعى عبر صفقة القرن إلى تصفية القضية الفلسطينية على حساب الأردن وفلسطين وليس مستبعداً أن يكون ما حدث في الاردن الأسبوع الماضي يندرج في إطار المخطط الإسرائيلي وخاصة بعد الموقف الأردني الرافض كلياً للصفقة والذي عبر عنه الملك الأردني عبدالله بن الحسين مراراً ، وكون القبول بالصفقة يمثل انتحاراً سياسياً للدولة وللهوية الأردنية.
موقف الأردن من الصفقة أكد على ضرورة وضع فكرة إنشاء دولة فلسطينية على خطوط الرابع من يونيو عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية كأساس لحل المشكلة وهو ما ترفضه بشدة كل من الأدارة الأمريكية والكيان المحتل.
وهنا نتساءل: ما مصلحة النظامين الإماراتي والسعودي في هذه القضية وفيما شهدته الأردن من احداث الأسبوع الماضي؟!
الإجابة عن هذا السؤال واضحة وخاصة لو عدنا إلى ما يحدث في اليمن وسعي النظامين السعودي والإماراتي لتحقيق الأهداف الكبرى من وراء وجودهما في اليمن .. فهذان النظامان يعملان على السيطرة على مناطق واسعة وخاصة الجزر اليمنية المهمة كميون وسقطرى وعدد آخر من الجزر المنتشرة في البحر الأحمر ، والهدف تحويلها إلى مناطق عسكرية أو بناء قواعد عسكرية تتواجد فيها القوات الأمريكية والصهيونية.
العدو الاسرائيلي هدفه في اليمن السيطرة على الجزر اليمنية الواقعة على الممر البحري في البحر الاحمر وفي مقدمة تلك الجزر جزيرة ميون ، إضافة إلى جزيرة سقطرى .. ولا ننسى ايضا انه متواجد في جزر دهلك ومصوع بأرتيريا .. وكل هذا يندرج في اطار المخطط الاسرائيلي الكبير حتى وصوله الى السيطرة الكاملة على البحر الأحمر وخاصة بعد ان تم تنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير ليس لصالح السعودية كما يقال وانما لتسليمهما للعدو الإسرائيلي وسيتم من خلالهما بناء مضيق مائي أشبه بقناة السويس.
نحن اليوم وبعد ستة اعوام من العدوان لم نعد بحاجة لكشف مثل هذه الحقائق واثباتها كون القادة الصهاينة واعلامهم يتحدثون عنها بكل وضوح وعلى نحو مدروس لتأكيد علاقتهم بالدولتين الرئيسيتين لتحالف العدوان السعودية والإمارات .. واظهار أن العدوان على اليمن والحروب التي اشتعلت في المنطقة هي حرب امريكية صهيونية وما السعودية والإمارات إلا أدوات.
عودوا إلى التاريخ خلال القرنين الماضيين وتابعوا حقيقة الصراع الاستعماري الفرنسي البريطاني الإيطالي العثماني على منطقة جنوب البحر الأحمر وستدركون حقيقة ما يجري اليوم من محاولات السيطرة على الشريط الساحلي اليمني المشرف على الممر الدولي بين قناة السويس وباب المندب.
واربطوا ايضاً بين كل ما يقوم به النظامان السعودي والإماراتي في اليمن بادعاء بني سعود أن جزيرتي تيران وصنافير المصريتين تتبعان الدولة السعودية وليس مصر.. فهل ادركتم المغزى الحقيقي الكبير والواسع من كل هذا السعي المجنون للنظامين السعودي والإماراتي ومواقف الدول الغربية منه؟!!
ان هذه الخطوات العدوانية التي بدأت منذ العام 2015م يتمثل هدفها بالسيطرة التامة على هذا الموقع الاستراتيجي الذي يتحكم بأكثر من 40٪ من التجارة العالمية ، ويمر عبره يومياً اكثر من اربعة ملايين ونصف المليون برميل من النفط..، ولا يمكن فصل ما يحدث عن الصراع الإقليمي والدولي على هذه المنطقة ، خاصة وأن هناك مشاريع كبرى يجرى التحضير لها والعمل عليها .. لعل ابرزها التوجه الصيني او مجموعة شنغهاي لإعادة طريق الحرير الذي سيحدث انقلابا في الاقتصاد العالمي.
من هنا يمكن فهم الدور الامريكي البريطاني الصهيوني في هذا العدوان والذي يتجلى من خلال إدراك أن السعودية والإمارات ومن معهما من عربان ليسوا سوى منفذين وممولين لأجندة استعمارية قديمة جديدة!
وهكذا يمكن معرفة دور النظامين السعودي والإماراتي فيما حدث في الأردن والهدف ارضاخ النظام الاردني للقبول بصفقة القرن!
| 
ما علاقة الإمارات والسعودية بأحداث الأردن؟!