الميثاق نت -

الإثنين, 05-أبريل-2021
أحمد‮ ‬الزبيري‮ ‬ -
كلمة الشيخ صادق بن أمين أبو راس -رئيس المؤتمر الشعبي العام- في الاجتماع المشترك للجنة العامة والامانة العامة الأحد الماضي عبرت في معانيها ومضامينها عن دلالات وأبعاد الاستحقاقات التي تفرض على الجميع الوقوف أمامها بمسئولية وجدية ترقى إلى مستوى التحديات والمخاطر‮ ‬التي‮ ‬يواجهها‮ ‬الوطن‮ ‬والشعب‮ ‬في‮ ‬ظل‮ ‬استمرار‮ ‬الحرب‮ ‬العدوانية‮ ‬الإجرامية‮ ‬الشاملة‮ ‬التي‮ ‬يشنها‮ ‬التحالف‮ ‬السعودي‮ ‬الإماراتي‮ ‬الأمريكي‮ ‬البريطاني‮ ‬للعام‮ ‬السابع‮ ‬على‮ ‬التوالي‮.‬
وهنا ينبغي التأكيد على حقيقة أن الشيخ صادق بن أمين أبو راس ليس من نوع تلك القيادات التي تحب الظهور لمجرد الظهور والكلام لمجرد الكلام بل لاستشعاره ضرورة ذلك في ظل الظروف والأوضاع التي يعيشها أبناء اليمن ومنتسبو المؤتمر الشعبي العام باعتبارهم يشكلون الصورة العامة لشعبنا بكل فئاته وشرائحه الاجتماعية وجماهيره على امتداد خارطة الوطن ، وهذا ما بدا واضحاً في كل عبارة وفقرة من كلمته التي لم يتوجه بها فقط للحاضرين من القيادات المؤتمرية في هذا الاجتماع بل ولكل المؤتمريين -قواعد وقيادات- في الداخل والخارج.
لقد كان واضحاً في سياق كلمته أن هذا الاجتماع جاء متزامناً مع الذكرى السادسة ليوم الصمود الوطني، ومن الطبيعي أن يتناول في مطلع كلمته عظمة هذا اليوم في حاضر ومستقبل اليمن ومع مرور سنواته تجلت مظاهر الانتماء الحقيقي للوطن وللمؤتمر الشعبي العام من خلال الخيارات والمواقف التي إما أن تكون مع الدفاع عن سيادة الوطن ووحدته واستقلاله وعزة وكرامة ابنائه أو تكون مع العدوان الخارجي ليس لأن الأمور ملتبسة أو غير واضحة ولكن لأن البعض قدم مصالحه الشخصية والحزبية على مصالح الوطن وشعبه العظيم وتاريخه العريق.
لهذا لا يمكن أن يكون المؤتمر الشعبي العام إلا منسجماً مع الأسس التي قام عليها وما حملته أدبياته من مبادئ وقيم تجسد انبثاقه من روح شعبنا اليمني وعقيدته وحضارته التي اعطته الريادة والتأثير الجماهيري كتعبير عن هويته الأصيلة وانتمائه لأرض وإنسان هذا الوطن والذي يحاول البعض اليوم حرفه عن المسار الذي ينبغي المضي فيه استجابة لحسابات المصالح الأنانية الضيقة التي انخرط فيها في محاولة للزج باسم وتاريخ المؤتمر لتحقيق غايات معادية له ولشعبنا ،ومثل هذا المسلك سوف يرتد على اصحابه.. وبعد هذا العدوان الوحشي الهمجي الذي دمر كل شيء في هذا الوطن وسفك دماء ابنائه ظلماً وعدواناً دون مبرر لا يمكن للمؤتمر الشعبي إلا أن يكون في صف شعبه صامداً ومواجهاً ومتصدياً لهذا العدوان ولكل المؤامرات التي حيكت وتحاك على وطننا وشعبنا وعلى المؤتمر.
ومن هذا المنطلق كان وجود المؤتمر في مختلف الجبهات وقدم التضحيات الجسيمة في سبيل انتصار الوطن لقضيته العادلة وحق شعبه في الوجود سيداً حراً مستقلاً على ارضه، رافضاً أي محاولات تمزيق اليمن إلى كانتونات، فاليمن كان وسيبقى واحداً موحداً من اقصاه إلى اقصاه، وأي تشكيل تحت أي مسمى يهدف إلى إحداث الفرقة الوطنية والمؤتمرية ينبغي الوقوف ضده من كل مؤتمري ؛ لأن في ذلك تفتيتاً لليمن وشق الصف المؤتمري، وقد تعددت مثل هذه المحاولات البائسة مع هذا العدوان وجميعها ستنتهي إلى التلاشي ، وما يرونه من يقومون بذلك من مصالح ستثبت لهم الأيام أنها ليست سوى سراب وأن اليمن سيبقى قوياً وموحداً بصمود أبنائه الحقيقيين الذين انبروا للدفاع عنه منذ اليوم الأول.. وآخرها ما أعلن في المخا من مكتب سياسي والذي يعد عملاً مشيناً لأنه يناقض دستور الجمهورية اليمنية ويتعارض مع القوانين المنبثقة عنه ويضر‮ ‬بوحدة‮ ‬الشعب‮ ‬اليمني‮ ‬،‮ ‬وينطبق‮ ‬هذا‮ ‬الكلام‮ ‬على‮ ‬كل‮ ‬التشكيلات‮ ‬المشابهة‮ ‬لأن‮ ‬هؤلاء‮ ‬يريدون‮ ‬تحقيق‮ ‬أهداف‮ ‬أعداء‮ ‬اليمن‮ ‬بتحويله‮ ‬إلى‮ ‬فسيفساء‮ ‬متصارعة‮ ‬ومتناحرة‮ ‬تنفيذاً‮ ‬لمخططات‮ ‬العدوان‮ ‬بأجندته‮ ‬الإقليمية‮ ‬والدولية‮.‬
إن التحديات والأخطار التي نواجهها في هذه المرحلة تستوجب منا العمل جميعاً على تمتين روابط الاصطفاف الوطني وترسيخ وحدة الجبهة الداخلية وهذا يتطلب أن لا نبقى أسرى ا الذي سيبقينا في ذات الحلقة المفرغة التي اوصلتنا إلى ما وصلنا إليه.
هذا هو الطرح المسئول والرؤية الوطنية الصادقة للمؤتمر والتي يعبر عنها اليوم الشيخ صادق بن أمين ابو راس رئيس المؤتمر باعتباره واحداً من مؤسسي هذا التنظيم وحامل مشعل مبادئه وقيمه نحو الغد انطلاقاً من إيمانه بقدرة المؤتمر على تجاوز اشكالات وأخطاء الماضي لأن الفترة التاريخية لا تحتمل البقاء في مربع المناكفات والخصومات التي لا تخدم إلا من يريد الشر بهذا الوطن وأبنائه لينصب تركيزنا على القضايا الأساسية والرئيسية المتمثلة في مواجهة العدوان والاحتلال والتقسيم.
وهكذا يمكن القول تجاه أولئك الذين يدَّعون حماية الجمهورية بالانخراط في مشاريع العدوان على وطنهم، هم لا يعادون هذه الجمهورية فحسب بل وجماهير الشعب اليمني، وما يقومون به على الضد من المسميات والشعارات التي يرفعونها، ولا مكان لهم بيننا وسيتم التعامل معهم تنظيمياً‮ ‬وفقاً‮ ‬لما‮ ‬ينص‮ ‬عليه‮ ‬النظام‮ ‬الداخلي‮ ‬للمؤتمر‮ ‬ولوائحه‮ ‬التنظيمية‮ ‬،‮ ‬فمثل‮ ‬هذه‮ ‬القضايا‮ ‬لا‮ ‬يجب‮ ‬التساهل‮ ‬فيها‮ ‬،‮ ‬والوطن‮ ‬ونظامه‮ ‬الجمهوري‮ ‬لا‮ ‬يقبل‮ ‬المساومة‮.‬
لقد وضع الشيخ صادق ابو راس الجميع أمام مسئولياتهم، محدداً مواقف المؤتمر تجاه كل ما يتعرض له الوطن والمؤتمر من استهدافات خارجية وداخلية ، وهذه المواقف تأتي ترجمة لآمال وتطلعات الشعب اليمني من قواه الوطنية السياسية الحية التي تتصدر صفوفه في معركة الدفاع عن السيادة‮ ‬والوحدة‮ ‬والاستقلال‮ ‬وبما‮ ‬يؤدي‮ ‬إلى‮ ‬بناء‮ ‬نظام‮ ‬جمهوري‮ ‬ديمقراطي‮ ‬ودولة‮ ‬حديثة‮ ‬تقوم‮ ‬على‮ ‬العدالة‮ ‬والمساواة‮ ‬في‮ ‬الحقوق‮ ‬والواجبات‮.‬
لقد كان لافتاً في كلمة رئيس المؤتمر إشادته بصمود الإعلام الوطني الذي كان في غالبيته موحداً للجبهة الداخلية في مواجهة العدوان الغاشم الذي يتعرض له وطننا وشعبنا طيلة سنوات العدوان، وهو مستمر بهذا النهج مسهماً بذلك في تعرية توجهات وممارسات العدوان وأدواته ومرتزقته وفضح اجندة مخططاته الإجرامية عبر إزالته لأي اشتباه أو التباس أراده العدوان لضرب النسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية بين أبنائه ، مرتقياً بوعي ابناء شعبنا ليكونوا عند مستوى مجابهة ما يتعرض له وطنهم من عدوان وحصار واحتلال.
إن ما يمكن قوله في خلاصة هذه القراءة إن الشيخ صادق ابو راس في كلمته كان واضحاً وشفافاً في الموقف والرؤية والتعاطي مع قضايا الوطن في هذا الزمن الصعب ليسجل للتاريخ موقف المؤتمر الشعبي العام الحقيقي الذي يجسد الفكر الميثاقي الأصيل والذي به نتعرف عمَّن ينتمي لهذا التنظيم الوطني الرائد ومن جاء إليه بهدف المصلحة والمنفعة، وهذا التمييز والتفريق هو ما يستمد منه النظرة المستقبلية للمؤتمر الذي يقف على رأسه شخصية وطنية صلبة مجربة حكيمة بقامة الشيخ صادق بن أمين أبو راس.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 10:38 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-60347.htm