الميثاق نت -

الإثنين, 05-أكتوبر-2020
أحمد‮ ‬الزبيري‮ ‬ -
منذ بداية هذه الحرب الإجرامية القذرة والشاملة على شعبنا التي يشنها تحالف العدوان السعودي الإماراتي وقضية الأسرى حاضرة في كل المشاروات العبثية التي رعتها الأمم المتحدة في جنيف والكويت وعمان وستوكهولم ولم ينجح أي تفاهم أو اتفاق في هذه القضية الإنسانية التي يفترض‮ ‬اعتبارها‮ ‬ملفاً‮ ‬إنسانياً‮ ‬يمكن‮ ‬معالجته‮ ‬وحله‮ ‬في‮ ‬حالة‮ ‬وجود‮ ‬توجه‮ ‬لوقف‮ ‬العدوان‮ ‬والذهاب‮ ‬إلى‮ ‬حلٍ‮ ‬سياسي‮ ‬دبلوماسي‮ ‬بشكل‮ ‬جاد‮..‬
ولأن كل المشاورات التي جرت لم تكن جادة ولم يكن محركها السلام فإن الفشل بما اتفق عليه في المشاورات التي ترعاها الأمم المتحدة أمر طبيعي لأن النوايا كانت سيئة وتحالف العدوان أرادها استمراراً لحربه العدوانية ولكن بوسائل تؤدي إلى ذر الرماد في عيون الرأي العام العالمي‮..‬
في اتفاق ستوكهولم الذي يقترب من عامه الثاني اعتبر ملف الأسرى -إلى جانب موضوع المواجهة في محافظة الحديدة وصرف المرتبات- قضية رئيسية وهي القضية الأكثر قابلية للتطبيق إلا أن هذا لم يحصل بسبب عدم وجود نية لتطبيق هذا الاتفاق لدى تحالف العدوان ومرتزقته الذين لديهم تفسيرهم الخاص لمفهوم الأسرى ، بينما إدراك الطرف المدافع عن سيادة ووحدة واستقلال وطنه لحقيقة هذا العدوان وأدواته واجرامهم جعله يعطي هذا الملف أولوية ، وكان طرحه منذ البداية وما زال هو اطلاق كافة الأسرى باعتبار هذه القضية ينبغي النظر إليها من منظور إنساني وهو يخاطب الأمم المتحدة التي هي مسئولة عن تطبيق القانون الدولي فيما يخص موضوع الأسرى ، ولأنها لم تضطلع بمهامها إلا بما يخدم أو يصب في مصلحة العدوان لم تقم بأي شيء من واجباتها القانونية والإنسانية وكان المبعوث الأممي وغيره من المسئولين الأمميين في احاطاتهم‮ ‬يعملون‮ ‬على‮ ‬تغطية‮ ‬ما‮ ‬يرتكبه‮ ‬العدوان‮ ‬من‮ ‬جرائم‮ ‬بحق‮ ‬الشعب‮ ‬اليمني‮ ‬ومنهم‮ ‬الأسرى‮..‬
وفي الوقت الذي كانت الاتفاقات والتفاهمات تخفق فيما يخص ما اتفق عليه في هذا الملف ، نجحت جهود داخلية وطنية ومجتمعية في تحقيق العديد من عمليات التبادل للأسرى ، وفي الوقت الذي لم تنجح الأمم المتحدة في تحقيق أي تنفيذ ولو جزئي جرى عملية إطلاق للأسرى من قبل حكومة الإنقاذ في صنعاء للعديد من اسرى تحالف العدوان ومرتزقته لتأكيد نظرتها الإنسانية لهذا الملف وإبداء حسن النوايا ، في حين كان تحالف العدوان مع كل تفاهمات خارج سياق الأمم المتحدة لتبادل الأسرى يلجأ إلى ضرب اماكن احتجاز هؤلاء الأسرى ، والقصف الذي تعرضت له قيادة الشرطة العسكرية بصنعاء وكلية المجتمع بذمار امثلة صارخة لإدراك هذا التحالف الذي لايريد أن يبقي على قيد الحياة حتى من كانوا يقاتلون معه ضد شعبهم ووطنهم وذلك في سبيل اجندته لعدوانه على اليمن..
وعودة إلى اتفاق ستوكهولم فيما يخص الأسرى كان يفترض أن يكون تنفيذ ما اتفق عليه أولوية بالنسبة للأمم المتحدة ومبعوثها الأممي، لكنهم وبدلاً من ذلك عملوا على جرجرة الأمور إلى مشاورات أولى وثانية في الأردن وكل مرة كما هو بالنسبة للاتفاق الاساس لم يجرِ تنفيذ شيء لا فيما يخص القضايا التي تضمنها اتفاق ستوكهولم ولا في موضوع الأسرى ، وأخيراً جاء اتفاق جنيف بخصوص الأسرى - الذي لا يمكن فصله عما يجري في مارب - على اساس إطلاق 1080 أسيراً من الطرفين بينهم أسرى سعوديون وسودانيون لتحالف العدوان ، ولهذا كان السعودي حاضراً بشكل مباشر في هذه المفاوضات وهو ما يعزز إمكانية التطبيق هذه المرة كما هو محدد باتفاق مزمن ، وعلينا أن ننتظر الأيام القادمة من هذا الشهر لمعرفة مدى جدية المنظمة الدولية بممثلها مارتن غريفيث وأمينها العام غوتيريش وتحالف العدوان في تطبيق هذا الاتفاق .. فهل سيكونون‮ ‬جادين‮ ‬هذه‮ ‬المرة‮ ‬أم‮ ‬أن‮ ‬الهدف‮ ‬إعاقة‮ ‬تحرير‮ ‬مارب‮ ‬من‮ ‬دنس‮ ‬الاحتلال‮ ‬ومرتزقته‮.‬
مع‮ ‬التأكيد‮ ‬هنا‮ ‬مرة‮ ‬أخرى‮ ‬ان‮ ‬هذا‮ ‬الملف‮ ‬إنساني‮ ‬يمكن‮ ‬أن‮ ‬توظفه‮ ‬الأمم‮ ‬المتحدة‮ ‬لتجميل‮ ‬وجهها‮ ‬القبيح‮ ‬في‮ ‬العدوان‮ ‬على‮ ‬اليمن‮.‬

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 17-مايو-2024 الساعة: 03:02 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-59326.htm