الميثاق نت -

الإثنين, 05-أكتوبر-2020
مطهر‮ ‬تقي -
بمناسبة الذكرى (58) لثورة السادس والعشرين من سبتمبر1962 المجيدة أوجه رسالة الى والدي المغفور له العميد الحاج يحي محمد احمد الجعدبي والمشهور بين أوساط زملائه واصدقائه بالحاج يحيى رحمه الله وكل زملائه الأحرار الذي قضوا حياتهم دفاعا عن الثورة وخصوصا في حصار السبعين يوما على صنعاء الذي انقطع تمويل أفران القوات المسلحة بقصر السلاح الذي كان مركزا مهما للدولة (بالوقود) فكان يخرج مع رفقائه في السلاح مخترقاً حواجز الحصار لكي يوفروا الوقود اللازم حتى لا ينقطع تموين افراد القوات المسلحة المرابطين في ثكناتهم والمواقع العسكرية في جبهات القتال امام مليشيات اعداء الثورة دون أن يأبه بحياته ومخاطر خرق حواجز الحصار فالله يرحمك يا والدي الذي كنت تعمل الليل والنهار دون كلل او ملل بل كنت تعمل أيام العطل الرسمية وكنا نقول لك ان الآباء كلهم يعيدون ويفرحون مع اهلهم وانت يا ابي تقضيه في العمل وترد علينا بحسم واجب المسؤولية يحتم علينا ذلك،،، فأين الرجال والمسؤولون في زمننا هذا من امثالك الأبطال. ابي ها قد مرت الأيام والشهور والسنون كئيبة طويله بعد فراقك،،، وياليتك تنظر الى مسؤولي هذا الزمن الذي نعيش فيه لا يهمهم الا مصلحتهم ومصلحة ابنائهم واقاربهم لا يهمهم من يكون سعيدا ولم تقتصر الحالة اليوم على افراد القوات المسلحة والامن بل طالت جميع موظفي الدولة التي انقطعت رواتبهم منذ سنين بينما المسؤولون في جميع الأطراف يعيشون في ابراج عالية يتنعمون بالثروات دون اي احساس بالمسؤولية تجاه المواطن المسحوق ودون مراعاة المريض والأطفال والمشائخ كبار السن.. فأين أنتم من هؤلاء قليلي الرحمة بينما كنت انت ورفقاؤك تضحون بوقتكم وارواحكم بعيد عن اولادكم وأسركم من أجل الوفاء بتوفير رغيف العيش للجندي المرابط في جبهة القتال. فأنا يا ابي مازلت اذكر حين كنت تلتقي بأصدقاء عمرك المفضلين وعلى رأس الجميع صديقك العزيز المناضل حمود الجايفي وتتحدثون عن هموم الوطن ومجرياتها منذ أيام الثورة الاولى من اندلاعها عام 1962م حتى تاريخ لقائكم في اواخر عام 1969م ومن اهم النقاط التي لازالت عالقة في ذهني حديثكم عن التعليم وأهميته وضروره التركيز عليه وعلى بناء كادر المعلمين فذلك لا يقل اهمية عن الأكل والشرب فأساس بناء الدولة الحديثة هو التعليم الصحيح وشبهتوا التعليم كالبناء المرتفع الذي لابد له من أساس متين واذا لم.يكن دون اساس متين يقع في لحظات.. والدولة اذا لم ترتكز على اساس تعليمي صحيح‮ ‬ومتين‮ ‬تسقط‮ ‬الدولة‮ ‬في‮ ‬لحظات‮ ‬وهذا‮ ‬ما‮ ‬حصل‮.‬
فالله يرحمك يا والدي انت واصدقاءك وكل الاحرار الذين ساهموا في الدفاع عن الثورة الخالدة وناضلوا من أجل حياه كريمة للمواطنين.. ابي الحبيب اعلم ان احرف سطوري هذه لن تصلك ولكني احببت ان ابلغك اننا وصلنا الى ما تحدثت به مع أصدقائك فكل ما تم بناؤه من صبيحة السادس والعشرين من سبتمبر1962م حتى 2020م تهدم كالمبنى من دون اساس، ولكن إرادة الشعب التي هي من إرادة الله ستحافط على شعلة ثورة سبتمبر الخالدة ويعيد الأحرار الشرفاء بناء ماتهدم أعلم يا ابي أشد العلم بأن دعائي لك سيصلك.. .. لان الله رحيم واسع المغفرة..
فرحمة‮ ‬الله‮ ‬عليك‮ ‬يا‮ ‬ابي‮ ‬وغفر‮ ‬لك‮ ‬ونور‮ ‬الله‮ ‬قبرك‮ ‬ووسعه‮ ‬وجعله‮ ‬روضة‮ ‬من‮ ‬رياض‮ ‬الجنة‮ ‬وأسكنك‮ ‬الفردوس‮ ‬الأعلى‮ ‬بين‮ ‬الصديقين‮ ‬والانبياء‮.. ‬ابنك‮ ‬المحب‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 22-مايو-2024 الساعة: 02:46 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-59321.htm