الميثاق نت -

الإثنين, 05-أكتوبر-2020
حاشد‮ ‬أبوشوارب* -
حلَّت علينا الذكرى الـ58لثورة الـ26من سبتمبر1962م المجيدة تلك الثورة التي لم تكن ملكاً لطبقة من الطبقات أو طائفة من الطوائف وإنما كانت ملكاً لكل الشعب وهذا ما يجب أن يفهمه البعض ممن يحاولون تشويه صورة تلك الثورة السبتمبرية المجيدة ويهدفون إلى التقليل من شأنها وأهميتها كونها كانت نقطة البداية للتحول الاجتماعي في تاريخ اليمن المعاصر والتي أخرجت الشعب من براثن الجهل والتخلف والأمية وأنهت الحكم الفردي المستبد وليس كما يصورها البعض بأنها كانت حركة عشوائية ومغامرة طائشة.. وحقيقة الأمر أنها كانت الحدث التاريخي المهم الذي لا يقارنه أي حدث في تاريخ اليمن شماله وجنوبه والتي تجسدت بها إرادة الشعب اليمني ورغبته في الحياة الحرة والكريمة ولم تكن بأي حال من الأحوال كما وصفتها أقلام الاستعمار وأتباعه من العملاء والأغبياء على صفحات من الزور والبهتان كضرب من ضروب الحروب التي مارستها ضدها منذ استهلاك قمرها الوضاء وشمسها الساطعة لذلك فإن ثورة سبتمبر العظيمة استمدت عظمتها من عظمة الشعب اليمني الأصيل الذي عرفه التاريخ يتربع على قمة أولى الحضارات في العالم وقبل أن يعرف التاريخ نفسه ومن ينكر أن سبتمبر الثورة اليمنية هو الطعنة النجلاء التي فوجئ بها الاستعمار بشكليه القديم والجديد تهوي عليه من قلب الجزيرة العربية مرتع مصالحه ومطامعه ومحط أمنه ووكر مؤامراته الدنيئة ضد الإنسانية ولا أعتقد أن هناك من يجهل أن اليمن شماله وجنوبه خاضت أقسى وأعنف المعارك العسكرية والسياسية والاقتصادية ضد الاستعمار وعملائه قرابة ثمان سنوات وإلى جانبهم الأبطال من أبناء مصر العربية بشجاعة عربية أصيلة حتى شاءت الأقدار لقوات مصر بالانسحاب من اليمن وواصل الشعب اليمني القتال حتى مطلع النصر أواخر عام 1968م بعد أن دحر كل قوى البغي والعدوان وأحبط كل المؤامرات الاستعمارية واحدة تلو الأخرى ورغم كل ذلك إلا أن التاريخ يعيد نفسه وما زال الاستعمار يلهث وما زال أبناء شعبنا اليمني صامدين صمود جبال اليمن الرواسي واثقين بأنهم على الحق، والحق يعلو ولا يُعلى عليه مما يثبت أن ثورة الـ26 من سبتمبر 1962م ثورة يمنية شعبية لم تكن وليدة يومها بقدرما كانت وليدة كفاح يمني شاق وثمرة لثورات يمنية سابقة سقط ضحيتها الآلاف من خيرة رجالات اليمن الأماجد ولم تكن مِلْكاً لطبقة أو فئة أو لشلة من الشلل بل مِلْك عامة الشعب الذي صنعها وقدم في سبيل حمايتها والدفاع عنها قوافل من الشهداء الأبطال في مختلف مناطق اليمن، أما الظواهر السيئة التي ظهرت بعد قيام الثورة مباشرةً والتي اتسمت بالطائفية والوصولية والإنتهازية إلى جانب الانقسامات والانشقاقات داخل صفوف الجمهوريين والتي فسرتها بعض الأقلام على عُقم الثورة فإن جماهير الشعب الغفيرة أصحاب المصلحة الحقيقية في الثورة‮ ‬بُراء‮ ‬من‮ ‬ذلك‮ ‬وقد‮ ‬تصدوا‮ ‬لتلك‮ ‬الظواهر‮ ‬وأحبطوها‮ ‬في‮ ‬أكثر‮ ‬من‮ ‬مؤتمر‮.‬
وختاماً لا يفوتني في هذه الذكرى العظيمة والغالية على قلوب كل الوطنيين والجمهوريين الأحرار أن أتقدم بأحر التهاني وأصدق التبريكات لأبناء شعبنا اليمني العظيم في الداخل والخارج بهذه المناسبة العظيمة والغالية وأدعو جميع فرقاء العمل السياسي إلى العودة إلى جادة الصواب وتحكيم العقل والمنطق ومعالجة خلافاتهم بما يضمن الحفاظ على الثوابت الوطنية ومكتسبات الثورة والجمهورية فهناك من يتربص بهم جميعاً ويسعى لتمزيق البلاد وشرذمتها وإعادتها لعصور التخلف والجهل التي تجاوزناها وقدمنا من أجلها التضحيات الجسام وأرجو أن يراجعوا أنفسهم ويصلحوا أخطاءهم ويتعاملوا مع بعضهم بحكمة وعقل وبما يضمن الحفاظ على وحدة بلادهم وعودة الاستقرار لها ويفشل مخططات أعدائها فما زالت الفرصة سانحة أمامهم.. وفي الأخير نسأل الله أن يرحم شهداء ومناضلي الثورة اليمنية الخالدة الذين توفاهم الله ويمتع من تبقى من‮ ‬مناضليها‮ ‬على‮ ‬قيد‮ ‬الحياة‮ ‬بالصحة‮ ‬والعافية‮.. ‬ولا‮ ‬نامت‮ ‬أعين‮ ‬الجبناء‮ ‬والخونة‮ ‬والمنبطحين‮.. ‬وعاشت‮ ‬اليمن‮ ‬حُرة‮ ‬أبية‮ ‬بوحدتها‮.. ‬والخزي‮ ‬والعار‮ ‬لأعدائها‮ ‬والله‮ ‬أكبر‮ ‬وليخسأ‮ ‬الخاسئون‮ .‬

* نلئب‮ ‬رئيس‮ ‬دائرة‮ ‬الشباب‮ ‬والبطلاب

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 17-مايو-2024 الساعة: 02:04 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-59320.htm