عدنان العلفي -
الاحتفال بالذكرى الثامنة والثلاثين لتأسيس المؤتمر الشعبي العام أوضح الكثير من الحقائق المتعلقة بوضع المؤتمر وتحالفاته ومواقفه وخطط قيادته المستقبلية سواء على المستوى التنظيمي أو الوطني بصورة عامة.
من جديد، وبرغم المكايدات التي يمارسها بعض الحاقدين، والأكاذيب التي تشنها آلة الحرب الدعائية التابعة للتحالف الإجرامي السعودي وعملائه، فإن المؤتمر يقف على أرض صلبة من المبادئ التي لا تتغير بتبدل الظروف، أو بتحول اتجاه المصالح السياسية، والدليل على ذلك أن المؤتمر الشعبي العام خارج المنافسة في سباق المصالح، حرصاً على عدم الوقوع في إحدى الهاويتين:
- إضعاف الجبهة الداخلية
- والارتهان للخارج
ولذلك فقد التزم مساره الوطني الممتد من دون تعرجات ولا منحنيات منذ 24 أغسطس 1982م..
وشراكته مع أنصار الله ليست تقاسماً للسلطة ومكاسبها، بقدر ما هي تعبير واقعي وعملي عن وحدة الموقف والهدف والمصير، وقد بدت هذه الشراكة أقوى مما كانت عليه بتفاهم القيادة العليا ممثلة بالشيخ صادق بن أمين أبوراس والسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، ولعل ما حظي به حفل ذكرى التأسيس من اهتمام وسائل الإعلام التابعة لأنصار الله دليل آخر على أن الشركاء في مقاومة العدوان أبعد ما يكونون عن الاهتمام بالدسائس الخبيثة والأسافين الصدئة، التي يحاول البعض من خلالها إفساد التوافق، وزرع الخلافات بين الطرفين اللذين يتقاسمان شرف الدفاع عن الوطن.
في المناسبة أيضا، من جديد، أعلن المؤتمر موقفه من مشروع الانفصال، ونحن نعرف أن تأسيسه جاء نتيجة توحيد القوى المتصارعة، ولذا فإن تمسكه بوحدة اليمن ليس مناورة سياسية بل عقيدة راسخة، أساسها حقائق الجغرافيا والتاريخ المتجذرة، التي تتهاوى في مواجهتها كل المزاعم، سواء تلك الموروثة من عهد الاحتلال البريطاني، أو التي تثيرها النزعات العصبوية مناطقية ومذهبية.
ومن الحقائق التي أبرزتها المناسبة، أن قيادة المؤتمر لا تلتفت إلى الماضي إلا لأخذ الدروس، بينما بات المستقبل هو شغلها الشاغل، إضافة إلى التصدي للعدوان وما نتج عنه من احتلال وما رافقه من حصار على الشعب اليمني، وهذا ما عبر عنه رئيس المؤتمر في كلمته التاريخية التي وضعت النقاط على الحروف، وأدحضت كل الادعاءات والمزاعم التي يسوّقها أعداء المؤتمر والوطن.
وهذا لا يعني أن قيادة المؤتمر تتجاهل تاريخ التنظيم الرائد ورموزه، بل تجلى اهتمامها بالتاريخ من خلال معرض الصور الذي افتتح على هامش الاحتفاء بذكرى التأسيس، كما اتضح من خلال ترميم مبنى اللجنة الدائمة الذي أصبح مقراً للمؤتمر، وهذه الخطوة لها رمزيتها التي تلخص مضي الشيخ صادق أبوراس والقيادات العليا باتجاه المستقبل، انطلاقا من رصيد وتاريخ وتجربة المؤتمر الشعبي العام.
| 
الحقائق التي قدمها الاحتفاء بذكرى التأسيس الـ38