الميثاق نت -

الإثنين, 24-أغسطس-2020
حسن‮ ‬محمد‮ ‬عبدالرزاق -
بثبات قوي، وعزيمة لا تلين، يستمر صمود المؤتمر الشعبي العام الذي نحتفل بذكرى تأسيسه الـ 38، وشعبنا اليمني بكل قواه الوطنية وكل الشرفاء في ميدان الدفاع عن حياض الوطن ومصالح الشعب والكفاح في سبيل رفعته وسموه، التزاما بالثوابت الوطنية وبدليله النظري "الميثاق الوطني" الذي أبدع الفكر اليمني في صياغته مسجلا بذلك سَبْقاً في تاريخ العمل السياسي منذ فجر الحركة الوطنية في اليمن، ووضع حقائقه الخمس التي أوجزت ووصفت بدقة تاريخ ونهج هذا الشعب العظيم، ليأتي في أولاها ما يؤكد أن شعبنا لم يصنع حضارته القديمة إلا في ظل الاستقرار‮ ‬والأمن‮ ‬والسلام،‮ ‬ولم‮ ‬يتحقق‮ ‬له‮ ‬ذلك‮ ‬إلا‮ ‬في‮ ‬ظل‮ ‬وحدة‮ ‬الأرض‮ ‬والشعب‮ ‬والحكم،‮ ‬ولم‮ ‬تتحقق‮ ‬له‮ ‬الوحدة‮ ‬إلا‮ ‬في‮ ‬ظل‮ ‬حكم‮ ‬يقوم‮ ‬على‮ ‬الشورى‮ ‬والمشاركة‮ ‬الشعبية‮.‬
وفي الحقيقة الثانية، إن كل الأحداث الدامية، عبر تاريخ اليمن الطويل، قد زعزعت كل شيء في حياة الإنسان اليمني، إلا إيمانه بالله وتمسكه بالعقيدة الإسلامية، هذه الحقيقة تؤكد أن العقيدة الإسلامية هي ضمير شعبنا الذي يستحيل بدونه الاندفاع إلى الأمام، وتؤكد أن مجتمعنا‮ ‬اليمني‮ ‬في‮ ‬ظل‮ ‬الشريعة‮ ‬الإسلامية‮ ‬الحقة،‮ ‬قادر‮ ‬على‮ ‬فهم‮ ‬واقعه‮ ‬وتكوين‮ ‬النظرة‮ ‬الواقعية‮ ‬السليمة‮ ‬لحاضرة‮ ‬ومستقبله،‮ ‬وضمان‮ ‬الوحدة‮ ‬والديمقراطية‮ ‬والعدالة‮ ‬الاجتماعية‮.‬
وثالث هذه الحقائق الميثاقية، أن التعصب الأعمى لا يثمر إلا الشر، وأن محاولات أية فئة متعصبة للقضاء على الآخرين، أو إخضاعهم بالقوة، قد فشلت عبر تاريخ اليمن كله، وأن الاستقرار الجزئي أو الشامل لليمن في ظل حكم يتسلط بالقوة والدجل والخديعة لا يدوم طويلاً، وغالباً ما ينتهي بكارثة، بعد أن كان نفسه كارثة على الشعب، وأن الحوار الواعي هو الوسيلة الوحيدة لتحقيق حياة أفضل للجميع. وتؤكد الحقيقة الرابعة أن مجتمعنا اليمني بدون الديمقراطية والعدالة الاجتماعية غير قادر على تعزيز وحدته، وغير قادر على استغلال ثروته المادية والبشرية وإحداث التطور والتقدم والحفاظ على السيادة الوطنية. وتعكس الحقيقة الخامسة عظمة وإباء مجتمعنا اليمني، الذي يؤكد رفضه أشكال الاستغلال والظلم، مهما كانت أصولها ومصادرها، ويؤكد في الوقت ذاته حرصه على الاستقلال والأمن والإيمان.
واليوم، ورغم كل تلك التحديات والظروف الصعبة التي يواجهها الوطن، ما يزال وسيظل المؤتمر الشعبي العام بقيادته وقواعده الوطنية والصادقة والمخلصة، صامدا وراسخا رسوخ ثوابته الميثاقية المنبثقة من العقيدة الاسلامية والهوية الدينية والوطنية الرافضة للمساومة والانزلاق‮ ‬لهاوية‮ ‬العمالة‮ ‬والارتزاق‮.‬
وحري بنا الاعتزاز والفخر بأن تنظيمنا الرائد -الذي كان سببا رئيسا لوحدة الصف الوطني منذ تأسيسه بقيادة الرئيس علي عبدالله صالح رحمه الله- مازال يشكل نقطة الالتقاء والإجماع لدى القوى الوطنية بمختلف شرائحها ويحظى باحترامها كونه مثل المنطلق في النهوض من جديد بواقع‮ ‬الحياة‮ ‬السياسية‮ ‬في‮ ‬البلاد‮.‬
ولابد هنا من التأكيد على محورية أداء وتفاعل القواعد التنظيمية وتفهمها للظروف التي يواجهها التنظيم وحرصها على وحدة الصف التنظيمي للمؤتمر وتقدير الجهود التي تبذلها قيادة المؤتمر برئاسة الشيخ المناضل صادق بن امين ابوراس في رعاية هذا الكيان المؤتمري الكبير بمختلف مكوناته، في ذات الوقت الذي تقوم فيه القيادة التنظيمية بدورها الوطني العظيم بالشراكة مع باقي القوى الوطنية في مواجهة العدوان الغاشم والحرب الظالمة والحصار الجائر المستمر، الذي ينفذه عملاء الصهيونية والقوى التي تستهدف اليمن والنيل من وحدته وسيادته واستقلاله‮ ‬ونظامه‮ ‬الجمهوري‮ ‬والسيطرة‮ ‬على‮ ‬ثرواته‮. ‬
إن الواجب على كل كوادر المؤتمر، في الداخل والخارج، يحتم الحفاظ على وحدة الصف التنظيمي والالتزام بمبادئ وأهداف المؤتمر وميثاقه ونظمه ولوائحه، ودعم المبادرات الرامية إلى إنهاء الحرب وتحقيق الأمن والاستقرار لليمن واليمنيين.
‮ ‬قال‮ ‬تعالى‮ "‬واعتصموا‮ ‬بحبل‮ ‬الله‮ ‬جميعاً‮ ‬ولا‮ ‬تفرَّقوا‮". ‬صدق‮ ‬الله‮ ‬العظيم
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 19-مايو-2024 الساعة: 02:24 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-59050.htm