الميثاق نت -

الإثنين, 24-أغسطس-2020
د‮.‬أحمد‮ ‬عقبات‮ ❊‬ -
بحلول الذكرى الثامنة والثلاثين لإقرار الميثاق الوطني وقيام المؤتمر الشعبي العام في 24 أغسطس عام 1982 ، يكون المؤتمر قد خاض تجربة كبيرة ليس فقط في تجسيد أدبيات الميثاق التنظيمية في الأداء الحزبي بل وأيضا في قيادة العمل السياسي بإيجابياته وسلبياته. ولعل الفترة الماضية قد تمخضت عن جملة من الاستنتاجات الراجعة في واقع الأوضاع العامة التي تأثرت بمجريات الأحداث وتناقضات الإتجاهات والمصالح للقوى السياسية التي عصفت بها التحالفات وحساسية التوجهات المتناقضة في فهم واستيعاب طبيعة المرحلة بمعادلات متنوعة إزاء المصلحة الوطنية العليا لليمن، مما جعل المؤتمر الشعبي العام يواجه عواصف الفترة الماضية بقدر كبير من الحكمة والمواجهة بعقلانية نسبية انطلاقا من المسئولية الوطنية التي جسدتها أدبيات الميثاق الوطني الذي شاركت في إعداده مختلف التنظيمات السياسيات والرؤى المتنوعة من منطلق توافقي‮ ‬يصب‮ ‬في‮ ‬مجرى‮ ‬العادات‮ ‬والتقاليد‮ ‬ومترجما‮ ‬لتطلعات‮ ‬الشعب‮ ‬في‮ ‬تطبيق‮ ‬النظام‮ ‬والقانون‮ ‬والعدالة‮ ‬والمساواة‮ ‬وتأمين‮ ‬الخدمات‮ ‬الصحية‮ ‬والتعليمية‮ ‬والإنشائية‮ ‬وغيرها‮. ‬
ولا شك أن مرحلة الحرب وتصدع المواقف من أعضاء المؤتمر إزاءها قد شكل تحديا جديدا وامتحانا صعبا في التعاطي مع القوى السياسية بحذر ومسئولية كتنظيم يؤمن بالرأي الآخر ويحاكي المبادئ العامة ذات الصلة بمصلحة الشعب، ولذلك فإن خبرات العقود الماضية قد خففت العبء في مواجهة‮ ‬التحديات‮ ‬التي‮ ‬تتناقض‮ ‬مع‮ ‬توجه‮ ‬المؤتمر‮ ‬في‮ ‬خطوطه‮ ‬العريضة‮ ‬المرسومة‮ ‬في‮ ‬ميثاقه‮ ‬الوطني‮. ‬ومن‮ ‬هنا‮ ‬وجب‮ ‬على‮ ‬المؤتمر‮ ‬مراعاة‮ ‬مايلي‮ :‬
1- الوقوف بمسئولية إزاء الأزمة الراهنة وما آلت إليه الأوضاع السياسية والاقتصادية والإنسانية من تداعيات تمثلت في الحرب والحصار والحالة المعيشية الصعبة للمواطن وشحة الخدمات الصحية وغيرها، مما يعني أن الوضع معقد ويحتاج الى حكمة مؤتمرية في المواجهة.
2- لقد تمخضت الأزمة الراهنة عن جملة من الإيجابيات وفي مقدمتها كشف الأقنعة السياسية والاتجاهات والأفكار والمصالح، الأمر الذي يتطلب إعادة التقويم والحسابات والإهتمام بالكوادر الثابتة على مبادئ الميثاق في المراحل الصعبة ومواجهة التحديات القائمة.
3‮- ‬برغم‮ ‬حساسية‮ ‬المرحلة‮ ‬الا‮ ‬أن‮ ‬المؤتمر‮ ‬قادر‮ ‬على‮ ‬تجاوز‮ ‬التحديات‮ ‬بفضل‮ ‬إعتداله‮ ‬وقبوله‮ ‬بالآخر‮ ‬وتهيئة‮ ‬الدائم‮ ‬لبلورة‮ ‬برامج‮ ‬قادرة‮ ‬على‮ ‬مواكبة‮ ‬المستجدات‮ ‬بثقة‮ ‬تجعل‮ ‬من‮ ‬كيانه‮ ‬أقوى‮ ‬من‮ ‬أي‮ ‬وقت‮ ‬مضى‭.‬
3- لأن المؤتمر الشعبي العام يمثل مختلف الشرائح الاجتماعية فأن خطابه الإعلامي لابد أن يستمر في وسطيته ومستوى تخاطبه من منطق المصلحة العامة وتشجيع الحوار السياسي لإنهاء الحرب ومخرج مهم للأزمة الراهنة والقبول بالآخر والتوافق على السبل الكفيلة بترسيخ الأمن والاستقرار‮ ‬في‮ ‬ربوع‮ ‬البلاد‮.‬
وعموما يظل المؤتمر الشعبي العام في ذكراه الثامنة والثلاثين شريكاً رئيسياً في بلورة الأوضاع السياسية وقيادة التوافق الوطني المفترض والسير قدما في طريق السلام وإعادة الإعمار وبناء الدولة اليمنية الحديثة في كافة المجالات بالاستفادة من خبرات كوادره في شتى التخصصات
‮❊ ‬نائب‮ ‬رئيس‮ ‬معهد‮ ‬الميثاق
تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 08:30 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-59041.htm