الميثاق نت -

الإثنين, 27-يوليو-2020
توفيق‮ ‬الشرعبي -
38عاماً‮ ‬إلا‮ ‬أربعة‮ ‬أشهر‮ ‬من‮ ‬عمر‮ ‬صحيفة‮ »‬الميثاق‮« ‬لسان‮ ‬حال‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ ‬أنبتت‮ ‬2000‮« ‬»عدد‮ ‬في‮ ‬كل‮ ‬عدد‮ ‬محتوى‮ ‬متنوع‮ ‬الأفكار‮ ‬والرؤى‮ ‬والاتجاهات‮..‬
ففي نوفمبر من العام 1982م تأسست صحيفة «الميثاق» أي بعد شهرين من تأسيس المؤتمر الشعبي العام لتكون لسان حاله والمعبرة عن كل المكونات والأطياف والتيارات التي صاغت «الميثاق» الوطني ،متحملة -أي صحيفة «الميثاق»- على عاتقها هموم وطن موبوء بالمؤامرات وتطلعات شعب أنهكته‮ ‬الصراعات‮ ‬وإرادة‮ ‬قيادة‮ ‬سياسية‮ ‬في‮ ‬رقصتها‮ ‬الأولى‮ ‬على‮ ‬رؤوس‮ ‬الثعابين‮..!!‬

صحيفة‮ ‬كل‮ ‬الناس
وعدد‮ ‬بعد‮ ‬عدد‮ ‬وصحيفة‮ «‬الميثاق»‮ ‬تتموسع‮ ‬بموسوعية‮ ‬كُتّابها‮ ‬الذين‮ ‬فتحت‮ ‬لهم‮ ‬صفحاتها‮ ‬دون‮ ‬استثناء،‮ ‬فكانت‮ ‬متنفس‮ ‬الشعراء‮ ‬وساحة‮ ‬المفكرين‮ ‬والفلاسفة‮ ‬وميدان‮ ‬السياسيين‮ ‬ومنبر‮ ‬المرشدين‮ ‬وملعب‮ ‬الرياضيين‮ ‬وصرح‮ ‬المتعلمين‮..‬
حيث لم تكن »الميثاق« يوما ما ذات لون واحد ولا ايديولوجية معينة ولهذا كان فيها اليمين واليسار والوسطي والمستقل، ولم تقتصر في مضامينها على كتاب معينين أو صحفيين محددين بل كان القارئ يجد فيها الكاتب المشهور والقلم المغمور..!!

وُلدت‮ ‬كبيرة
ومن «صفرها» انطلقت «الميثاق» بثقة واثق الخطوة يقودها الاستاذ المرحوم حسن اللوزي بحماس منقطع النظير وصوب عينيه النجوم كون الصحيفة التي يرأسها لسان حال تنظيم لايقنع بما دون النجوم..فكانت تكبر بأعدادها الاسبوعية بكبر حلم اليمنيين وتتجاسر بجسارة أحرار هذا الوطن حتى صارت من أهم منابر المشروع الوحدوي وإحدى وأهم جبهاته الإعلامية تساير الأحداث حدثا حدثا ،وتوثق اللحظات الوحدوية لحظة بلحظة، وتجسد عدداً بعد عدد مرحلة مهمة تتأبجد فيها حرية الكلمة وتترعرع في مساحتها حرفاً حرفاً في مختلف المجالات..

مع‮ ‬الأحداث‮ ‬خطوة‮ ‬بخطوة
وما أن تمت إعادة تحقيق الوحدة عام 1990م كانت »الميثاق« ابنة الثمان سنوات قد تجاوزت سنها بكثير وأصبحت أكثر حيوية وحماساً وأقدر على استيعاب المهمة واستشعار المسئولية ومواجهة التحديات خصوصا وقد تغير الوضع وكبُر الوطن وتعددت الأحزاب وتنوعت الصحف وتجاسمت الصعاب العظام أمام المؤتمر الشعبي العام الأمر الذي جعل »الميثاق« تنفتح أكثر أمام مختلف الرؤى والاتجاهات وتكون النموذج الذي يحتذى به في الوسط الإعلامي فكانت بجدارة لسان حال تنظيم وصوت شعب تغطي الأحداث ولاتغفل المعاناة فاتحة المساحات لكل قلم ورأي وفي مختلف الاتجاهات والتوجهات، مجسدة الوسطية والاعتدال في الطرح وعاكسة مضامين ومبادئ «الميثاق» الوطني.. مواكبة كل المجريات التي تعتمل على المشهد بمختلف مجالاته السياسية والاقتصادية والاعلامية والحقوقية والاجتماعية والثقافية.. الخ..

أساتذة‮ ‬على‮ ‬كرسي‮ ‬الرئاسة
وخلال هذا التاريخ الطويل لصحيفة »الميثاق« والذي أثمر «2000» عدد اعتور رئاسة تحريرها أساتذة أجلاء وأقلام مشهود لها بعمق الطرح حيث خلف حسن اللوزي، محمد شاهر، وعبدالله غانم، وأحمد الشرعبي، وعباس غالب، وعلي الحزمي واسكندر الاصبحي، ومحمد العيدروس، وأحمد الصوفي، وعبدالله الحضرمي، ومحمد إنعم، وحاليا يحيى نوري.. وكل واحد من هؤلاء الأساتذة في بلاط صاحبة الجلالة مثل إضافة نوعية ونقلة كبيرة للصحيفة، بدءاً من تنوع محافظاتهم مروراً بخبراتهم وامكاناتهم وصولاً الى عشقهم وتفانيهم في مضمار الصحافة وولائهم لتنظيمهم ووطنهم ،ولهذا‮ ‬ظلت‮ »‬الميثاق‮« ‬لسان‮ ‬وطن‮ ‬وعين‮ ‬شعب‮ ‬،تتواجد‮ ‬حيث‮ ‬هم‮ ‬بناة‮ ‬الوطن‮ ‬وحماته‮..‬

مدرسة‮ ‬بامتياز
كما أن «الميثاق» خلال هذا التاريخ الحافل بألفي عدد قد احتضنت العديد من الاقلام والصحفيين المحترفين والمبتدئين وتخرج فيها عدد كبير من المحررين والمخرجين والفنيين حتى غدت في شهاداتهم وأقوال ألسنتهم وأقلامهم مدرسة صحفية بامتياز مارسوا فيها مهنتهم ومهنيتهم بكامل‮ ‬الحرية‮ ‬حيث‮ ‬لارقيب‮ ‬على‮ ‬آرائهم‮ ‬ولاحسيب‮ ‬على‮ ‬توجهاتهم‮..‬

موسوعة‮ ‬وطن
ألفا عدد نتاج ثمانية وثلاثين عاماً إلا قليلاً من عمر صحيفة عاشت الأحداث والتطورات والازمات والاستقرار والتشطير والتوحد وواكبت المتغيرات والمنعطفات التاريخية التي شهدها اليمن خلال هذا التاريخ كل هذا كافٍ للتأكيد على أن صحيفة «الميثاق» أصبحت موسوعة وطن وشاهد‮ ‬عيان‮ ‬على‮ ‬حقبة‮ ‬تاريخية‮ ‬من‮ ‬أهم‮ ‬الحقب‮ ‬التي‮ ‬مر‮ ‬بها‮ ‬اليمن‮ ‬الحديث‮ ‬ولاتزال‮ ‬اكتمالات‮ ‬موسوعيتها‮ ‬متزاحمة‮ ‬الصفحات‮ ‬ومتوالية‮ ‬الأعداد‮..‬

ظلم‮ ‬ذوي‮ ‬القربي‮!!‬
ولابد أن نشير هنا الى أن هذا التاريخ الزاهي من عمر صحيفة «الميثاق» تخلّق وسط منغصات كثيرة وتحديات جمة وصعوبات جسام خصوصا على المستوى الفني والمادي ،فرغم أنها كانت لسان حزب حاكم إلا أنها كانت أقل الصحف اهتماماً من قبل قيادة الحزب الذي تتحدث بلسانه..
فكانت‮ ‬بين‮ ‬زميلاتها‮ ‬من‮ ‬ألسنة‮ ‬حال‮ ‬الأحزاب‮ ‬هي‮ ‬الأقل‮ ‬أجوراً‮ ‬للعاملين‮ ‬فيها‮..!!‬
وللأمانة فإن جهوداً كبيرة لرؤساء تحريها أهدرت وهم يلاحقون الامانة العامة للمؤتمر بحثاً عن أجور للعاملين في الصحيفة وبحثاً عن مقر رسمي لها بدل الايجار والتنقل من شارع الى آخر وكذلك متابعة شراء مطبعة للصحيفة، ولكن الجهود كانت تصل الى مكان معين وتختفي أدراج مكاتب‮ ‬الهوامير‮ ‬الذين‮ ‬تفيَّدوا‮ ‬المؤتمر‮ ‬عقوداً‮ ‬من‮ ‬الزمن‮ ‬وكانوا‮ ‬أول‮ ‬من‮ ‬باعه‮ ‬عندما‮ ‬كبا‮ ‬جواده‮..!!‬

خلاصة‮:‬
‮ ‬لاتزال‮ ‬«الميثاق»‮ ‬تقف‮ ‬على‮ ‬صهوة‮ ‬مجد‮ ‬معقود‮ ‬في‮ ‬حروفها‮ ‬الخير‮ ‬لهذا‮ ‬الوطن‮ ‬والشعب‮..‬لاتكف‮ ‬عن‮ ‬الصهيل‮ ‬اليماني‮ ‬الأصيل‮.. ‬وصليل‮ ‬أقلام‮ ‬فرسانها‮ ‬لن‮ ‬يتوقف‮ ‬في‮ ‬ميادين‮ ‬الدفاع‮ ‬عن‮ ‬الوطن‮ ‬ومكتسباته‮..‬
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 14-مايو-2024 الساعة: 03:23 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-58882.htm