الميثاق نت -

الثلاثاء, 12-مايو-2020
عبدالملك‮ ‬سام -
لا تقلقوا ، رغم أني أعرف أن معظمكم غير قلقين بالمرة .. إنه كورونا الذي انتظرتموه ! هلموا لا تخجلوا ، او كما يقول الأمريكان : "اخدم نفسك بنفسك" ، لدينا اليوم كورونا يختلف عن أي كورونا في العالم ؛ فهو مطبوخ بالمعاناة ونقص في الإمكانات الصحية ، ومتلهف لأجساد أضناها‮ ‬الحصار‮ ‬والسموم‮ ‬والأمراض‮ ‬،‮ ‬كما‮ ‬أن‮ ‬هذا‮ ‬الفيروس‮ ‬يعشق‮ ‬تلك‮ ‬الشعوب‮ ‬التي‮ ‬لا‮ ‬تبالي‮ ‬ولا‮ ‬تهتم‮ ‬ولا‮ ‬تقلق‮ ‬،‮ ‬فقد‮ ‬رأيتم‮ ‬ماذا‮ ‬فعل‮ ‬بتلك‮ ‬الشعوب‮ ‬التي‮ ‬اعتبرت‮ ‬نفسها‮ ‬أفضل‮ ‬من‮ ‬الصينيين‮ !‬
لماذا هذه المقدمة غير الموفقة ؟! تستطيعون أن تعتبروها نفثة المصدور كما قال الشاعر ، أو لعلها كلمات لتبعد عن صدري ذلك الوجيب القلق الذي يدمر الأعصاب ؛ فأنا أرى الناس الذين هم أهلي ومجتمعي وقومي وهم لا يبالون بكل ما أطلق من تحذيرات ، بل أنني أحسست بالسخف وهم يتناقلون مقاطع الفيديو وهم يتحدون الكورونا أن يأتي ويفتك بهم ، بل إنني كلما حاولت أن اتكلم مع احدهم عن هذا القلق يرد علي بأني أقلق زيادة عن اللازم !! بل ويسخر من هذا القلق غير المنطقي برأيه !!
صحيح ، لماذا أقلق ؟! وكل شيء على الله حتى ونحن نرمي بأنفسنا إلى التهلكة ! ولماذا أقلق ونحن شعب نظيف جدا ويتبع تعليمات وزارة الصحة أفضل من باقي الدول المتقدمة ؟! وبلدنا مكتفٍ ذاتيا ولا يحتاج لاستيراد شيء من الخارج ؟! وشوارعنا غير مزدحمة ونظيفة ؟! ومستشفياتنا مجهزة بعتاد طبي يكفي الجميع ؟! والأدوية متوافرة في كل مكان ؟! وأجسادنا قوية لم تنهكها السموم وسوء التغذية والأمراض المستوطنة ؟! ولماذا أنا متشائم وأنا متأكد أني لن أشاهد طفلاً أو شيخا يستجدي الهواء قبل أن يموت اختناقا طالما ونحن نمتلك أجهزة تنفس صناعي تكفينا‮ ‬كلنا‮ ‬؟‮! ‬وطالما‮ ‬أني‮ ‬أعرف‮ ‬أن‮ ‬لدينا‮ ‬شعباً‮ ‬يحب‮ ‬الالتزام‮ ‬بالإجراءات‮ ‬أفضل‮ ‬من‮ ‬الساعة‮ ‬اليابانية‮ ‬نفسها‮ ‬؟‮! ‬وأننا‮ ‬وفق‮ ‬الإحصاءات‮ ‬أقل‮ ‬الشعوب‮ ‬موتاً‮ ‬بالأوبئة‮ ‬والأمراض‮ ‬؟‮!‬
أرجوكم اضحكوا على سخفي ، وطمنوني بأني أبالغ وأن كلامي لا يوجد فيه حرف صحيح ، وكم أتمنى صادقا أن تخيب توقعاتي ، وألا يأتي اليوم الذي تقوم فيه فرق التطهير بدفن جثث الموتى في مقابر جماعية كما حدث في بعض الدول الاوروبية "المتخلفة" ، وأن الوباء الذي بدأ قبل 4 أشهر‮ ‬فقط‮ ‬قد‮ ‬بدأ‮ ‬بـ‮ ‬4‮ ‬أشخاص‮ ‬فقط‮ ‬وهاهو‮ ‬يقترب‮ ‬من‮ ‬4‮ ‬ملايين‮ ‬بخطى‮ ‬متسارعة‮ !!‬
دعكم مني ، ولتتركوني لوساوسي أدعو الله أن يحفظ أهلي وشعبي ، وأن يكتب لكم السلامة من كل شر ، ولتتهموني بضعف الإيمان ، ولتغنوا ساخرين من هذا الوباء ، ولتتبادلوا تلك النكات الساخرة .. فقط لا تنسوا أن تدعوا الله في هذا الشهر الفضيل بأن يحفظ بلدنا وشعبنا من كل سوء ، ولنتعاهد فقط أن نبذل القليل من الحرص ولو من أجل الضعفاء من أهلنا ، فقد يأتي يوم نبكي فيه أمام صورة عزيز علينا كنا نحن سببا في نقل المرض إليه لأننا ببساطة لم نحتمل البقاء في منازلنا ، أو ترك مجالسنا واجتماعاتنا ، او حتى لم نحتمل عملية غسل أيدينا !!
فليحفظ الله اليمن وأهله وسائر بلاد المسلمين ، عليه الاتكال ، فلنحاول أن ننفذ تعليماته فقط ، وألا نسبب لأنفسنا وأهلنا الضرر بمخالفتنا لما أرشدنا إليه ، ولنفهم أننا يجب أن نكون أمة واحدة كما أراد هو كالجسد الواحد ، نخاف ونحرص على بعضنا ، ونعين الضعيف منا ، ونغيث المحتاج .. أما حكومتنا - هداهم الله - فهل آن الأوان ؟! للمرة الأخيرة نرجوكم : أغلقوا المنافذ وامنعوا التنقلات بين المدن بجاه الله !! اتخذوا قرارات صارمة لمصلحتنا وستجدونا إن شاء الله من الصابرين ، واكفونا شر الفاسدين من التجار والمسؤولين الذين لم يعودوا‮ ‬يخافون‮ ‬الله‮ ‬ولا‮ ‬يخافونكم‮ !! ‬ودمتم‮ ‬بخير‮..‬
تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 04:52 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-58282.htm