الثلاثاء, 29-يناير-2008
الميثاق نت -    عبدالله‮ ‬الصعفاني -
‮❊ ‬من‮ ‬سرقة‮ ‬الآثار‮ ‬إلى‮ ‬احتكار‮ ‬الغاز‮ ‬وتهريبه‮.. ‬ومن‮ ‬تزييف‮ ‬التوقيعات‮ ‬المهمة‮ ‬إلى‮ ‬تزوير‮ ‬الشهادات‮.. ‬ومن‮ ‬التلاعب‮ ‬بالأسعار‮ ‬وتضييق‮ ‬الخناق‮ ‬على‮ ‬المواطن‮ ‬إلى‮ ‬التلاعب‮ ‬بالمشاريع‮ ‬والإخلال‮ ‬بالمواصفات‮..‬
‮^ ‬قوائم‮ ‬فساد‮ ‬وحالات‮ ‬إفساد‮ ‬نقرأ‮ ‬عنها،‮ ‬بعضها‮ ‬مصحوب‮ ‬بالإشارة‮ ‬إلى‮ ‬تحويل‮ ‬أصحابها‮ ‬إلى‮ ‬النيابة،‮ ‬ثم‮ ‬لا‮ ‬نقرأ‮ ‬بعد‮ ‬ذلك‮ ‬أي‮ ‬شيء‮.. ‬وكيف‮ ‬نتطلع‮ ‬إلى‮ ‬نتيجة‮ ‬والصحافة‮ ‬مشغولة‮ ‬ومقسومة‮ ‬بين‮ ‬ماسك‮ ‬طبل‮ ‬وضارب‮ ‬دف‮..‬
وبين‮ ‬مشغول‮ ‬بالكيد‮ ‬والترويج‮ ‬لداعية‮ ‬فتنة‮ ‬في‮ ‬صعدة‮ ‬أو‮ ‬صارخ‮ ‬بانفصال‮ ‬في‮ ‬فرزة‮..‬
‮^ ‬ماهي‮ ‬الحكاية‮..‬؟
هل‮ ‬حصل‮ ‬مَن‮ ‬قرأنا‮ ‬عن‮ ‬إحالتهم‮ ‬إلى‮ ‬النيابة‮ ‬بتهم‮ ‬مختلفة‮ ‬الحجم‮ ‬والوزن‮ ‬والقافية‮ ‬على‮ ‬البراءة‮ ‬فجأة‮ ‬لعدم‮ ‬وجود‮ ‬أدلة،‮ ‬أم‮ ‬أن‮ ‬حابساً‮ ‬لا‮ ‬نعرفه‮ ‬حال‮ ‬دون‮ ‬وصولهم‮ ‬إلى‮ ‬المحاكم‮..‬؟
استبعد‮ ‬أن‮ ‬يكون‮ ‬الأمر‮ ‬مجرد‮ ‬سقوط‮ ‬سهو‮ ‬أو‮ ‬سرّية‮ ‬في‮ ‬المحاكمة‮ ‬أو‮ ‬حتى‮ ‬خلل‮ ‬في‮ ‬تقديم‮ ‬المعلومات‮ ‬إلى‮ ‬الرأي‮ ‬العام‮.‬
^ كثير من قضايا الفساد هي قضايا رأي عام لأنها في مجموعها تسيئ إلى سلامة البلاد وطموحات العباد وتعبّد الطريق لمن يدمن الفتنة..هي قضايا رأي عام لأنها تتصل بموروث البلاد.. بصحة الناس.. بمعيشتهم، باقتصاد الأسرة واقتصاد المجتمع.
^ إذا كان هناك جدّية فعلاً في محاربة الفساد والانتصار للقوانين وتحقيق العدل بين الناس فلابد أولاً من التقاء السلطة والمعارضة على أن الفاسد سارس لأحلام المجتمع وأنه صاحب الاسبقية في المواجهة المشتركة بعيداً عن الغرق في تفاصيل الإصلاحات السياسية والأشكال الانتخابية‮ ‬والتعديلات‮ ‬الدستورية‮ ‬والمطالب‮ ‬الحقوقية‮ ‬شخصية‮ ‬كانت‮ ‬أو‮ ‬مناطقية‮..‬
‮^ ‬وإلى‮ ‬أن‮ ‬يحدث‮ ‬ذلك‮ ‬فإن‮ ‬الفاسدين‮ ‬سينامون‮ ‬بعمق‮ ‬وراحة‮ ‬بال‮ ‬مستندين‮ ‬على‮ ‬انشغال‮ ‬الدولة‮ ‬بأقطاب‮ ‬الفتن‮ ‬ومدمني‮ ‬الإرهاب‮ ‬وأدعياء‮ ‬الردة‮..‬
ومستندين‮ ‬على‮ ‬حقيقة‮ ‬أن‮ ‬في‮ ‬الذي‮ ‬تفعله‮ ‬المعارضة‮ ‬من‮ ‬الألعاب‮ ‬السياسية‮ ‬مايجعل‮ ‬للفاسد‮ ‬حماية‮ ‬إضافية‮ ‬حتى‮ ‬لا‮ ‬يلتحق‮ ‬بطابور‮ »‬المزوبعين‮« ‬على‮ ‬خلفية‮ ‬نفعية‮ ‬أو‮ ‬مناطقية‮ ‬أو‮ ‬حزبية‮..‬
بصريح‮ ‬القول‮.. ‬نريد‮ ‬أن‮ ‬نعرف‮ ‬هل‮ ‬الذين‮ ‬تتصاعد‮ ‬روائح‮ ‬فسادهم‮ ‬والذين‮ ‬يتم‮ ‬الإعلان‮ ‬عن‮ ‬إحالتهم‮ ‬للنيابة‮ ‬في‮ ‬قضايا‮ ‬فساد‮ ‬مذنبون‮ ‬أم‮ ‬أبرياء‮..‬
لأنه‮ ‬ليس‮ ‬من‮ ‬المقبول‮ ‬أن‮ ‬لا‮ ‬يدفع‮ ‬المتهم‮ ‬المسؤول‮ ‬الشبهة‮ ‬عن‮ ‬نفسه‮..‬
^ وليس صحيحاً أن يُحال فاسدون إلى النيابة ثم ينتهي كل شيء هنا.. يكون الحال مجرد ضحك على النفس، ضحك على الذقون.. وطمأنة على طريقة ذلك الميت الذي كتب قبل أن يلفظ أنفاسه.. لست ميتاً وإن كنت أبدو كذلك..
‮^ ‬من‮ ‬تُوجّه‮ ‬له‮ ‬تهمة‮ ‬يجب‮ ‬إما‮ ‬أن‮ ‬يعاقب‮ ‬أو‮ ‬يحصل‮ ‬على‮ ‬البراءة‮ ‬أمام‮ ‬الأشهاد‮.. ‬إمّا‮ ‬أن‮ ‬يبرأ‮ ‬أو‮ ‬يعاقب‮ ‬بصورة‮ ‬تحقق‮ ‬الردع‮ ‬بالإشهار‮ ‬لمن‮ ‬اتخذ‮ ‬قراراً‮ ‬بالفساد‮ ‬ولم‮ ‬يبدأ‮ ‬بعد‮.‬
‮^ ‬صحيح‮ ‬أن‮ ‬اتحادات‮ ‬كرة‮ ‬القدم‮ ‬تجعل‮ ‬العقوبات‮ ‬الصادرة‮ ‬على‮ ‬الحكام‮ ‬سرّية‮ ‬حتى‮ ‬لايفقدوا‮ ‬الاحترام‮ ‬من‮ ‬الجمهور‮ ‬إن‮ ‬هم‮ ‬عادوا‮ ‬لإدارة‮ ‬المباريات‮ ‬ولكن‮..‬
من‮ ‬الذي‮ ‬قال‮ ‬إن‮ ‬المسؤولين‮ ‬الفاسدين‮ ‬حكام‮ ‬كرة‮ ‬قدم،‮ ‬أو‮ ‬إننا‮ ‬نعيش‮ ‬في‮ ‬ملعب‮..‬

تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 08:10 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-5745.htm