الميثاق نت -

السبت, 28-سبتمبر-2019
بقلم/ يحيى علي الراعي- النائب الأول لرئيس المؤتمر الشعبي العام -
في مثل هذا اليوم الخميس قبل 57 عاماً فجر شعبنا اليمني العظيم وفي طليعته أبناؤه الشجعان الميامين من منتسبي القوات المسلحة، الثورة الوطنية التحررية الأولي 26 سبتمبر على الظلم والاستبداد والتخلف الإمامي والطغيان والقهر والجبروت والاستعمار البريطاني ، ليكون قيامها‮ ‬نهاية‮ ‬مرحلة‮ ‬لنضالات‮ ‬الشعب‮ ‬اليمني‮ ‬وحركته‮ ‬الوطنية‮ ‬وبداية‮ ‬مرحلة‮ ‬جديدة‮ ‬في‮ ‬مسارات‮ ‬حركة‮ ‬تاريخهم‮ ‬المعاصر‮ ‬صوب‮ ‬يمن‮ ‬جديد‮ ‬جمهوري‮ ‬ديمقراطي‮ ‬موحد‮ ‬حر‮ ‬ومستقل‮.‬

وصنعت ثورة 26 سبتمبر الخطوة الأولى لمسيرة شعبنا إلى الأمام في تجاوز الماضي المظلم ليمضي قدماً مفعماً بالآمال والطموحات في صنع غدً مشرق بالإنجازات والتحولات الاجتماعية الكبرى السياسية والاقتصادية والثقافية المحققة لنهوضه الشامل المجسد على الأرض في تنمية وبناء‮ ‬وتطور‮ ‬وتقدم‮ ‬ورقي‮ ‬ينقلهم‮ ‬من‮ ‬دياجير‮ ‬القرون‮ ‬الوسطي‮ ‬إلى‮ ‬أنوار‮ ‬ضياء‮ ‬الحياة‮ ‬العصرية‮ ‬الحديثة‮ .‬

نجحت ثورة 26 سبتمبر 1962م في التسريع بتفجر الثورة اليمنية 14 أكتوبر 1963م ضد الاستعمار البريطاني ليتوحد اليمانيون في معركة الدفاع عن النظام الجمهوري والكفاح المسلح ضد المستعمر الذي جثم على صدور أبناء شعبنا في المحافظات الجنوبية لمائة وثمانية وعشرين عاماً .. ولينتصر الشعب اليمني في الجنوب والشمال معاً في نهاية العام 1967م ومطلع العام 1968 بطرد آخر جندي بريطاني من على الأرض اليمنية، وترسيخ نظامه الجمهوري بدحر فلول القوى الرجعية الخارجية والملكية الداخلية وانتصار الجمهورية .. مثبتة- الثورة اليمنية 26 سبتمبر و ‬14‮ ‬أكتوبر‮- ‬أن‮ ‬اليمانيين‮ ‬ينتصرون‮ ‬على‮ ‬أعدائهم‮ ‬متى‮ ‬ما‮ ‬كانوا‮ ‬موحدين‮ ‬وينهزمون‮ ‬متى‮ ‬ما‮ ‬افترقت‮ ‬صفوفهم‮ ‬وتفرق‮ ‬شملهم‮.‬

التحديات والأخطار التي واجهتها الثورة اليمينة في سنواتها الأولي من قبل قوى خارجية إقليمية ودولية يقف على رأسها النظام السعودي ، يجعل القارئ لتاريخ هذه الثورة يدرك أن كل نجاح وإنجاز وانتصار حققه شعبنا على الصعيد السياسي والاقتصادي والثقافي يعود الفضل فيه إلى التضحيات التي قدمها وهو يفجر ثورته ويتوجه إلى جبهات الدفاع عنها مقدماً التضحيات الجسام من أجل يمن حر وموحد ومستقر ومستقل ومزدهر.. وكل انتكاسة وتراجع ونكوص إلى الخلف يعود إلى مؤامرات وتدخلات القوى الخارجية التي جعلت اليمن وأبناءه يعيشون في أزمات وصراعات‮ ‬تعيق‮ ‬استكمال‮ ‬أهداف‮ ‬ثورتهم‮ ‬من‮ ‬التحول‮ ‬إلى‮ ‬واقع‮ ‬يرتقي‮ ‬إلى‮ ‬مستوى‮ ‬عظمة‮ ‬هذا‮ ‬الشعب‮ ‬الحضاري‮ ‬العريق‮ ‬والعظيم‮.‬

هذه الحقائق تتأكد اليوم بعد نصف قرن وسبعة أعوام من عمر الثورة السبتمبرية المباركة، والمتجسدة في العدوان الذي يقوده التحالف السعودي ضد اليمن.. فما أشبه الليلة بالبارحة، وبالمقابل مثلما انتصر شعبنا في الماضي، فإن النصر حتماً سيكون حليفه بإرادة وعزيمة أبنائه الذين عليهم أن يتمثلوا وحدة نضالهم الذي انتصر على تحالف النظام السعودي والإقليمي والدولي، وانتصر لثورته ووحدته لينتصر اليوم في مواجهة العدوان الغاشم والحصار الجائر والمستمر للعام الخامس على التوالي والذي لم يتمكن من كسر إرادة اليمنيين وعزيمتهم، لتتحطم على صخرة‮ ‬صمودهم‮ ‬الأسطوري‮ ‬كل‮ ‬مؤامرات‮ ‬مشاريعهم‮ ‬التدميرية‮ ‬والتقسيمية‮ ‬الحاقدة‮ ‬لترتد‮ ‬عليهم‮ ‬وبالاً‮ ‬وخيبة‮ ‬حاضر‮اً ‬ومستقبلاً.‬

وما يسطره هذا الشعب العظيم من انتصارات جديدة ما هو إلا امتداد لأسس ومداميك وضعتها الثورة اليمنية الخالدة 26 سبتمبر بقيمها ومبادئها الوطنية والإنسانية والتي ستظل علامة فارقة يسترشد بها أبناء شعبنا في مواجهة تحديات وأخطار الحاضر واستحقاقات المستقبل الذي لن يُشيّد‮ ‬إلا‮ ‬بالتصالح‮ ‬والتسامح‮ ‬والحوار‮ ‬بين‮ ‬كل‮ ‬أبنائه‮ .. ‬فهنيئاً‮ ‬لشعبنا‮ ‬احتفالاته‮ ‬بالذكرى‮ ‬السابعة‮ ‬والخمسين‮ ‬لثورة‮ ‬26‮ ‬سبتمبر‮ ‬الخالدة‮.‬

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 12:17 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-56756.htm