الميثاق نت -

الإثنين, 26-أغسطس-2019
جمال‮ ‬الورد‮ ‬ -
يعيش اليمنيون في هذه الأيام الذكرى السابعة والثلاثين لتأسيس المؤتمر الشعبي العام، كتنظيم وطني يمني رائد جاء نتيجة لحاجة وطنية ماسة وانبثق من حوار شمل كافة مكونات المجتمع اليمني الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية والفكرية على اختلاف انتماءاتها واتجاهاتها الحزبية اليمينية والقومية واليسارية، فكان ومازال شاملاً كاملاً لكافة أطياف شعبنا اليمني معبراً عن قيمهم وتطلعاتهم وأهدافهم الوطنية والقومية، وضمن ذلك في المرجع النظري "الميثاق الوطني" الذي شارك في صياغته كافة الأطراف بعيداً عن الجهوية والمذهبية والمناطقية‮ ‬والعصبيات‮ ‬والايديولوجيات‮ ‬العابرة‮ ‬للحدود‮ ‬التي‮ ‬تخندقت‮ ‬فيها‮ ‬كثير‮ ‬من‮ ‬الأحزاب‮ ‬اليمنية‮.‬
ولعل كل ما ورد في الميثاق الوطني وآمنت به جماهير شعبنا اليمني كان السبب الأول في الدور الريادي الذي حققه الحزب خلال مسيرته الماضية وحتى اليوم من التزامه بنهج الوسطية والاعتدال والتعايش كسمات أصيلة لشعبنا اليمني، وانتهاجها للديمقراطية وتعزيز مفاهيم الحرية رغم كل الصعاب التي واجهته والمؤامرات التي أعترضت دربه التنموي، إلا أن تضافرالجهود الصادقة والمؤمنة باليمن أرضاً وإنساناً، واصطفاف الجماهير حول قيادة الحزب والدولة آنذاك ممثلة بشخص الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح، مكنت الحزب من تجاوز كل الصعاب وخلق أنموذجاً وطنياً‮ ‬معتدلاً‮ ‬ديمقراطياً‮ ‬مكّن‮ ‬الحزب‮ ‬من‮ ‬أن‮ ‬يحظى‮ ‬بكل‮ ‬هذا‮ ‬القبول‮ ‬الشعبي‮ ‬المتزايد‮ ‬يوماً‮ ‬بعد‮ ‬آخر‮ ‬حتى‮ ‬في‮ ‬هذه‮ ‬المرحلة‮ ‬الدقيقة‮ ‬من‮ ‬تاريخ‮ ‬الحزب‮ ‬وتكالب‮ ‬الحاقدين‮ ‬عليه‮ ‬وتآمر‮ ‬من‮ ‬كانوا‮ ‬يوماً‮ ‬أعضاء‮ ‬فيه‮.‬
يقف المؤتمر والمؤتمريون اليوم أمام تركة عظيمة الثراء بمجدها وإنجازاتها، ولكن ينبغي أن لا يظل الوقوف أمام هذا التاريخ الناصع من أجل التفاخر فقط، دون الانتباه لما يحاك ضد الوطن أولاً وضد الحزب بالقفز على لوائحه والنظم المتبعة،فالمؤتمر اليوم وفي ظل قيادته الوفية ممثلة بالشيخ صادق بن أمين أبو راس أمامهم مهام وطنية كبيرة رغم ما يعانيه الحزب من ضغوط ومحاولات تكميم، إلا أن ذلك لا يعفي من العمل وفق المتاح لمواكبة الواقع وتغيراته، ومن أهم تلك المهام تفعيل الدور الإعلامي المؤتمري في مواجهة أعداء الوطن والحزب برؤية مؤتمرية خالصة والاستفادة من وسائله الإعلامية والكتاب الصحفيين والناشطين المؤمنيين بالحزب وقيمه لترسيخ مفاهيم الميثاق الوطني لدى منتسبي الحزب وتعزيز ارتباطهم بحزبهم من خلال اللقاءات بين القيادات العليا والوسطية مع الجماهير وتعزيز مكانة وحضور الحزب أكثر خصوصاً وأن الواقع أثبت أن المؤتمر حزب يمتلك خبرات وكفاءات "رجال دولة" يشهد بها الجميع، رغم أن هذا القبول والإقتدار والدور الريادي قد تسبب للمؤتمر الشعبي العام لأن تحاك ضده المؤامرات وتشن الحملات الهيستيرية الشعواء على جميع المستويات بدءاً من تآمر وخيانة بعض ضعفاء النفوس وبعض الفاسدين الذي كانوا ينفذون أجندات حزبية وشخصية لصالح قوى أخرى من داخل المؤتمر مروراً بالتصفيات والاغتيالات التي طالت الكثير من قيادات وكوادر المؤتمر وممارسة الاقصاء والتعسفات الوظيفية ضد الموتمريين، وزرع الخلافات والصراعات داخل كيانات المؤتمر‮ ‬التنظيمية‮.‬
حجم الاستهدافات الممنهجة التي تعرض ويتعرض لها المؤتمر، أكدت أنه كتنظيم سياسي كان ومازال مستهدفاً بالاجتثاث والتشظي والاحتواء،بدافع الحقد على شخص الشهيد المؤسس بالإضافة لإدراك هذه القوى ما يمثله المؤتمر من عقبة كؤدة أمام مخططاتهم المدمرة وطموحاتهم في الاستفراد‮ ‬بالسلطة‮.‬
وبالتأكيد كان رهان هذه القوى خاسراً بكل ما تعنيه من معنى لأن المؤتمر أثبت أنه رقم صعب لا يمكن تجاوزه، وقد ظهر ذلك جلياً منذ استشهاد الزعيم ورفيقه الأمين، وما تلا ديسمبر 2017 من أحداث راهن الموتورون بأن تكون القاضية لحزب ينتمي للشعب وينصفه الشعب أيضاً، لكن تلك الأحداث وفي ظل قيادة أبو راس وحنكة ووطنية أبناء الشهيد الزعيم الذين راهن "هادي" وشلته أن يجتذبوهم تحت ضغط ما أصابهم، فكان رفضهم صاعقاً للمتآمرين وازداد الحزب قوة وتطهراً من بعض ما علق به من أوساخ وما استوطنته من أمراض أولئك المنتفعين .
إن الاحتفاء بذكرى تأسيس المؤتمر هو احتفاء بتنظيم رائد، واعتزاز بمواقفه الوطنية والتمسك به كخيار وطني وكصمام أمان لهذا الوطن، في نفس الوقت هي محطة مهمة للتقييم والمراجعة وإجراء التعديلات اللازمة التي تكفل انعاش المؤتمر أكثر وتجديد تكويناته وطاقاته، عبر الاهتمام بقطاع الشباب والطلاب والمرأة والقطاعات الثقافية والنقابية باعتبار هذه القطاعات أهم مرتكزات التنظيم وأهم المستويات التنظيمية التي تقود حراكاً سياسياً واجتماعياً فاعلاً وقوياً، ومنها تتجدد الطاقات القيادية المؤهلة والكفؤة.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 19-مايو-2024 الساعة: 01:52 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-56506.htm