الإثنين, 21-يناير-2008
الميثاق نت -   أمين‮ ‬الوائلي -
على غرِار: »هل تؤمن بالله؟، هل تحب وطنك؟، هل توافق على التطبيع مع إسرائيل؟«.. والفكرة المدهشة هي أن الإجابة يجب أن تكون واحدة في الحالات الثلاث، فإما نعم أو لا والورطة هنا أن الفرز لايقبل إلاّ نعم أو لا، عليها جميعاً ولايحتمل الأمر نعم في الأولى والثانية،‮ ‬ولا‮ ‬في‮ ‬الأخيرة‮.. ‬وعليك‮ ‬أن‮ ‬تختار‮!!‬
^ شيء كهذا يستخدمه »اللقاء المشترك« بكثرة لاستجواب المواطنين وإقحامهم في ورطة اتخاذ قرار، حُسم سلفاً، من خلال صيغة مخادعة ومكّارة.. ولم تعد الموانع الأدبية والاعتبارات المنطقية والموضوعية مراعاة أو محترمة في هذا السياق السفسطائي المُحدَّث.
^ تقول صيغة إحدى الدعوات المطبوعة، التي توزعها أحزاب المشترك على الناس والمواطنين لحضور مهرجان خطابي- في ذمار أمس الأحد- مايلي: »هل تعاني من الارتفاع المستمر للمواد الغذائىة؟، هل تشكو من الفساد والغلاء والجرع المتواصلة؟، إذا كنت كذلك فاللقاء المشترك يدعوك.‮. ‬بحضور‮ ‬المهرجان‮ ‬الذي‮ ‬سيقام‮ ‬يوم‮ ‬الأحد‮ ‬جوار‮ ‬المركز‮ ‬الثقافي‮«!!‬
‮^ ‬لاتوجد‮ ‬انتهازية‮ ‬أبشع‮ ‬من‮ ‬هذه‮.. ‬حيث‮ ‬يقترن‮ ‬الرفض‮ ‬بالموافقة‮ ‬دونما‮ ‬خيار‮ ‬ثالث‮ ‬يتيح‮ ‬للناس‮ ‬رفض‮ ‬الغلاء‮- ‬مثلاً‮- ‬وعدم‮ ‬الاقتناع‮ ‬بالمشترك‮ ‬وحركاته‮ ‬أو‮ ‬تحركَّاته‮ ‬المثيرة‮ ‬للضغائن‮ ‬والتقاطعات‮ ‬الجهوية‮ ‬والمناطقية‮.‬
^ مكمن السوء هو في توظيف مسائل وقضايا من قبيل المسلَّمات ومحل اتفاق بين العامة والخاصة على السواء، وربطها بالمشترك لوحده وكأنه صاحب الامتياز الحصري في اكتشاف أن الغلاء »مش تمام« أو اختراع الرفض والشكوى من الفساد.
‮^ ‬إذ‮ ‬ذاك،‮ ‬أنت‮ ‬على‮ ‬الخيار‮: ‬فإما‮ ‬أن‮ ‬تحضر‮ ‬وتصفق‮ ‬وتوافق‮ ‬المشترك،‮ ‬وبالتالي‮ ‬فأنت‮ ‬مواطن‮ ‬صالح‮ ‬يرفض‮ ‬الغلاء‮ ‬والفساد،‮ ‬وإما‮ ‬أن‮ ‬لاتحضر‮ ‬فتكون‮ ‬فاقداً‮ ‬للأهلية‮ ‬العقلية‮ ‬والمنطقية‮ ‬في‮ ‬الرفض‮ ‬والاستنكار‮.‬
‮^ ‬ولكن،‮ ‬يفوت‮ ‬أصحاب‮ ‬المشترك‮ ‬تقدير‮ ‬المُخَاطبين‮ ‬والمعنيين‮ ‬بدعوات‮ ‬كهذه‮..‬
فمسألة رفض الغلاء والفساد ولايختلف حولها اثنان ولا ينتطح كبشان، أما قبول وموافقة أولئك فمسألة أخرى تماماً.. وإلاَّ فإن رفض الفساد يتطرق بالضرورة واللزوم إلى رفض الفساد السياسي الذي يتجسد عملياً من خلال وقائع كهذه تكاد أن تقرن مسلَّمة الإيمان بالله، بفرضية الإيمان‮ ‬بفرقاء‮ ‬اللقاء‮!‬
^ يذكِّرنا ذلك بالراحل العزيز »محمد المحبشي«- يرحمه الله- وبرنامجه اللاذع والخفيف في إذاعة صنعاء، قبيل الإفطار خلال شهر رمضان المبارك: »هل تعاني من ضيق في النفس، أو كدر في الضمير؟...الخ« وعليه »إذاً تناول بسمة واحدة في مثل هذا الموعد من كل يوم«.
^ الفارق أن المحبشي- رحمه الله- كان يسعى لإسعاد المستمعين والتخفيف عليهم، مع ملامسته لقضايا جادة ومهمة بأسلوب لاذع ومضمون مباشر.. أما هؤلاء فيفعلون العكس، زيادة على الغلاء والفساد والمشاكل الأخرى يحشدون الجماهير إلى محارق يومية تقدم العدمية على طبق من خطاب‮ ‬سفسطي‮ ‬وخُطبةٍ‮ ‬تمتطي‮ ‬الديني‮ ‬للدنيوي‮.‬
‮^ ‬وأخيراً‮: ‬أنا‮ ‬وأنتم‮.. ‬نرفض‮ ‬الغلاء‮ ‬ونلعن‮ ‬الفساد‮.. ‬وأرفض‮ ‬منهجية‮ ‬وسياسة‮ ‬المشترك،‮ ‬كما‮ ‬ألعن‮ ‬الانتهازية‮.‬
شكراً‮ ‬لأنكم‮ ‬تبتسمون
تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 10:59 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-5620.htm