الثلاثاء, 15-يناير-2008
الميثاق نت -       عبدالعزيز‮ ‬الهياجم -
❊ بعد 22 عاماً من مجزرة 13 يناير الدموية أو بالأصح »هولو كوست« الأخوة الأعداء في الحزب الاشتراكي الذي كان يتبوأ السلطة حينها في المحافظات الجنوبية والشرقية.. لايزال اليمنيون يتذكرون تلك المأساة بألم وحسرة.
البسطاء‮ ‬يتساءلون‮ ‬لماذا‮ ‬حدثت؟‮ ‬والعقلاء‮ ‬يقولون‮: ‬إنه‮ ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬غريباً‮ ‬ان‮ ‬تحدث‮ ‬تلك‮ ‬المجزرة‮ ‬بل‮ ‬الغريب‮ ‬هو‮ ‬لو‮ ‬لم‮ ‬تحدث؟
13‮ ‬يناير‮ ‬1986م‮ ‬كان‮ ‬نتاجاً‮ ‬طبيعياً‮ ‬لممارسات‮ ‬همجية‮ ‬وولاءات‮ ‬عصبية‮ ‬ومناطقية‮ ‬وقبلية‮ ‬تحت‮ ‬شعارات‮ ‬إيديولوجية‮ ‬عقيمة‮ ‬مما‮ ‬جاء‮ ‬بها‮ ‬ماركس‮..‬
‮^ ‬ومن‮ ‬يعود‮ ‬إلى‮ ‬الأرشيف‮ ‬يقرأ‮ ‬في‮ ‬بعض‮ ‬أعداد‮ ‬مجلة‮ »‬التضامن‮ ‬الدولية‮« ‬التي‮ ‬كانت‮ ‬تصدر‮ ‬من‮ ‬باريس‮ ‬لقاءات‮ ‬أجرتها‮ ‬الصحفية‮ ‬العربية‮ ‬المعروفة‮ ‬حميدة‮ ‬نعناع‮ ‬مع‮ ‬قيادات‮ ‬بارزة‮ ‬من‮ ‬كلا‮ ‬الطرفين‮ ‬عام‮ ‬1987م‮.‬
والمضحك المبكي هو ان من ضمن المآخذ التي تعيبها هو انه كان لها توجهاً يخالف أدبيات الحزب ويذهب إلى الانفتاح والتنفيس على القطاع الخاص من خلال شراء تراكتورات زراعية للفلاحين، أو من خلال بناء فندق استثماري ضخم في عدن.
هذه العقلية وهذا النمط من التفكير الجامد يؤكد منطقية حدوث مجزرة 13 يناير ويجسد حقيقة التشابه الكبير بين عقلية الرفاق وعقلية الإمامة، فكلاهما كان يحرص على أن تظل اليمن معزولة عن العالم بدعوى حمايتها من سموم الأفكار الدخيلة سواءً الليبرالية التي يعاديها الرفاق،‮ ‬أو‮ ‬الافرنجية‮ ‬التي‮ ‬يعاديها‮ ‬الإمام‮!!‬
^ فهذا الجزء من الوطن وتحديداً ما يعرف بالمحافظات الجنوبية والشرقية لم يذبح يوم 13 يناير وإنما وئد حُلمه عقب الاستقلال مباشرة ولم يهنأ بفرحه بجلاء المستعمر 1967م، فالجزء الغالي من الوطن الذي هزم الاستعمار البريطاني وكافح من أجل الاستقلال كان أكثر منطقة في الجزيرة العربية مؤهلة للإزدهار والرخاء والنهضة الاقتصادية، كانت كل العوامل المطلوبة لبناء دولة عصرية موجودة.. موقع استراتيجي وميناء دولي مهم وحراك تجاري وثقافي وتعليمي وثروات كانت تحتاج فقط إلى عقول تبحث عنها.
ماذا‮ ‬فعل‮ ‬الرفاق‮ ‬في‮ ‬الاشتراكي‮ ‬يومها‮ ‬غير‮ ‬أنهم‮ ‬قايضوا‮ ‬الشعب‮ ‬بنظرية‮ ‬تحمل‮ ‬أحلاماً‮ ‬وردية‮ ‬ومدنية‮ ‬فاضلة‮ ‬مقابل‮ ‬انهم‮ ‬انتزعوا‮ ‬منهم‮ ‬كل‮ ‬مقومات‮ ‬الدولة‮ ‬العصرية‮ ‬شركاء‮..‬
الاستقلال تم تصفيتهم وتهجيرهم، رؤوس الأموال أُجبرت على الرحيل إلى أرض الله الواسعة ليبنوا أوطاناً أخرى غير وطنهم.. الميناء الذي كان تجارياً والمدينة التي كانت تحلم بأن تكون المنطقة الحرة الأولى في هذا الجزء الاستراتيجي المهم من العالم أصبحت منفذاً فقط لدخول‮ ‬السلاح‮.‬
وحتى عندما سيطر الحزب على مقاليد الأمور لم يستوعب الرفاق أن يأتي من بينهم شخصية مثل »سالم ربيع علي« تتفق معهم في النهج الاشتراكي ولكن بمفهوم متقدم يحاكي النموذج الصيني استكثروا على الوطن وعلى شعبنا في تلك المحافظات ان تتحول الأيديولوجيا من نظرية جوفاء إلى واقع‮ ‬عملي‮ ‬يخدم‮ ‬حركة‮ ‬البناء‮ ‬والنهوض،‮ ‬فاتهموه‮ ‬ومناصريه‮ ‬بـ‮»‬الماوية‮« ‬وبدأ‮ ‬الاقتتال‮ ‬يأخذ‮ ‬أسلوباً‮ ‬أخراً؟؟‮!‬
واليوم نجد ن نفس تلك العقليات والشخوص تتباكى على أخواننا من أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية وكأنها لم تكتف بتلك الجرائم التي ارتكبتها بحقهم يوم كانت سلطة قمعية وشمولية وتريد إعادة الزمن إلى الوراء وإعادة تمزيق الوطن لتحكم جزءاً منه بالشمولية والعزلة والبطاقة‮ ‬التموينية‮..‬

تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 06:47 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-5553.htm