الإثنين, 14-يناير-2008
الميثاق نت -     أمين الوائلي -
قتيلان‮ ‬سقطا،‮ ‬وعدد‮ ‬من‮ ‬الجرحى‮- ‬أفراد‮ ‬أمن‮ ‬ومواطنين‮- ‬عقب‮ ‬انتهاء‮ ‬المهرجان‮ ‬الذي‮ ‬حشدت‮ ‬له‮ ‬المعارضة‮ ‬وأمدته‮ ‬بما‮ ‬يلزم‮ ‬من‮ ‬التوتر‮ ‬والاستقطاب‮ ‬المناطقي،‮ ‬أمس‮ ‬في‮ ‬محافظة‮ ‬عدن‮.‬ ^ »التصالح والتسامح« رُكِّبا شعاراً للفعالية سيئة الذكر والحصيلة.. وسواءً قبل المهرجان أو الآن، السؤال نفسه يظلُّ معلَّقاً: أي فائدة جناها التسامح المزعوم والتصالح الذي صُلب على سارية الأمس الحزبي؟! ‮^ ‬وهل‮ ‬كان‮ ‬ضرورياً‮ ‬هذا‮ ‬الحشد‮ ‬والاستقطاب‮ ‬المناطقي‮ ‬والجهوي‮ ‬لتُثبت‮ ‬المعارضة‮ ‬أنها‮ ‬تستطيع‮ ‬تحريك‮ ‬مجموعات‮ ‬من‮ ‬الناس‮ ‬واستدعاء‮ ‬الكراهات‮ ‬والأحقاد‮..‬ فيم‮ »‬التسامح‮« ‬ظلَّ‮ ‬اسماً‮ ‬بلا‮ ‬مسمَّى؟‮!‬ ^ مهرجانات المعارضة ليست نوعاً فريداً من الإعجاز، وإلاّ فإن مباراة واحدة في كرة القدم بين فريقين من الدرجة الثانية، تستقطب أضعافاً مضاعفة من الجماهير.. فهل نقول أنها أكثر إعجازاً ونضالاً من المشترك ومهرجاناته، إذا كانت المعارضة إنما تستعرض جماهيريتها وقدراتها‮ ‬عن‮ ‬طريق‮ ‬هذا‮ ‬النوع‮ ‬الجائر‮ ‬من‮ ‬التعبئة‮ ‬والحشد؟‮!‬ ‮^ ‬وليست‮ ‬المهرجانات‮ ‬تحديداً‮ ‬هي‮ ‬العبرة‮ ‬أو‮ ‬المعيار‮ ‬في‮ ‬هذا‮ ‬الباب،‮ ‬لأن‮ ‬الانتخابات‮ ‬النيابية‮ ‬والمحلية‮ ‬وحتى‮ ‬الرئاسية،‮ ‬هي‮ ‬التي‮ ‬تُعطي‮ ‬قيمة‮ ‬كل‮ ‬حزب،‮ ‬وتحدد‮ ‬مستوى‮ ‬جماهيريته‮.‬ ^ أما الذهاب إلى التحريض وتجميع المشاعر السلبية المتناثرة.. هنا وهناك، في فعالية مشابهة فلا يختلف كثيراً عن تحريض جماهير الفريق المغلوب في مباراة على الشغب وتعويض الخسارة بخسارة أخرى.. أمر وأثقل. ‮^ ‬نعم،‮ ‬قد‮ ‬تفلح‮ ‬المعارضة‮ ‬في‮ ‬إثارة‮ ‬الشغب‮ ‬والبلبلة‮ ‬وتوتير‮ ‬الأجواء‮ ‬وإشاعة‮ ‬الاستقطاب‮ ‬المناطقي‮ ‬والجهوي‮.. ‬وأخيراً‮ ‬تخليف‮ ‬خسائر‮ ‬مؤلمة‮ ‬كالتي‮ ‬خلَّفها‮ ‬مهرجانها‮ ‬العبثي‮ ‬الغبي‮ ‬بالأمس‮.‬ ‮^ ‬وما‮ ‬الذي‮ ‬تكون‮ ‬قد‮ ‬فعلته،‮ ‬إذاً‮ ‬ولا‮ ‬يدعو‮ ‬للأسف‮ ‬والإزدراء؟‮!‬ وهل‮ ‬تكون‮ »‬ذكية‮« ‬إذا‮ ‬هي‮ ‬جنت‮ ‬على‮ ‬المجتمع‮ ‬وضاعفت‮ ‬من‮ ‬نسبة‮ ‬ومبررات‮ ‬الكراهية‮ ‬والاحتقانات؟ ‮^ ‬لقد‮ ‬حاول‮ ‬بيان‮ ‬اللقاء‮ ‬المشترك‮- ‬السبت‮ ‬الماضي‮- ‬التبرير‮ ‬للاستقطاب‮ ‬المناطقي‮ ‬والجهوي‮ ‬وإذكاء‮ ‬خطابات‮ ‬التمزيق‮ ‬التي‮ ‬تعمل‮ ‬ضد‮ ‬مسلمة‮ ‬وفريضة‮ ‬الوحدة‮ ‬الوطنية‮.‬ ‮^ ‬ويتلمس‮ ‬المشترك‮ ‬عذراً‮ ‬أقبح‮ ‬من‮ ‬ذنب‮ ‬حين‮ ‬يتحدث‮ ‬عن‮ »‬النزاعات‮ ‬القبلية‮ ‬والمناطقية‮ ‬والجهوية‮« ‬باعتبارها‮ ‬أمراً‮ ‬طبيعياً‮ ‬وعادياً،‮ ‬ومنطقياً،‮ ‬بوصفها‮ »‬نتيجة‮« ‬لا‮ ‬أكثر،‮ ‬لما‮ ‬أسماه‮ »‬سياسات‮« ‬رسمية‮!!‬ ‮^ ‬هذا‮ ‬يعني‮ ‬أن‮ ‬المشترك‮ ‬يشرع‮ ‬للفوضى‮ ‬المناطقية‮ ‬والجهوية،‮ ‬ويعذرها‮ ‬تماماً،‮ ‬ولهذا‮ ‬هو‮ ‬يشتغل‮ ‬عليها‮ ‬وبها،‮ ‬أو‮ ‬قل‮ ‬يناضل‮ ‬بالاعتماد‮ ‬عليها‮.‬ يبقى‮ ‬أن‮ ‬التخريب‮ ‬أسهل‮ ‬كثيراً‮ ‬من‮ ‬غيره‮ ‬والفوضى‮ ‬والتبرير‮ ‬للأخطاء‮ ‬أيسر‮ ‬من‮ ‬التراجع‮ ‬عنها‮ ‬وإدانتها‮.. ‬ولهذا‮ ‬يتفنن‮ »‬المشترك‮« ‬في‮ ‬هتك‮ ‬التسامح‮ ‬والتصالح‮.‬
تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 09:11 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-5541.htm