السبت, 12-يناير-2008
الميثاق نت - بقلم/ أمين الوائلي بقلم/ أمين الوائلي -
أحد الأساتذة الأجلاء، المسبوقين بحرف الدال، فعلها وحده واكتشف أمراً في غاية «الخطورة» .. قال: إن لجان مكافحة البطالة وتشغيل الشباب وتوزيع الأراضي الزراعية والسكنية على الخريجين، تنفيذاً لبرنامج رئىس الجمهورية، تهديد «للتركيبة السكانية» على ماقال ، وإن أعضاء اللجان المحددة أعلاه سوف يغيرون خارطة الواقع الديمغرافي في المحافظات الجنوبية والشرقية!!
طبعاً الاكاديمي العزيز يقول «الجنوب»، وأنا أجعلها المحافظات الجنوبية والشرقية، احتراماً لعقلي، ولليمن الطبيعي الكبير، وتصوروا أن أعضاء في لجان لايتجاوز قوامها أصابع اليد الواحدة، أواليدين في أبعد الاحتمالات، هؤلاء هم الذين تم اختيارهم للمهمة، وأية مهمة؟! وهكذا لم يعد تنفيذ برنامج الرئىس مهماً، بل خطر ،ياسبحان الله.
الرجل أفحش على نفسه كثيراً في استدعاء «المؤامرة» وتركيبها على واقع يمني ينبذ هذه النوعية من الأفكار والقراءات البوليسية ، ولو كانت مسبوقة بألف دال ودال.
إذ كيف يقال أن عشرة أشخاص، هم أعضاء اللجان المكلفة بتوزيع الأراضي على الشباب والخريجين في محافظات لحج والضالع وغيرهما سوف يغيرون الواقع الديمغرافي والتركيبة السكانية للمحافظات الجنوبية؟! وهل الواقع الديمغرافي والتركيبة السكانية مسألة هينة وساذجة إلى هذا الحد المُخل؟ كم هم بسطاء ومدهشون ضحايا ميراث المؤامرة!
ثم إن صاحبنا يفلسف المؤامرة بطريقة لا أحسده عليها، وإن كان فيها الكثير من الخيال المعجون بوهم المؤامرة ، فهو يفترض أن الأشخاص المذكورين ينتمون - ولادة - إلى محافظات مختلفة ـ يمنية بالتأكيد ـ وليسوا جميعهم من محافظات جنوبية خالصة!
وبالتالي فعلها ـ ثانية ـ واكتشف أن هؤلاء يمكنهم أن يغيروا تركيبة السكان، بحيث ترجح الكفة لمحافظات أخرى.. وبعشرة أشخاص مقابل ملايين!!
من يمكنه اختراع حزاوي وفكاهات معقدة ومحبطة كهذه؟ إنه مرض الذاتية المجزوءة عن ذاتها، وعقدة التنكر للمنطق والعقل والجغرافيا والدال نفسه ،مقابل سفسطة تنظّر للفرقة والمناطقية القذرة.
وكأنهم حسموا أمرهم مع الانفصال وتجزئة اليمن وانتقلوا إلى الحديث عن الهويات الشخصية والفرز السكاني ، وهم في هذه وتلك يصرون على الحنث العظيم ، ولكن اليمن أعصى من عقولهم وأكثر عقلاً من ملء الأرض شهادات ودالات، خصوصاً إذا كانت كهذه.
شكراً لأنكم تبتسمون
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 18-يونيو-2024 الساعة: 03:21 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-5503.htm