الخميس, 10-يناير-2008
الميثاق نت -  أمين‮ ‬الوائلي -
❊ في كل مرة هناك »خبراء« أو »مراقبون«.. جاهزون لابلاغ صحف ومواقع حزب الاصلاح دون غيرها عن »ثورة شعبية« ما، اوشكت او كادت والمسألة باتت »بائتة« على هذه الشاكلة المستهلكة.. وكأنه ليس امامنا من سبيل او اسلوب لمناقشة أمورنا ومعالجة قضايانا إلاّ الاستعانة بخبراء‮- ‬مجهولين‮ ‬دائماً،‮ ‬او‮ ‬مجهّلين‮ ‬عن‮ ‬عمد‮- ‬ولديهم‮ ‬الخيار‮ ‬الفوضوي‮ ‬عينه‮ ‬باستمرار‮ ‬وهو‮ »‬الثورة‮ ‬الشعبية‮«.‬
إعلام حزب »الشمس« يكتنز ولعاً غير مفهوم تجاه مفردة »الثورة« وهو ذاته حوّلها الى ما يشبه اللازمة عند كل خبر وتقرير.. وحتى في صياغة التهاني او التعازي واخبار المناسبات الاجتماعية- السعيدة وغير السعيدة، وان كانت جميعها امست غير سعيدة بالمرة هذا النحو الاعتسافي. حتى تجردت المفردة من ثوب المعنى الرزين والثمين، وتحولت »الثورة« كمصطلح وشعار الى حالة من العدمية المتسرطنة تستشري في كل ماله علاقة - او ما لا علاقة له- بالسياسة والحياة المدنية والأوضاع الاقتصادية وحتى في أخبار الطقس و»النضال السلمي« تشبه عقدة »اللاشعبية‮« ‬عقيدة‮ »‬الثورة‮ ‬الشعبية‮«‬التي‮ ‬لا‮ ‬يضبطها‮ ‬معنى‮.‬
هناك دائماً الإعلام الذي يحترف تصدير »الثورات« بدءاً من القضية الانتخابية ومروراً باللجنة العليا والمتقاعدين، والتعديلات الدستورية ونقابة معلمي »الاصلاح« وقانون الانتخابات.. و.. و.. وانتهاءً بأسعار القمح والدقيق الملتهبة عالمياً ومحلياً جميعها عناوين صدرها‮ ‬اعلام‮ »‬الاصلاح،‮ ‬والمشترك‮« ‬تبعاً‮ ‬له،‮ ‬بمانشيتات‮ ‬مثيرة‮ ‬لكل‮ ‬أنواع‮ ‬المشاعر‮ ‬والاحاسيس،‮ ‬بما‮ ‬فيها‮ ‬الغثيان‮ ‬والطنّـان‮ ‬تدعو‮ ‬وتحرض‮ ‬او‮ ‬تبشر‮ ‬بــ‮»‬ثورة‮ ‬شعبية‮« ‬اثر‮ ‬اخرى‮..!‬
هل علينا ان نستسلم لعبثية التهويل الذي لايختلف كثيراً عن التهوين في كل مرة يثار خلالها موضوع مهم، او غير مهم، وقضية عامة او خاصة.. تتطرق الى شأن وطني او هم جماعي او تمس حياة ومعيشة السكان والمواطنين؟!
وهل من الموضوعية وانصاف القضايا محل التداول والهم المشترك ان نحولها جميعاً الى »كارت« شبيه بخدمة »الدفع المسبق«، نغذي به رصيد الازمات او التأزمات؟ بالدعوة في كل مرة الى ثورة شعبية اخرى حتى تكدست الدعوات والثورات، تبعاً لتكدس المصادر المغيبة التي تمد اعلام الاخوان‮ ‬لوحدهم‮ ‬بالتحذيرات‮ ‬او‮ ‬البشارات‮ ‬عن‮ »‬ثورات‮« ‬لا‮ ‬حد‮ ‬ولا‮ ‬عد‮ ‬لها‮..!‬
النقاش لايستقيم وطنياً على هذا النحو والذين يهمهم بالفعل لا القول حل المعضلات وحلحلة القضايا على اختلافها اياً كان شكلها وموضوعها، عليهم اثبات حسن النية اولاً، والتبرؤ من الانتهازية في اهتبال قضايا ملحة وحساسة لمصلحة تأزيم متجدد وتأزم لاينفك طارئاً باستمرار.. وعليهم ثانياً الذهاب الى بحث المشكلات وخلافها بالعودة الى الاسباب وتقديم التفسيرات والبدائل وليس التعلق باسمال مصطلح بائت وشعار مستهلك حد الاهلاك، بقدم بدعة »الثورة الشعبية«، على فريضة النزاهة السياسية والاعلامية في تناول الأمور بما يجب من المسئولية قصد‮ ‬انتاج‮ ‬حلول‮ ‬ومعالجات‮ ‬وليس‮ ‬اعادة‮ ‬انتاج‮ ‬المعضلات‮ ‬بطرائق‮ ‬متحذلقة‮.‬
ليست المرة الاخيرة على مايبدو التي سوف يعتمد »الصحوة نت« خلالها على مصادره وخبرائه، الذين لا وجود لهم، ليكتشف- كما فعل بالأمس مع تناوله للزيادات السعرية الطارئة- ان »ثورة شعبية« قادمة »لمناهضة الغلاء« هذه المرة وقد قيل نفس الشيء عن قضايا ومواضيع مختلفة طوال الاشهر الفائتة »الثورة الشعبية« عقدة مستحكمة وهي لايمكنها ان تحل مشكلة المعارضة، و »الاصلاح« تحديداً، مع »اللاشعبية« التي تمنى بها في كل اقتراع واستحقاق انتخابي.. والاصوب هو ان يكلف هؤلاء - الأعزاء- أنفسهم تعباً يسيراً في استقراء اسباب وعوامل حالات الغلاء‮- ‬المرفوض‮ ‬جملة‮ ‬وتفصيلاً‮.. ‬ومن‮ ‬ثم‮ ‬النصح‮ ‬ببدائل‮ ‬ومعالجات‮ ‬عملية‮ ‬وعلمية‮ ‬ملتزمة‮ ‬بالموضوعية‮ ‬والواقعية‮ ‬لان‮ ‬الذهاب‮ ‬الى‮ ‬التحريض‮ ‬يفاقم‮ ‬المشاكل‮ ‬ولايحلها‮.. ‬فهل‮ ‬هذا‮ ‬هو‮ ‬ما‮ ‬يراد‮ ‬له‮ ‬ان‮ ‬يتكرس‮..‬؟
ليتهم‮ ‬في‮ ‬المشترك‮ ‬والاصلاح‮ ‬اولاً‮ ‬فعلوها‮ ‬ولو‮ ‬مرة‮ ‬وعرضوا‮ ‬بديلاً‮ ‬واحداً‮.. ‬يكون‮ ‬النقاش‮ ‬حوله‮ ‬ممكناً‮.. ‬هم‮ ‬حتى‮ ‬يتهربون‮ ‬من‮ ‬ذكر‮ ‬العودة‮ ‬الى‮ ‬الدعم،‮ ‬ولو‮ ‬على‮ ‬سبيل‮ ‬المزايدة‮ ‬ولكنه‮ ‬بعض‮ ‬حل‮ ‬ويقبل‮ ‬المراجعة‮.‬

تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 17-يونيو-2024 الساعة: 04:54 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-5484.htm