الميثاق نت -

الأحد, 02-سبتمبر-2018
توفيق الشرعبي -
مفاوضات جنيف المزمع انعقادها في السادس من سبتمبر 2018 تختلف عن سابقاتها من المفاوضات - سواء التي انعقدت في جنيف أو التي في الكويت - لأكثر من سبب ليس لصالح تحالف العدوان..
فمنذ ان أُعلن عن هذه المفاوضات وتحالف العدوان ومرتزقته يتعاملون في احاديثهم عنها بحذر ولم تحظَ بحملات اعلامية تسبق انعقادها كما الحاصل مع سابقاتها من مفاوضات..
لديّ قناعة مبنية على حقائق ووقائع تاريخية بأن الرهان أو التعويل أو الاعتماد على الأمم المتحدة في حل قضية بلدٍما مصيره الخسران ، لكن هذا لا يمنع من الإشارة الى ان مفاوضات جنيف القادمة رياحها ليست لصالح عاصفة العدوان ، ليس السبب الرئيسي ان هذه المفاوضات ستنعقد برئاسة مبعوث أممي جديد قادم من العمق الغربي ويدرك سياسة المصالح الدولية في المنطقة ، وإنما لأن المعادلة العسكرية على الميدان تغيرت كثيرا عما كانت عليه في المفاوضات السابقة..
ففي المفاوضات السابقة كان تحالف العدوان يساند وفده المفاوض باستخدام أو تفعيل اوراق ضغط في الميدان ليحقق على الطاولة ماعجز عنه في المعركة ولعل ورقة نقل البنك المركزي الى عدن وإغلاق مطار صنعاء ابرز أوراقه في مفاوضات الكويت..
معركة الحديدة هي الورقة الرابحة التي كان يراهن عليها تحالف العدوان في المفاوضات المرتقبة في جنيف ولكنه فشل فشلاً ذريعاً ومُني بهزيمة ساحقة في الساحل الغربي جعلته يرضى من الغنيمة بالإياب..!!
هناك تطورات هامة على الصعيد العسكري ستَفرِض على تحالف العدوان ان يتجه الى مفاوضات جنيف بعقلية تدرك مايجري على الأرض خصوصا بعد ان دخل سلاح الجو اليمني المسير خط المعركة وأصبحت عواصم بعض دول التحالف تحت طائلة نيرانه ..
فبعد قصف ارامكو في الرياض واستهداف مطاري ابوظبي ودبي بالطائرات اليمنية المسيرة وبعد قيام القوات البحرية اليمنية بضرب سفن النفط في البحرالأحمر وتنفيذ عمليات خاصة في العمق البحري السعودي لابد أن يعي تحالف العدوان هذه المتغيرات شاء أم أبى..!!
الملف الانساني في اليمن سيكون أولوية مزعجة لقوى العدوان في المفاوضات القادمة ،والذي سيعكس كارثة بل أخطر كارثة في العالم وفقا للتقارير الدولية التي بدأت تحمّل التحالف بقيادة السعودية المسئولية الكاملة عن الجرائم التي ترتقي لجرائم حرب وإبادة بحق المواطنين اليمنيين ..
ولعل تقرير الخبراء الدوليين التابعين للأمم المتحدة الصادر مؤخرا قد كشف الكثير من فداحة مايرتكبه العدوان في اليمن..
اعتقد أنه مع هذه التطورات في الملفين العسكري والإنساني على الأرض فإن الاهتمامات الدولية ستتغير عما كانت عليه سابقا فيما يتعلق بالملف السياسي الذي لن يظل محكوماً بحسابات مجهولة أو مجيراً لتوجهات معينة كما كان يراد له في المفاوضات السابقة..
ومادامت كل استجابة سياسية تتوقف على حجم الضغوط الماثلة والمستمرة ..فإننا نقول لوفدنا الوطني الذي سيتوجه الى مفاوضات جنيف القادمة:
"إذا هبّتْ رياحك فاغتنمها" !!
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 21-مايو-2024 الساعة: 03:31 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-54185.htm