الميثاق نت -

الإثنين, 26-مارس-2018
مطهر‮ ‬تقي -


كل أبناء اليمن يعتبرون يوم 26/3/2015م يوم العدوان الآثم على شعبنا يوم حزن وغضب في وجه إخوة الإسلام والعروبة الذين إعتدوا على منازل المواطنين الأبرياء وعلى مراكز أفراحهم وأتراحهم وعلى طرقاتهم ومدارسهم ومستشفياتهم ومصانعهم وحتى على أغنامهم وأشجارهم.
نصرخ اليوم من الألم والحزن على مرور ثلاثة سنوات من القتل وعذاب الحصار والجوع وفتك الأمراض لملايين المواطنين الأبرياء الذين لا ناقة لهم ترفع راية مشروع سياسي تخريبي أو جمل محمل بالأفكار الإرهابية.
نتحسر‮ ‬على‮ ‬إراقة‮ ‬الدماء‮ ‬اليمنية‮ ‬الزكية‮ ‬والفرقة‮ ‬بين‮ ‬أبناء‮ ‬الوطن‮ ‬الواحد‮ ‬الذين‮ ‬يتناحرون‮ ‬ويقتل‮ ‬بعضهم‮ ‬بعضا‮ ‬بغلظة‮ ‬وشدة‮ ‬والكل‮ ‬يتسابق‮ ‬إلى‮ ‬الجنة‮ ‬ظنا‮ ‬منه‮ ‬أنه‮ ‬أحد‮ ‬أبناء‮ ‬الفرقة‮ ‬الناجية‮.‬
نرفع‮ ‬الأكف‮ ‬إلى‮ ‬الله‮ ‬أن‮ ‬يعين‮ ‬أبناء‮ ‬شعبنا‮ ‬على‮ ‬تحرير‮ ‬أجزاء‮ ‬من‮ ‬وطننا‮ ‬الغالي‮ ‬من‮ ‬الإحتلال‮ ‬المهيمن‮ ‬على‮ ‬الأرض‮ ‬والإرادة‮ ‬اليمنية‮.‬
نقول لإخوتنا أبناء عروبتنا وديننا (للأسف الشديد) لقد نجحتم في تحقيق حلمكم القديم الجديد بتدمير مقدرات اليمن وأبنائه وتمكنتم بطائراتكم وأسلحتكم وأموالكم أن ترجعوا الشعب اليمني مائة عام إلى وراء الزمن وقمتم بضخ السلاح والمال ليقتل المواطن اليمني أخاه ويشيع الكراهية والخلاف المذهبي والمناطقي والإنفصالي بين أبناء الوطن الواحد حتى المطارات أغلقتموها في وجه الطالب والمريض والتاجر وتمكنتم بكل جدارة من خلق عداء وكراهية في نفوس المواطنين اليمنيين ضدكم ولكنكم بالمقابل لم تتمكنوا من كسر إرادة الشعب اليمني وكسر صموده وعنفوانه وعشقه للموت من أجل كرامته وسيادة وطنه وليس أمامكم بعد ثلاث سنوات على عدوانكم وبعد أن عجز سلاحكم وأموالكم عن هزيمة الشعب اليمني إلا ترك القوى السياسية اليمنية وشأنها فهي قادرة على حل خلافاتها بعيدا عن تدخلكم السافر في شؤونها وفي الشأن اليمني وحاولوا‮ ‬أن‮ ‬تتعاملوا‮ ‬مع‮ ‬الشعب‮ ‬اليمني‮ ‬كأخوة‮ ‬جوار‮ ‬تجمعكم‮ ‬المودة‮ ‬والقربى‮ ‬بروح‮ ‬الندية‮ ‬والاحترام‮ ‬المتبادل‮ ‬واجعلوا‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬احترامكم‮ ‬للشعب‮ ‬اليمني‮ ‬مصالح‮ ‬مشتركة‮ ‬تخدم‮ ‬البلدين‮ ‬المتجاورين‮.‬
ونقول لكافة القوى السياسية في صنعاء نعم لقد دافعتم عن الوطن وسيادته وكرامته بكل شجاعة وصمود طيلة ثلاث سنوات ورفعتم راية الصمود والتحدي بكل كبرياء إلا أننا ومن رحم معاناة الشعب ومع بداية المساعي الدولية للسلام نطالبكم أن تسعوا إلى السلام حتى لو أدى الأمر الى أن ترفعوا المصابيح والشمس في كبد السماء فقد فرضت الحرب عليكم ولستم دعاتها لكن معاناة الشعب جوعا وعطشا ومرضا قد وصلت حد الرمق الأخير والعالم القاتل الآثم لا يهمه حقوق الإنسان والمعاناة الإنسانية فهو يتسابق على بيع السلاح لدول العدوان لمزيد من القتل والتدمير‮ ‬لشعبنا‮.‬
أنتم‮ ‬مدعوون‮ ‬اليوم‮ ‬إلى‮ ‬صنع‮ ‬السلام‮ ‬مع‮ ‬إخوانكم‮ ‬الخصوم‮ ‬تحت‮ ‬راية‮ ‬اليمن‮ ‬الواحد‮ ‬وضرورة‮ ‬وقف‮ ‬نزيف‮ ‬الدم‮ ‬اليمني‮ ‬وإنقاذ‮ ‬ملايين‮ ‬المواطنين‮ ‬من‮ ‬أبناء‮ ‬شعبكم‮ ‬المهددين‮ ‬بالموت‮ ‬جراء‮ ‬الجوع‮ ‬والأمراض‮.‬
اسعوا‮ ‬للسلام‮ ‬العادل‮ ‬بما‮ ‬يحفظ‮ ‬لشعبكم‮ ‬سيادة‮ ‬أرضه‮ ‬وكرامة‮ ‬شهدائه‮.‬
ونقول للقوى اليمنية التي وقفت مع العدوان: يكفيكم سنوات من الارتهان للخارج فأنتم قبل غيركم تعرفون أن مبررات العدوان على شعبكم ومقدرات وطنكم لا علاقة لها بما يسمى بالشرعية أو التدخل الإيراني فالقيادة السعودية والإماراتية لا يهمهما الشرعية من قريب أو بعيد وهما تعرفان تمام المعرفة أن لا تدخل إيراني مباشر ولا هم يحزنون فالتدخل السعودي الإماراتي هدفه وأنتم خير من يعرف استمرار المصالح والهيمنة السياسية للدولتين على الساحة اليمنية واتخاذ اليمن ملعبا للصراع الإقليمي.. من أجل ذلك فشعبكم يدعوكم الجنوح إلى السلام مع إخوانكم في صنعاء فيكفي شعبكم قتلاً وتشريداً وجوعاً ومعاناة وفرقة واحتلالاً غلبوا مصالح شعبكم وسيادة وطنكم على كراهيتكم لإخوانكم في صنعاء فهم إخوة لكم وأنتم إخوة لهم وفي ذمتكم جميعا مصير اليمن الجريح فالوطن وهمومه أعظم عند الله وعند شعبكم من أي أهداف سياسية أو خلافات مذهبية ومصالح ذاتية اجعلوا السلام خياركم مهما كانت القيود عليكم فالوطن يدعوكم للوحدة الوطنية والمصالحة الشاملة وإعادة بناء ما تم تدميره فلا يبني الأوطان ويحرص على أمنه وسلامته غير أبنائه اجعلوا مع إخوانكم في صنعاء العام الرابع للعدوان عاماً للسلام وإعادة للحمة الوطنية ونسيجها الاجتماعي إلى سابق عهدها ونحن على علم أن ذلك ليس باليسير عليكم وأنتم تحت مظلة العدوان فنحن نراهن على وطنيتكم الكامنة في نفوسكم وعلمكم الأكيد بالحالة المخيفة التي وصل إليها شعبكم ونسأل الله أن يعينكم على اتخاذ ذلك القرار وما ذلك‮ ‬على‮ ‬الله‮ ‬بعسير‮.‬
والله‮ ‬من‮ ‬وراء‮ ‬القصد‮..‬
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 15-مايو-2024 الساعة: 11:41 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-52754.htm