راسل القرشي -
اربعون عاماً مرت منذ مقتل الرئيس ابراهيم الحمدي في عملية اجرامية بشعة ومازال البعض حتى اليوم يثير قضية مقتله، والمشكلة أنهم وبدلاً من المطالبة بكشف قتلته يذهبون لإلصاق الجريمة برفيقه الزعيم علي عبدالله صالح الذي كان من اعز المقربين إلى الحمدي..!!
هؤلاء يلصقون التهمة بالزعيم الصالح ليس عن دراية وإنما بهدف الإساءة والتستر على أطراف المؤامرة وتضييع العدالة، وايضاً وهو الأهم التوظيف السياسي القذر لهذه القضية..!
معروف من خطط ومول ونفذ هذه الجريمة وأين كان صالح عند تنفيذها وباستطاعتكم أن تثيروا سؤالاً واحداً فقط لتتعرفوا على المغزى الحقيقي من وراء إلصاق التهمة بالزعيم الصالح..
اسألوا أنفسكم لماذا بقيت هذه القوى التي تدعي أن عفاش هو قاتل الحمدي صامتة طيلة الأربعين عاماً الماضية وبدأت هذه النغمة تتوزع بكثرة منذ العام 2011م.. في الوقت الذي لم يذكر فيها صالح منذ ما بعد الإعلان عن مقتل الحمدي والسنوات التالية لحكمه أبداً؟!!..
لماذا بقيت مجاميع الناصرية صامتة طيلة تلك الفترة وهي التي تتهم صالح بتصفية رموزها بعد توليه منصبه، لتأتي اليوم وتسجل في بيان عريض لها بمرور اربعين عاماً من مقتل الحمدي وتسمي صالح بأنه ومعه آخرون لم تسمهم وراء مقتله ؟!..
لماذا تتولى اليوم مجاميع الإخوان المسلمين في حزب الإصلاح مهمة إثارة هذه القضية وغيرهم من طابور الاشتراكية والناصرية الذين ارتموا في احضان المخطط والممول وصاحب المصلحة الحقيقية من قتل الحمدي وفي مقدمتهم المرتزق المخلافي الذي كان يوجه الاتهام مباشرة للنظام السعودي واليوم تغيرت بوصلة اتجاهه ليوجه الاتهام مباشرة للصالح.. أليس ذلك غريباً وعجيباً ويثير الشكوك لدى العقول الراجحة والمستنيرة.. أم أن عداوتهم وخصومتهم لعفاش والتي وصلت حد الفجور وراء هذا التوظيف القذر لمقتل الحمدي ؟!..
لن نتهم الغشمي والمشائخ التابعين للنظام السعودي حينها بمقتل الحمدي ونستغل هذه القضية سياسياً كما يعملون، وإنما يكفينا أن نقول ارحموا عقولنا وعودوا لصوت الشعب الذي خرج يودع الحمدي في جنازة مهيبة وماذا كان يردد ويقول حينها..!!
أين أنتم ياتجار الحروب وقتلة الشعب طيلة تلك الفتره لتأتوا اليوم تذرفون دموع التماسيح من داخل بلاط القاتل المجرم الذي قتل ومازال عشرات الآلاف من اليمنيين بمساندتكم ودعمكم دون حياء أو خجل..؟!
منذ ثلاث سنوات والنظام السعودي يقتل ويبيد الآلاف من اليمنيين وهو نفس المجرم الذي قتل قبل اربعين عاماً الحمدي وأخاه بدم بارد ووسط حضور شركائه الذين يتهمون الصالح بقتله دون حياء !!..
الحمدي وصالح اشرف واكرم واعز منكم جميعاً يا من تتاجرون بالدماء وتسبّحون اليوم بحمد القاتل صباحاً ومساء وتعملون على تشويه الحقائق والتاريخ بهذا السقوط المريع الذي سيقودكم لا محالة إلى مزبلة التاريخ غير مأسوف عليكم..!!
قتلة الحمدي هم من يقتلون الشعب اليمني اليوم وهم من يهللون ويكبرون عقب كل جريمة يرتكبها العدوان السعودي الإجرامي..!
قتله الحمدي هم من يقتلون أطفال ونساء وشباب ورجال اليمن.. وهم من يقصفون صالات العزاء وقاعات الافراح ومنازل المدنيين وسياراتهم ويدمرون شبكات المياه والكهرباء والاتصالات والجسور والطرق والمدارس والمستشفيات والمساجد..!!
قتلة الحمدي هم من يحاصرون اليمنيين منذ ثلاث سنوات ويجوعونهم ويقودونهم بالآلاف نحو الموت دون أسف.. !!!
قتلة الحمدي هم من يلعنهم الشعب اليوم وسيلعنهم التاريخ في انصع صفحاته ولو بعد حين..
| 
الحمدي.. والتوظيف السياسي القذر!