الميثاق نت -

الجمعة, 27-أكتوبر-2017
عبدالله‮ ‬محمد‮ ‬الارياني -
طبعاً‮ ‬اليوم‮ ‬سأستخدم‮ ‬بعض‮ ‬مصطلحات‮ ‬اللغة‮ ‬العامية‮ ‬لان‮ ‬نظاماً‮ ‬كهذا‮ ‬لايستحق‮ ‬معه‮ ‬تحمل‮ ‬عناء‮ ‬التحدث‮ ‬ببلاغة‮ ‬وفصاحة‮ ‬عربية‮.‬
يا جماعة إن من يجابر نفسه بأن النظام الايراني جاء نتيجة لثورة تصحيح اسلامية فهو مخدوع ومن يتحدث بذلك فهو مقروط.. تعرفوا ليش لانه اساساً نظام زُرع في المنطقة على اساس ثورة هذا بحسب رأيي الشخصي المبني على نقطتين هما:
اولاً/ ان قوى الامبريالية العالمية ومنذ سقوط الدولة الاسلامية لم ولن تكون لتسمح بأي حال من الاحوال بقيام أو نجاح أية ثورة تصحيح سواءً أكانت عربية أو اسلامية بالمقارنة مع نجاح ثوراث التصحيح الغربية كالفرنسية على سبيل المثال لا الحصر.
ثانياً/ ان النظام الايراني لايختلف بتاتاً في بنيته وسياساته واستراتيجيته عن انظمة التوسع والهيمنة العالمية بل هو احد اركانها أذا لم يكن نواتها الاساسية ،علماً انه نظام زرعته في المنطقة نفس ذات القوى الامبريالية التي زرعت النظامين الوهابي والصهيوني مع اختلاف‮ ‬فقط‮ ‬في‮ ‬آلية‮ ‬ووسيلة‮ ‬واستراتيجية‮ ‬الزرع‮.‬
ومن هاتين النقطتين يتضح لنا أن الامبريالية العالمية وعلى رأسها ربيبات الصهيونية العالمية امريكا وبريطانيا ومن يدور في فلكهما، استخدمت ثلاث استراتيجيات لزراعة ثلاثة انظمة في مواقع جغرافية بالغة الحساسية في منطقتنا العربية وهي كالتالي:
اولاً‮/ ‬استراتيجية‮ ‬الحرب‮ ‬للسيطرة‮ ‬على‮ ‬منطقة‮ ‬الجزيره‮ ‬العربية‮.‬
وهنا عمدت قوى الامبريالية العالمية إلى زرع النظام السعودي الوهابي للسيطرة على منطقة الخليج العربي لقربها واطلالتها على اهم الممرات المائية البحر الاحمر ومضيق باب المندب والبحر العربي ولكون هذه المنطقة تقبع على بحار نفطية، وهنا قدمت قوى الامبريالية لأسرة آل‮ ‬سعود‮ (‬آل‮ ‬مردخاي‮) ‬ونظامها‮ ‬الوهابي‮ ‬دعماً‮ ‬لا‮ ‬محدوداً‮ ‬في‮ ‬حروبها‮ ‬المتعاقبة‮ ‬في‮ ‬المنطقة‮ ‬بهدف‮ ‬السيطرة‮ ‬عليها‮ ‬فكان‮ ‬هنا‮ ‬نظام‮ ‬آل‮ ‬سعود‮.‬
ثانياً‮/ ‬استراتيجية‮ ‬المقايضة‮ ‬والاحتلال‮ ‬المباشر‮.‬
هنا فاوضت بريطانياً السلطان العثماني لإعطاء فلسطين للصهاينة، وعندما رفض السلطان العثماني تم التآمر على الامبراطورية العثمانية وتقاسم تركتها بعد الحرب العالمية الاولى بناءً على اتفاقية فرساي، وأعطيت فلسطين للصهاينة بناء على وعد بلفور الذي قطعته بريطانيا للصهاينة في 2 نوفمبر 1917م مقابل دعم اليهود للحرب العالمية الاولى، فباشر الصهاينة بالهجرة إلى فلسطين عبر مراحل انتهت باحتلالها بدعم بريطانيا وقوى الامبريالية العالمية فكانت الهجرة وكان الاحتلال حتى هذه اللحظة مسيطراً على تلك المنطقة لقربها الجغرافي من بلاد الشام‮ ‬والبحر‮ ‬الابيض‮ ‬المتوسط‮ ‬وايضاً‮ ‬جمهورية‮ ‬مصر‮ ‬باعتبارها‮ ‬حلقة‮ ‬وصل‮ ‬بين‮ ‬قارتي‮ ‬افريقيا‮ ‬وآسيا‮ ‬ولامتدادها‮ ‬على‮ ‬البحر‮ ‬الاحمر‮ ‬ولامتلاكها‮ ‬قناة‮ ‬السويس‮ ‬ولسيطرتها‮ ‬على‮ ‬نهر‮ ‬النيل‮.‬
ثالثاً‮/ ‬استراتيجية‮ ‬الثورة‮ ‬لاسقاط‮ ‬نظام‮.‬
وهنا كانت ماتعرف بـ(الثورة الاسلامية الايرانية) التي قامت لإسقاط نظام الشاه في إيران، وهنا قوبلت الثورة الخمينية بصمت عالمي رغم انها تعد اسلامية ولاقت ايضاً دعماً لوجيستياً اعلامياً ومادياً وروج لها ترويجاً ماسونياً عمل بجهد كبير لانجاح تلك الثورة المزعومة‮ ‬فكانت‮ ‬الثورة‮ ‬وكان‮ ‬نجاحها،‮ ‬وزُرع‮ ‬نظام‮ ‬الخميني‮ ‬في‮ ‬تلك‮ ‬المنطقة‮ ‬القريبة‮ ‬والمسيطرة‮ ‬على‮ ‬ممرات‮ ‬مهمة‮ ‬كمضيق‮ ‬هرمز‮ ‬والقريبة‮ ‬ايضاً‮ ‬من‮ ‬قزوين‮ ‬النفطية‮.‬
وبذلك‮ ‬تعد‮ ‬الانظمة‮ ‬الثلاثة‮ ‬انظمة‮ ‬مزروعة‮ ‬في‮ ‬المنطقة‮ ‬لخدمة‮ ‬اهداف‮ ‬التوسع‮ ‬للامبريالية‮ ‬الصهيونية‮ ‬العالمية‮.‬
هنا.. لعاقل ان يظن انها ثورة اسلامية غضت لها قوى الهيمنة العالمية طرفها، ومايثبت صحة ذلك هو اننا لطالما سمعنا ومنذ زمن بعيد وحتى اللحظة هجوم وتهديدات ووعيد القوى الامبريالية لايران وعلى رأسها امريكا التي لطالما هددت بضربها ولطالما نعتت ايران بالشيطان الاكبر‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬روساء‮ ‬امريكا‮ ‬المتعاقبين‮ ‬،‮ ‬وعلى‮ ‬ذلك‮ ‬يتبادر‮ ‬إلى‮ ‬الذهن‮ ‬سؤالان‮ ‬ملحان‮ ‬هما‮:‬
‮- ‬لماذا‮ ‬قوى‮ ‬الهيمنة‮ ‬العالمية‮ ‬لم‮ ‬تنعت‮ ‬ايران‮ ‬بالشريرة‮ ‬أو‮ ‬المارقة‮ ‬أو‮ ‬حتى‮ ‬العدوانية‮ ‬واكتفت‮ ‬بنعتها‮ ‬فقط‮ ‬بمصطلح‮ ‬الشيطان‮ ‬الاكبر؟
‮-‬لماذا‮ ‬تلك‮ ‬القوى‮ ‬وعلى‮ ‬رأسها‮ ‬امريكا‮ ‬لم‮ ‬تضرب‮ ‬ايران‮ ‬حتى‮ ‬اللحظة‮ ‬رغم‮ ‬تهديداتها‮ ‬لها‮ ‬منذ‮ ‬أن‮ ‬وجد‮ ‬النظام‮ ‬الخميني؟
للحديث‮ ‬بقية‮ ‬للاجابة‮ ‬على‮ ‬هذين‮ ‬السؤالين‮ ‬وبتفصيل‮ ‬اوسع‮ ‬يوضح‮ ‬لماذا‮ ‬مصطلح‮ ‬الشيطان‮ ‬الاكبر‮ ‬دون‮ ‬غيره‮..‬ولماذا‮ ‬لم‮ ‬يتم‮ ‬حتى‮ ‬اللحظة‮ ‬ضرب‮ ‬إيران‮ ‬عسكرياً‮ ‬رغم‮ ‬تنامي‮ ‬انشطتها‮ ‬الاستراتيجية‮. ‬
للحديث‮ ‬بقية‮..‬
المجد‮ ‬والخلود‮ ‬للشهداء
الشفاء‮ ‬العاجل‮ ‬للجرحى
النصر‮ ‬لقضية‮ ‬أمتنا
ولانامت‮ ‬أعين‮ ‬الجبناء
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 19-مايو-2024 الساعة: 06:25 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-52056.htm